رياضةرياضة عالمية

«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ

الترند العربي – متابعات

في زمنٍ اعتادت فيه جماهير الدوري الإنجليزي الممتاز على الأرقام القياسية، جاء اسم إيرلينغ هالاند ليقلب المعادلة رأسًا على عقب، ويعيد تعريف معنى الاستثنائية في “البريميرليغ”. النجم النرويجي، مهاجم مانشستر سيتي، واصل مساء السبت مسيرته المذهلة، بعدما تخطى الرقم القياسي للبرتغالي كريستيانو رونالدو في عدد الأهداف المسجلة بالدوري الإنجليزي، خلال الفوز العريض لفريقه على وست هام يونايتد بثلاثية نظيفة على ملعب الاتحاد.

لم تكن مجرد ثنائية جديدة تُضاف إلى رصيد هالاند، بل كانت لحظة مفصلية في تاريخ المسابقة، لحظة يتجاوز فيها لاعب لم يكمل بعد سنواته الأولى في إنجلترا إرث أحد أعظم من مرّوا على ملاعبها، ويعلن رسميًا أن عصرًا تهديفيًا جديدًا قد بدأ.

ليلة الاتحاد.. حين يتكلم التاريخ

منذ الدقائق الأولى للمباراة، بدا واضحًا أن مانشستر سيتي يدخل اللقاء بعقلية الحسم المبكر، مستفيدًا من الفوارق الفنية الكبيرة أمام وست هام. وفي الدقيقة التي افتتح فيها هالاند التسجيل، لم يحتج المهاجم النرويجي سوى إلى لمسة واحدة ليؤكد حضوره المعتاد داخل منطقة الجزاء.

تمريرة من فيل فودين، تسديدة ارتدت من الحارس ألفونس أريولا، ثم متابعة قاتلة من هالاند، هدف بدا في شكله عاديًا، لكنه في مضمونه كان يحمل رقمًا تاريخيًا سيُتداول طويلًا في سجلات الدوري الإنجليزي.

هذا الهدف كان الثامن عشر لهالاند في الموسم الحالي من “البريميرليغ”، لكنه في الوقت ذاته كان المفتاح لتجاوز رقم كريستيانو رونالدو، الذي سجل 103 أهداف في 236 مباراة خلال مسيرته مع مانشستر يونايتد.

«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ
«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ

ثنائية تؤكد الهيمنة

لم يكتفِ هالاند بهدف السبق، بل عاد في الشوط الثاني ليضيف الهدف الثاني، مستغلًا ارتباك دفاع وست هام، ليُكمل ليلة مثالية عززت من سطوته على خصومه، ورفعت رصيده أمام “الهامرز” إلى 6 أهداف في آخر 3 مباريات فقط.

بهذه الثنائية، وصل هالاند إلى 104 أهداف في 144 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقًا على رونالدو ليس فقط في عدد الأهداف، بل في سرعة الوصول إليها، بفارق شاسع في عدد المباريات، ما يفتح باب المقارنات على مصراعيه.

الأرقام لا تكذب

لغة الأرقام وحدها كافية لتوضيح حجم ما يقدمه هالاند منذ وصوله إلى مانشستر سيتي. 148 هدفًا في 169 مباراة في مختلف المسابقات بقميص “السيتزنز”، أرقام تضعه في مصاف أعظم الهدافين الذين عرفهم النادي، رغم قصر المدة الزمنية.

هذه الحصيلة جعلته يتجاوز أسطورة النادي فرانسيس لي في ترتيب هدافي مانشستر سيتي عبر التاريخ، ويدخل قائمة أفضل 6 هدافين في تاريخ الفريق، في إنجاز يعكس ليس فقط موهبته الفردية، بل انسجامه السريع مع منظومة بيب غوارديولا.

«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ
«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ

من دورتموند إلى الاتحاد.. رحلة التحول

حين انتقل هالاند إلى مانشستر سيتي قادمًا من بوروسيا دورتموند، كان السؤال المطروح: هل سيتمكن من التكيف مع متطلبات الدوري الإنجليزي الصارمة؟ الإجابة جاءت أسرع مما توقع الجميع.

في موسمه الأول 2022–2023، سجل 36 هدفًا في الدوري، محطمًا الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بنظام الـ38 مباراة، ومؤكدًا أن الحديث عن صعوبة البريميرليغ بالنسبة له كان مبالغًا فيه.

