آراء

الجيل الصفر في مؤتمر النقد السينمائي

سلطان فادن

بالإضافة إلى كون انعقاد مؤتمر النقد السينمائي في العاصمة الرياض كتظاهرة فنية وتجمع راقٍ لعقول ناضجة في عالم السينما والأفلام ليس على المستوى الإقليمي فقط، بل على المستوى الدولي أيضًا، إلا أن اللافت للنظر كان في حضور مجموعة من الشباب والشابات السعوديين، الحاضرين بأعمالهم السينمائية السعودية، يعيشون أجمل أيامهم لتحقيق الأحلام التي لطالما رسموها، والآن تتحقق وترى النور، بدعم قوي من الدولة، متمثلة في رؤية المملكة 2030، وعبر تجهيزات متقدمة لوجستيًا وفكريًا مكنتها لهم وزارة الثقافة وهيئة الأفلام.

هذا الجيل الذي تم ابتعاثه إلى الخارج لدراسة السينما وصناعة الأفلام بمختلف ميادينه التقنية والفلسفية. وبدأ الرعيل الأول والثاني منهم بالعودة للوطن لبناء القاعدة الأولى للكينونة السينمائية السعودية. هذا الجيل وبكل جدارة يستحق أن يطلق عليه الجيل الأول أو الجيل «1» من صناعة السينما السعودية. إلا أن هناك جيلاً وأكثر من جيل سبقوهم، ممكن أن يطلق عليهم جيل «الصفر».

خلال حضوري لحفل افتتاح مؤتمر النقد السينمائي الأول، قمت بتدوين هذه الملحوظة عن هذا الجيل «صفر». لكن العزيز الأستاذ محمد الظاهري «مدير إدارة الحفظ والترميم بهيئة الأفلام» سبقني وتحدث عن هذا الجيل في كلمته الافتتاحية.

فمنذ دخول الأفلام العربية والأجنبية إلى المملكة «تقريبًا في بداية السبعينيات من القرن العشرين» ومع أنشطة عرض الأفلام في دور السينما في الأندية الرياضية في الرياض، وسينما العطاس في جدة، وحتى مع توقف نشاط دور السينما هذه، لم تتوقف متعة مشاهدة الأفلام ومتابعة الأحدث منها. فاستمر تأجير بكرات الأفلام في المربع بالرياض أو في البلد في جدة، لتتوفر فيها أحدث الأفلام المصرية والأجنبية الدرامية والبوليسية والحربية… إلخ.

ثم تطورت هذه الأعمال مع تطور التقنية لتنتشر محلات أشرطة الفيديو بكل أشكالها في عقدي الثمانينيات والتسعينيات حتى نهايتها لتتطور مرة أخرى تقنيًا لتصبح الأفلام على أقراص مضغوطة «سيديهات». هذه الأجيال التي عايشت وانغمست في عالم الأفلام المستوردة ولم تنقطع عنها، تكوّن لديها مخزون «أفلامي» ثري وأصبحت متذوقة ومتابعة لحركة السينما في العالم.

أحلام الكثير من هذه الأجيال المتذوقة اصطدمت بصعوبة دراسة السينما والأفلام محليًا وخارجيًا، وإن درسها البعض على حسابهم، اصطدموا بصعوبة ممارسة تعليمهم وتأسيس سينما سعودية. حتى كان عام 2018 وافتتاح دور السينما في المملكة.

جيل الصفر هذا هم الذين أسسوا بنية تحتية صلبة “ثقافية على الأقل”» لصناعة سينما سعودية واعدة ومنافسة وواعية. فلا تستغربوا أن يكون جيل الصفر من خريجي حاسب آلي أو إدارة أعمال أو طب أو هندسة.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى