خواطر ميت حي
عمر غازي
• المؤكد أننا لم نأت لهذه الحياة باختيارنا، والمؤكد أيضًا أنه ينبغي أن نتعايش مع هذه الواقع! للحد الذي يجعلنا أن ننغمس في الحياة وننسى هذه الحقيقة!
• ننسى الموت أو نتناساه لنحيا، ولو تذكرناه كل حين لفقدنا الرغبة في الحياة، أو متنا رغمًا عنا، حتى ونحن نتنفس وننبض، فما معنى أن نتعب ونشقى ونعمّر ونكنز لنواجه مصيرًا واحدًا طال بنا الزمان أو قصر!
• تأخذنا ملاهي الحياة ومغرياتها في متاهة الطمع فيها مدفوعين بالشهوات والرغبات والنزوات. هذه ليست المشكلة! المشكلة أننا بعد هذا الطريق الذي اخترناه نريد أن يتذكرنا الكل بالخير والإحسان والذكريات الطيبة!
• في مقتبل عمري كانت فكرة الموت ترعبني لحد الإشراف على الموت ذاته، واليوم تحول هذا الرعب لشيء آخر تماما وهو الإحساس بوحشة الحياة من غيري! فكما لا أتخيل ما أنا فيه الآن، وهو أنني عشت عمرًا بعد وفاة والدي، أيضًا لا أتخيل الحياة من غيري! ستفرحون وتمرحون وتتكاثرون وتنغمسون في الملذات وأنا قد أكلني الدود وصرت نسيًا منسيا!
• كلنا موتى لم يحن موعد رحيلهم بعد!
ربما هذه الحقيقة الوحيدة التي نحتاج أن نتذكرها كل حين، على قسوتها وأن نعامل بعضنا البعض في ضوءها، لتكون النتيجة
كثيرًا من التراحم
قليلًا من الضغينة
بعضًا من الأثر الحميد
شيئًا من اللين والشفقة
• كلنا سنموت، ولكن يمكننا أن نحيا أيضًا بعد الموت!
فالأثر هو من يبقى سواء عرف صاحبه أو كان مجهولًا
فلنحيا بالذكر والأثر والتأثير الحسن، أو ربما يكون من الأنسب أن نكون نسيًا منسيًا من أفضل من أن نبقى في الحياة بالذكر السيئ قد أكلت جسدنا الدود وأتبعته روحنا اللعنات.