الإسكندراني.. هل يتحقق أسامة أنور عكاشة سينمائيًا بعد الرحيل؟
علاء أبو زيد
لا أحد يختلف في أنه كان الأشهر في الدراما التلفزيونية، لكن لم يكن هكذا في السينما. وصفه عبقري القصة القصيرة يوسف إدريس بمؤسس الرواية التلفزيونية.
هو أسامة أنور عكاشة، الذي رحل عن عالمنا 28 مايو 2010 تاركًا وراءه ميراثًا من الروايات والمسلسلات والأفلام والمسرحيات، حيث يعد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي.
تجددت سيرة الراحل أسامة أنور عكاشة بإعلان المخرج خالد يوسف عن الاستعانة بمؤلفه «الإسكندراني» ليقدم نفسه من خلاله عائدًا للسينما بفيلم يحمل نفس العنوان.
العمل يدور حول صراع الأجيال وتحكم كل منهم في الآخر من خلال رؤية كل منهما لكيفية إدارة الأعمال وتغيير المنظور ما بين جيل قديم وجيل جديد.
و«الإسكندراني» ليس رواية كتبها عكاشة منتصف السبعينيات ولم ينجح في تقديمها، بل هو نص كُتب خصوصًا للسينما، كما جاء على لسان ابنته نسرين عكاشة، كتبه والدها منذ سنوات طويلة، وليس رواية كما اختلط الأمر على البعض.
عندما تأتى سيرة عكاشة تقفز من الذاكرة أعماله التلفزيونية الأكثر جماهيرية ونجاحًا في التليفزيون المصري، فمن منا لم يستمتع ويتأثر ويتعلق بهذه الأعمال وقت عرضها والتي على رأسها «ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع» و«رحلة السيد أبو العلا البشري» و«ضمير أبله حكمت» و«أرابسك» و«الرايا البيضا» وغيرها من الأعمال الصالحة للمشاهدة كلما أخذها الزمن بعيدًا.
لكن نحن هنا نستعيد عكاشة بعمل له للسينما، وهذا ما يجعلنا نترقب بقلق فيلم «الإسكندراني»، فتجارب عكاشة في السينما برغم جديتها لم تحصد تقديرًا يليق باسم عكاشة التلفزيوني.
قدَّم أسامة أنور عكاشة للسينما من خلال مخرج الواقعية الجديدة الأهم عاطف الطيب، فيلمين وهما: فيلم «كتيبة الإعدام» 1989 يتناول كيف تغيرت المبادئ والأفكار عقب الانفتاح، متحدثًا أيضًا عن الذين ضحوا وعن الذين خانوا؛ وفيلم «دماء على الأسفلت» 1992 ويتناول نفس القضية وهي التغيير في المجتمع والأسرة المدمرة بالمخدرات والانفلات الأخلاقي. وفي العام نفسه يقدم له محمد النجار فيلم «الهجانة» عن الإحساس بالظلم وكيف يدفع الإنسان إلى طريق عكس قناعاته إلى جانب أعمال سينمائية أخرى.
هناك من يرى أن موهبة عكاشة تتجلى في كتابة الحوار الطويل العميق، وأنه في حاجة إلى مساحة كبيرة يقدم من خلالها عوالم مختلفة وشخصيات متنوعة وقضايا مثيرة، وهذا ما يتيحه عالم الدراما التلفزيونية لذا تفوق، بينما لم يحقق نفس النجاح في السينما لأن مساحتها ضيقة وقماشة الحوار محدودة.
لم ينجح عاطف الطيب مع عكاشة في بداية التسعينيات، فهل ينجح خالد يوسف مع نص سينمائي لعكاشة كتبه في منتصف السبعينيات.