هذا الانفجار التهديفي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل تكتيكي دقيق، واستفادة مثالية من طريقة لعب مانشستر سيتي، التي تمنح المهاجم فرصًا متكررة داخل منطقة الجزاء.

هالاند ورونالدو.. مقارنة الأجيال

تجاوز رقم كريستيانو رونالدو لا يعني التقليل من أسطورة برتغالية صنعت تاريخًا خاصًا في إنجلترا، لكنه يفتح باب المقارنة بين جيلين مختلفين.

رونالدو، الذي احتاج إلى 236 مباراة لتسجيل 103 أهداف، كان لاعبًا متعدد الأدوار، بدأ جناحًا ثم تحول تدريجيًا إلى هداف. أما هالاند، فهو مهاجم صريح منذ اللحظة الأولى، يعيش داخل الصندوق، ويستثمر كل كرة تصل إليه.

هذا الاختلاف في الأدوار والسياقات يجعل المقارنة معقدة، لكنه في الوقت ذاته يبرز سرعة تأثير هالاند، وقدرته على فرض نفسه كآلة تهديفية بلا هوادة.

«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ
«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ

بيب غوارديولا.. صانع البيئة المثالية

لا يمكن الحديث عن أرقام هالاند دون التوقف عند دور المدرب الإسباني بيب غوارديولا. الأخير نجح في تكييف أسلوب لعبه، المعروف بالاستحواذ والسيطرة، ليخدم قدرات مهاجمه النرويجي.

غوارديولا لم يطلب من هالاند أن يكون لاعبًا مشاركًا في البناء بقدر ما ركز على وضعه في أفضل مناطق التسجيل، مستفيدًا من جودة لاعبي الوسط والأطراف، أمثال فودين، دي بروين، وبرناردو سيلفا.

هذه البيئة التكتيكية جعلت من هالاند رأس حربة مثاليًا، يترجم التفوق الجماعي إلى أرقام فردية مذهلة.

وست هام.. ضحية متكررة

بالنسبة لوست هام يونايتد، تحولت مواجهة مانشستر سيتي إلى كابوس معتاد، وبات اسم هالاند تحديدًا يثير القلق قبل أي لقاء. ستة أهداف في ثلاث مباريات أمام “الهامرز” تؤكد أن الدفاعات التي تترك مساحات داخل منطقة الجزاء تدفع ثمنًا باهظًا أمام المهاجم النرويجي.

هذا التفوق ليس مجرد مصادفة، بل نتيجة قراءة ذكية لتحركات الخصم، وقدرة هالاند على استغلال أنصاف الفرص.

«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ
«آلة الأهداف لا تتوقف».. إيرلينغ هالاند يحطم رقم كريستيانو رونالدو ويعيد كتابة تاريخ البريميرليغ

من فرانسيس لي إلى هالاند

تجاوز هالاند لرقم فرانسيس لي، أحد رموز مانشستر سيتي التاريخيين، يحمل دلالة خاصة. لي، الذي كان أيقونة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، احتاج سنوات ليصنع إرثه التهديفي، بينما جاء هالاند ليختصر الزمن، ويعيد ترتيب السجلات في فترة قياسية.

هذا التسارع في كسر الأرقام يعكس طبيعة كرة القدم الحديثة، لكنه في الوقت ذاته يبرز استثنائية لاعب قادر على التأقلم مع هذا الإيقاع الجنوني.

الحذاء الذهبي.. هدف لا يغيب

بعد تتويجه بالحذاء الذهبي في موسم 2023–2024، عاد هالاند هذا الموسم ليؤكد أنه لا يزال الرقم الأصعب في سباق الهدافين. 18 هدفًا حتى الآن تضعه في صدارة المشهد، وتجعله مرشحًا قويًا للاحتفاظ باللقب، في ظل استمرارية معدله التهديفي المرتفع.

هذه الاستمرارية هي ما يميز الكبار، وتجعل من هالاند مشروع أسطورة حقيقية، وليس مجرد ظاهرة عابرة.

أغويرو في الأفق

مع بلوغه 104 أهداف في البريميرليغ، بات هالاند على مشارف منافسة الرقم القياسي لسيرخيو أغويرو، الهداف التاريخي لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي.

