فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربي

صباح ومساء

فاطمة العدلاني

صوت من الخارج.. أم من الداخل؟!
من أين تأتي الضوضاء؟!
ضوضاء من شارع منزلنا تحت نافذة الشُرفة، وصوت خارج غرفتي رُبما يتحدثون في الخارج عن الأمور اليومية، وصوت أيضا لتغريد العصافير، تعتقد أنهم يتناقشون كيف يأتون بقوت يومهم، أعتقد زيادة التغاريد نابعة من كونهم وجدوا للنور طريقًا بعد الشروق، صوت من عقلي لا يصمت وضوضاء أُخرى في رأسي تملي عليّ قائمة انتظارات.
ربما تسأل انتظار ماذا؟! كل صباح وقبل النهوض عند اختبار أنفاسي وجودها. تُملي عليّ أصواتي انتظارات لانتصارات يومية وأسبوعية وسنوية!
تتساءل أصواتي الآتيه من أحلام اليقظة الذي
يرجحها العقل، ويراها الأنا، ويتمناها القلب.
فترصد لي إنجازاتي المنتظرة لتصبح انتصارات فأسمع قبل أن أغمض عيناي ليلا وقبل أن أفتحها عبارات بم تفكرين!؟ لمَ فعلتِ؟ وَلِمَ لمْ تفعلي؟ هل يهمك الأمر كذا؟ هل يستحق السعي؟ هل كان يناسب الموقف كذا بالأمس ردة فعلك؟ هل ترين أنك تستطيعين أن تقاومي هذا العالم ونفسك ضد ما لا يعقل صحته؟!
هل تعتقدين أنك ستظلي كما أنت بعد عام من الآن؟ مَن أفضل أشخاص إليك وهل أنت أفضل من لديهم كذلك؟ كم صديقة اكتسبت على مدار العشرة أعوام السابقة؟ كم منهن ما زالت صديقتك؟ من السبب في الجفاء؟ أأنتِ أم هُنّ؟!! ماذا فعلت لأجل دراستك عملك بيتك أسرتك مستقبلك ماذا فعلت لأجلك!! ما نسبة رضاكِ النفسي عن يومك أمس؟ هل حققتي هدفًا من آمالك!
لحظة.. ما هي احلامك من الأساس!
ضجيج دائم لا يتوقف، وكأن شيئا داخلي مُصّر أن يصعب لدي لحظة النوم التي يتمناها عقلي طيلة اليوم لينهي دورة تشغيله كيف ولماذا ومتي أفعل؟ وماذا أقول وكيف أُعامل البشر!!

لحظة تستلزم إيجاد سبب كافي للنهوض!! تُفكر فيم تفعل على مدار اليوم وما الذي يستحق حماسك لتواجه العالم من أجله! ما طموحك المستلزم قيامك من النوم! في كل يوم رحيق خاص.
إذا استيقظت لأجل دراسة، عمل أو مسؤوليات حياتية، يختلف عن القيام لحضور مناسبة سعيدة مُنتظرة منذ أشهر لأحد/ى المقربين أو سفر لمكان مفضل أو الذهاب لمقابلة عمل مرغوب فيه أو السعي وراء هدف.
يختلف كل يوم عن ما يليه أو يسبقه بمدى الحماسة النفسية له والرغوب فيه ولكن صداع الرأس النصفي من أمثال الover thinking كعادتي يكرهون لحظة ما قبل النوم لأنها تُشبه مراجعة الحسابات والجرد اليومي في الشركات .

مشكلة عندما تواجه ضوضاء من العالم الخارجي حولك كل صباح ولكن دعني أُخبرك المشكلة الأكبر عندما تنبع الضوضاء من داخل تفكيرك ، تشوش أفكار غير مرتبه، شرود ، كلمات غير منطوقة، تتزاحم رأسي بالأفكار قبل النوم وفي الصباح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى