هكذا أنا
فاطمة العدلاني
أتذكر لقاء تليفزيوني لا يغيب عن خاطري حين أنظر لنفسي كل صباح في ثقة منبثقة من الداخل لا تعادلها أموال الكون.
كان اللقاء مع إحدى الفنانات المشهورات والمحبوبات أيضا واستوقفني ردها حين سألتها المذيعة دائما تظهرين أنيقة بالرغم أنه رُبما لو عُرضت عليّ مثل ذلك الموديلات فلن ابدأ بارتدائها البتة حتى تظهر في السوق …والألوان الصاخبة ينتقضها الآخرون ولكن المفاجأة أن الفتيات تتبعك بعدها وتصبح أحدث صيحات الموضة! ما السر؟
من أين تستمدين ثقتك بنفسك؟
خطر ببالي وقتها إجابة نموذجية دبلوماسية أن تقول استمد دعمي من والدي، أمي، زوجي.. الخ
لكن الإجابة غير متوقعة على الإطلاق وكانت بمثابة درس بالفعل غيّر تفكيري كفتاة في مرحلة الدعم وتكوين الشخصية.. ماذا قالت؟
قال لي أبي ذات يوم وكانت مناسبة دولية يحضرها آلاف الأشخاص حين وجدني مترددة في اختيار ملابسي وكانت بالفعل غير منسقة علي أكمل وجه..
هل نظرتي لنفسك جيدا بالمرآة.
أجبت نعم..
فقال لي وماذا وجدتِ؟
قلت وجدت مثيلا لي ترتدي ثيابا هكذا وأشرت لنفسي..
فابتسم لي وقال: وما رأيك؟
قلت: يعجبني وعدت النظر للمرآه بتردد لسماع رأيه!
فقال: إن كان يروق لك ما أنتِ عليه فثقي أنه سيروق من لا يروق له قبل من يروقه
لمعة عينيك تعكس ثقتك الروحية لنفسك
وروحك تعكس في عينيك جمالك الخارجي
وانعكاس روحك في المظهر من ثقتك النابعة
الزيّ المزخرف أو المعرقل ان كان متناسقا على أيدي مصمم عالمي ثم ذهبتي وقد جبرت روحك على ارتدائه أو منزعجة من اللاشيء فقد خسرت الآلاف المدفوعة به…
وإن ذهبت بزيّ أنيق ليس على أيدي محترفين وفي عينيك رأيته يجملك فاعلمي أنه هو من سيجعل منك سندريلا الحفل..
اخطي بقدميك بثقة
وارفعي رأسك
ولا ترفعي صوتك
واقتنعي بقناعتك وأعني بها لا تكوني إمعة مع التيار.
فالسمك الميت فقط هو من يُجبره التيار على المسير.
لو اجتمع أهل بلده على أمر ولا أعنيه والله ما فعلته ولكنت المستثنى منهم.. قفي أمام نفسك وقولي هكذا أنا.