أغويرو، الذي احتاج سنوات ليصل إلى أرقامه القياسية، قد يرى اسمه مهددًا في حال حافظ هالاند على نسقه الحالي. السؤال لم يعد هل سيتجاوزه، بل متى.

السرعة.. كلمة السر

ما يجعل أرقام هالاند مرعبة ليس عدد الأهداف فقط، بل سرعة الوصول إليها. 144 مباراة فقط للوصول إلى 104 أهداف، رقم يضعه في فئة خاصة من الهدافين، ويجعله مرشحًا ليكون أسرع لاعب يصل إلى 150 هدفًا في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

هذا التسارع يعكس لياقة بدنية استثنائية، وتركيزًا ذهنيًا عاليًا، وقدرة على الحفاظ على الجوع التهديفي دون تراجع.

المدرجات تشهد.. والخصوم تحذر

جماهير مانشستر سيتي باتت تدخل المباريات وهي على يقين أن هالاند سيترك بصمته، بينما يدخل الخصوم بخطط دفاعية معقدة في محاولة للحد من خطورته.

لكن التجربة أثبتت أن إيقاف هالاند ليس مهمة فردية، بل يتطلب منظومة دفاعية متكاملة، وأحيانًا حتى ذلك لا يكون كافيًا.

ما وراء الأرقام

وراء كل هذه الأهداف، يقف لاعب يتمتع بعقلية تنافسية نادرة. هالاند لا يكتفي بالتسجيل، بل يسعى دومًا لتحسين أرقامه، وكسر ما تبقى من قيود تاريخية.

هذه العقلية هي ما جعلته يتجاوز أرقامًا ظلت لعقود معيارًا للعظمة، وجعلت اسمه يتردد اليوم في سياق المقارنات مع أساطير اللعبة.

البريميرليغ في عصر هالاند

الدوري الإنجليزي، المعروف بقوته وتنوعه، دخل مرحلة جديدة مع وجود مهاجم قادر على تحطيم الأرقام بوتيرة غير مسبوقة. هذا العصر قد يُذكر لاحقًا بوصفه “عصر هالاند”، إذا ما واصل اللاعب مسيرته بهذا الزخم.

في ظل المنافسة الشرسة، وتعدد المواهب، يبقى الحفاظ على القمة تحديًا أكبر من الوصول إليها، وهو التحدي الحقيقي الذي ينتظر النرويجي.

الطريق إلى الأسطورة

تجاوز رونالدو ليس نهاية الرحلة، بل محطة ضمن مسار طويل. أمام هالاند فرصة لصناعة إرث يتجاوز الأرقام، إرث يرتبط بالألقاب، واللحظات الحاسمة، والتأثير المستدام في تاريخ اللعبة.

إذا ما واصل على هذا المنوال، فقد يصبح اسمه مرجعًا للأجيال القادمة، تمامًا كما هو حال رونالدو، وميسي، وأغويرو.

قراءة مستقبلية

كل هدف يسجله هالاند اليوم هو استثمار في المستقبل، وكل رقم يكسره يرفع سقف التوقعات. السؤال لم يعد حول قدرته على التسجيل، بل حول حدود ما يمكن أن يصل إليه.

في دوري لا يرحم، أثبت هالاند أنه لا يكتفي بالمشاركة، بل يفرض سيطرته، ويكتب اسمه بحروف كبيرة في سجلات التاريخ.

كم هدفًا سجل هالاند في الدوري الإنجليزي حتى الآن؟
سجل 104 أهداف في 144 مباراة فقط في البريميرليغ.

أي رقم قياسي كسره هالاند مؤخرًا؟
تجاوز رقم كريستيانو رونالدو التهديفي في الدوري الإنجليزي الممتاز.

كم هدفًا سجل هالاند هذا الموسم؟
سجل 18 هدفًا حتى الآن في الدوري الإنجليزي الممتاز.

من أبرز الأرقام التي يقترب منها؟
يقترب من رقم سيرخيو أغويرو كأحد أسرع اللاعبين وصولًا إلى 150 هدفًا في البريميرليغ.

ما الذي يميز هالاند عن غيره من الهدافين؟
سرعة الوصول للأرقام، الاستمرارية، والقدرة على التسجيل من أنصاف الفرص.

اقرأ أيضًا: «من الملاعب إلى جزر النخبة».. كريستيانو رونالدو يختار البحر الأحمر ويستثمر 30 مليون دولار في قلب السعودية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى