صحة

“إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة”

الترند بالعربي – متابعات

في مشهد طبي يعكس حجم التطور الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة، سجّل مستشفى الأمير عبدالمحسن بمحافظة العلا، أحد منشآت تجمع المدينة المنورة الصحي، إنجازًا نوعيًا جديدًا بعد تمكن فريق طبي متخصص من إجراء عملية نادرة لتجميل حوض الكلية اليمنى لشابة سعودية في منتصف العشرينات من عمرها، عانت لسنوات طويلة من آلام مزمنة والتهابات متكررة في المسالك البولية دون أن تجد تفسيرًا دقيقًا لما تمرّ به من معاناة أو علاجًا جذريًا يضع حدًا لمشكلتها الصحية المتواصلة. وجاء هذا التدخل الجراحي الناجح ليعيد لها الأمل في حياة يومية طبيعية خالية من الألم، ويؤكد في الوقت ذاته قدرة الكوادر الطبية الوطنية في المناطق والمحافظات على التعامل مع حالات معقدة وعالية الدقة كانت تُحال سابقًا إلى مستشفيات مرجعية في مدن كبرى.

"إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة"
“إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة”

رحلة معاناة استمرت سنوات من الألم والتهابات المسالك البولية

وبحسب التفاصيل التي أوضحها تجمع المدينة المنورة الصحي، فإن المريضة البالغة من العمر 26 عامًا عاشت فترة ليست قصيرة وهي تعاني من آلام متكررة في الجهة اليمنى من البطن وأسفل الظهر، إلى جانب التهابات متكررة في المسالك البولية كانت تعود بعد كل علاج دوائي بفترة وجيزة، ما انعكس على نمط حياتها اليومية وقدرتها على مواصلة أنشطتها المعتادة، سواء على مستوى الدراسة أو العمل أو حتى القيام بالمهام الأسرية والاجتماعية المعتادة. ورغم حصولها على علاجات مسكنة ومضادات حيوية في أكثر من مناسبة، فإن المشكلة الأساسية لم تكن قد كُشفت بعد، لتبقى الأعراض تتكرر وتشتد من حين لآخر، قبل أن تتخذ المريضة قرارًا بمراجعة العيادات المتخصصة في مستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا بحثًا عن تشخيص دقيق يضع حدًا لدائرة الألم الممتدة منذ سنوات.

"إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة"
“إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة”

فحوصات دقيقة تكشف انسدادًا خلقيًا في حوض الكلية اليمنى

وبعد وصول المريضة إلى العيادات الخارجية بالمستشفى، بدأت رحلة تشخيص منهجية شارك فيها فريق متكامل من الأطباء والمتخصصين في جراحة المسالك البولية والأشعة التشخيصية والطب النووي، حيث خضعت أولًا لفحوصات إكلينيكية مفصلة لتقييم طبيعة الألم، وتاريخه، وتكرار الالتهابات السابقة، مع مراجعة تاريخها الصحي السابق بشكل كامل. تلا ذلك إجراء تحاليل مخبرية أظهرت وجود مؤشرات على التهاب متكرر في الجهاز البولي، ما استدعى الانتقال إلى مرحلة أدق من الفحوصات، شملت الأشعة المقطعية وفحوصات المسح الذري المتخصصة في تقييم وظائف الكلى وتدفق البول من الحوض إلى الحالب. وكشفت هذه الفحوصات عن وجود انسداد خلقي في حوض الكلية اليمنى منذ الولادة، وهو انسداد في المنطقة الواصلة بين حوض الكلية والحالب، يؤدي مع مرور الوقت إلى تجمع البول داخل حوض الكلية وتمددها، ومن ثم زيادة الضغط على أنسجتها وارتفاع احتمالية حدوث التهابات متكررة وضعف تدريجي في الوظيفة إن لم يتم التدخل في الوقت المناسب.

"إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة"
“إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة”

قرار جراحي حاسم يحافظ على وظيفة الكلية قبل تدهورها

ورغم أن الفحص النووي أظهر أن وظائف الكلية اليمنى ما تزال ضمن الحدود المقبولة طبيًا، وهو عامل إيجابي مهم، فإن استمرار الانسداد مع ما صاحبه من أعراض حادة ومتكررة جعل الفريق الطبي يقف أمام خيار واضح: إما التدخل الجراحي الحاسم لمعالجة سبب المشكلة من جذوره والحفاظ على وظيفة الكلية قبل تدهور حالتها، أو الاكتفاء بعلاجات مسكنة تقليدية لا تمنع المضاعفات المستقبلية، مثل تراجع وظيفة الكلية أو تشكّل حصوات أو التهابات خطيرة قد تهدد سلامة المريضة. وبعد مناقشة الحالة في اجتماع طبي مشترك، والتشاور مع المريضة وأسرتها وشرح تفاصيل الحالة وخيارات العلاج ومخاطر تأجيل التدخل الجراحي، تقرر المضي قدمًا في إجراء عملية تجميل حوض الكلية كخيار علاجي نهائي مستند إلى المعطيات التشخيصية الدقيقة.

"إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة"
“إنجاز طبي في العلا.. إنقاذ كلية شابة بعملية نادرة تُجرى لأول مرة بالمحافظة”

تفاصيل عملية تجميل حوض الكلية في مستشفى الأمير عبدالمحسن

وفي ضوء هذا القرار، تم تجهيز المريضة للعملية الجراحية وفق بروتوكولات دقيقة شملت تقييمًا كاملاً لحالتها العامة، ووظائف القلب والرئتين، ومستوى الهيموغلوبين، وضغط الدم، ومراجعة أي أدوية تتناولها، إلى جانب شرح مفصل للإجراء الجراحي وآلية التخدير، وإعطائها الوقت الكافي لطرح تساؤلاتها وطمأنتها بشأن مراحل العملية المتوقعة. وتم إدخال المريضة إلى غرفة العمليات، حيث خضعت لتخدير عام بإشراف فريق تخدير مؤهل، ليبدأ الفريق الجراحي المتخصص بإجراء العملية التي تهدف إلى إعادة تشكيل حوض الكلية وإزالة الانسداد الخلقي، عبر استئصال الجزء المتضيّق من المجرى، وإعادة توصيل حوض الكلية بالحالب بطريقة تسمح بتدفق البول بشكل طبيعي دون عوائق. وقد روعي خلال العملية الحفاظ على أنسجة الكلية السليمة، وتقليل فقدان الدم، واستخدام أدوات وتقنيات حديثة تساعد على تنفيذ الجراحة بدقة عالية، بما في ذلك الاعتماد على تصوير مسبق مخطط بعناية لموضع الانسداد وطبيعة التشوّه الخلقي.

رعاية مكثفة بعد العملية وتعافٍ تدريجي حتى الخروج الآمن

عقب الانتهاء من العملية بنجاح، نُقلت المريضة إلى قسم التنويم لاستكمال المراقبة الطبية الدقيقة، حيث تمت متابعة علاماتها الحيوية بصورة متواصلة في الساعات الأولى، مع تقديم العلاج المسكن الملائم، وضبط السوائل الوريدية، ومراقبة كمية البول والتأكد من تحسن تدفقه وعدم وجود مؤشرات على انسداد جديد أو تسرب من موقع التوصيل الجراحي. كما تم إجراء فحوصات دورية بعد العملية، منها التحاليل المخبرية لمتابعة وظائف الكلى، وتصوير التراساوند لتقييم وضع الحوض الكلوي بعد التجميل. وخلال الأيام التالية، بدأت المريضة تستعيد قدرتها تدريجيًا على الحركة وتناول الطعام بشكل طبيعي، مع تراجع ملحوظ في حدة الألم الذي عانت منه طويلاً، قبل أن يُسمح لها بمغادرة المستشفى بعد استقرار حالتها بشكل كامل، وسط توصيات طبية واضحة بمتابعة دورية لتأكيد استمرار تحسن وظائف الكلية واستقرار الوضع على المدى البعيد.

حالة نادرة بنسبة واحد في كل ألف تؤكد تقدم الخدمات الصحية بالعلا

ووفقًا لما أكده تجمع المدينة المنورة الصحي، فإن مثل هذه الحالات تُصنف على أنها من الحالات النادرة نوعيًا، إذ تُقدّر نسبة حدوثها بحالة واحدة تقريبًا من بين كل ألف حالة، ما يجعل التعامل معها يتطلب خبرة متخصصة وفريقًا يعمل وفق نهج علمي متكامل، من التشخيص إلى التدخل الجراحي ثم المتابعة اللاحقة. وما يزيد من أهمية هذا النجاح أنه يُسجّل للمرة الأولى في محافظة العلا، بما يعكس انتقال الخدمات الصحية في المحافظات من مستوى الاكتفاء بالعلاج الأولي والتحويل الخارجي إلى مستوى القدرة على تنفيذ عمليات نوعية معقدة بالقرب من سكن المرضى، الأمر الذي يقلل مشقة السفر على الأسر، ويختصر زمن الاستجابة العلاجية، ويرفع من جودة الرعاية المقدمة.

العلا.. نموذج لصعود خدمات الرعاية التخصصية في المناطق

ولا يقف هذا الإنجاز عند حدود العملية ذاتها، بل يسلط الضوء على التغيّر الكبير الذي طرأ على خريطة الخدمات الصحية في المناطق المختلفة من المملكة، حيث لم تعد العمليات المتقدمة حكرًا على المستشفيات المرجعية في المدن الكبرى، بل باتت مستشفيات المحافظات، مثل مستشفى الأمير عبدالمحسن بالعلا، قادرة على تقديم خدمات تخصصية في مجالات حساسة مثل جراحة الكلى والمسالك البولية، بفضل ما حظيت به من تطوير في البنية التحتية والتجهيزات الحديثة والتوسع في استقطاب وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية المتميزة. ويأتي ذلك انسجامًا مع توجهات وزارة الصحة وتجمع المدينة المنورة الصحي في تعزيز مفهوم الرعاية المتكاملة القريبة من المستفيد، وإيصال الخدمات النوعية إلى مختلف المناطق.

انسداد حوض الكلية.. مرض خلقي صامت قد يتحول إلى خطر مع الزمن

وتبرز أهمية هذه العملية أيضًا في الجانب التوعوي؛ إذ يُعد انسداد حوض الكلية من الحالات الخلقية التي قد تبدأ منذ الولادة، لكنّها لا تُكتشف دائمًا في مراحل مبكرة، خصوصًا إذا كانت الأعراض خفيفة أو متقطعة، أو تمت معالجتها باعتبارها مجرد التهابات متكررة في المسالك البولية دون البحث عن السبب الجذري. ويؤدي هذا الانسداد إلى إعاقة مرور البول من حوض الكلية إلى الحالب، ما يسبب تجمعًا تدريجيًا للسوائل وتمددًا في حوض الكلية وارتفاع الضغط داخل أنسجتها، وهو ما يمكن أن يؤدي على المدى البعيد إلى تراجع في كفاءة الكلية وقدرتها على أداء وظيفتها الطبيعية في تنقية الدم والتخلص من السموم. وتتمثل أبرز الأعراض في آلام متكررة في الخاصرة، أو التهابات بولية متكررة، أو إحساس بثقل في المنطقة المصابة، وربما ظهور دم في البول في بعض الحالات، ما يستدعي عدم إهمال هذه المؤشرات واللجوء إلى استشارة طبية متخصصة عند تكرارها.

التشخيص المبكر.. مفتاح الحفاظ على الكلية وتجنب الجراحات المعقدة

ويشدد الأطباء المختصون في مثل هذه الحالات على أن التشخيص المبكر يمثل الفارق الأهم بين تدخل جراحي منقذ يحافظ على الكلية، وبين تأخر قد يؤدي إلى تلف جزئي أو شبه كامل في أنسجتها، وربما الحاجة إلى استئصالها في مراحل متقدمة. وتساعد الوسائل الحديثة للتصوير، مثل الأشعة المقطعية والمسح الذري، في إعطاء صورة دقيقة عن بنية الكلية ومسار الحالب وتدفق البول، بما يتيح للطبيب تحديد درجة الانسداد ومدى تأثيره على الوظيفة الكلوية. وفي حالة المريضة التي عولجت في مستشفى الأمير عبدالمحسن، شكّل احتفاظ الكلية بوظيفتها ضمن الحدود الطبيعية عاملاً حاسمًا شجع على التدخل الجراحي الترميمي الناجح بدل الوصول إلى مرحلة فقدان وظيفي كبير يصعب تعويضه.

تجمع المدينة المنورة الصحي.. تمكين الكفاءات وبناء منظومة رعاية متقدمة

ويأتي هذا النجاح ترجمة عملية لما يعمل عليه تجمع المدينة المنورة الصحي من برامج تطويرية تستهدف رفع مستوى الخدمات التخصصية في جميع منشآته، بما في ذلك مستشفيات المحافظات. فإلى جانب توفير التجهيزات والأجهزة المتقدمة، يولي التجمع اهتمامًا خاصًا بتطوير الكوادر البشرية عبر برامج تدريب مستمرة، وتفعيل الشراكات العلمية مع المراكز المرجعية والجامعات، وتمكين الكفاءات من خوض تجارب عملية في التعامل مع حالات دقيقة ومعقدة تحت إشراف فرق ذات خبرة عالية، بما ينعكس على تحسين جودة الخدمات ويزيد من ثقة المجتمع المحلي في المستشفيات القريبة منه.

نجاحات طبية تواكب مستهدفات رؤية 2030 في قطاع الصحة

ولا يمكن فصل هذا الإنجاز عن السياق الأوسع الذي تعيشه المملكة في ظل رؤية 2030، حيث يمثل قطاع الصحة أحد المحاور الرئيسة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، من خلال تحسين جودة الخدمات الصحية، وتوسيع نطاق التغطية، وتعزيز قدرات المنظومة الصحية على الاستجابة للحالات الطارئة والمعقدة، مع التركيز على مفهوم الرعاية الشاملة التي تبدأ من الوقاية وتمر بالتشخيص المبكر والعلاج المتقدم، وصولاً إلى إعادة التأهيل. ويعد نجاح مستشفى في محافظة مثل العلا في تنفيذ عملية نادرة بهذا التعقيد دليلًا عمليًا على أن التحول الصحي في المملكة لا يقتصر على المراكز الكبرى فقط، بل يشمل جميع المناطق بما يضمن عدالة الوصول وجودة الرعاية.

قصة إنسانية لشابة تستعيد حياتها بعد سنوات من الألم

وعلى البعد الإنساني، تعكس هذه الحالة قصة شابة في مقتبل العمر استعادت شعورها بالطمأنينة بعد فترة من القلق والألم المستمر الذي لم يكن له تشخيص واضح لفترة طويلة، وهو ما يترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على المريض وأسرته. فأن تعيش مريضًا مع ألم متكرر في ناحية واحدة من الجسد، وأن تتكرر زياراتك للمراكز الصحية بحثًا عن تفسير، دون الوصول إلى السبب الحقيقي، هو أمر يضاعف ثقل المعاناة. وعندما ينجح فريق طبي في الوصول إلى التشخيص الدقيق، ثم تنفيذ العلاج الجراحي المنقذ في مستشفى قريب من مقر سكن الأسرة، فإن ذلك يشكل نقطة تحول في حياة المريضة، ورسالة أمل لكل من يعاني من أعراض مشابهة بضرورة عدم الاستسلام للألم أو الاكتفاء بالحلول المؤقتة.

ما هو انسداد حوض الكلية ولماذا يُعد خطرًا على المدى البعيد؟

انسداد حوض الكلية هو تضيق أو انسداد في المنطقة التي يلتقي فيها حوض الكلية بالحالب، ما يعيق تدفق البول من الكلية إلى بقية الجهاز البولي. ومع مرور الوقت يؤدي هذا التضيق إلى تجمع البول وتمدد حوض الكلية وارتفاع الضغط داخل أنسجتها، وهو ما قد يتسبب في تلف تدريجي لوظيفة الكلية إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب. خطورة الحالة تكمن في أنها قد تمر في بعض الأحيان بأعراض غير واضحة أو تُفسر على أنها التهابات بسيطة متكررة، ما يؤخر التشخيص ويزيد احتمالات تلف الكلية أو الحاجة إلى جراحات أكثر تعقيدًا.

ما أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود انسداد في حوض الكلية؟

من أكثر الأعراض شيوعًا في هذه الحالات الشعور بآلام متكررة في الخاصرة أو أسفل الظهر، خصوصًا في جهة واحدة، مع تكرار ملحوظ في التهابات المسالك البولية، والإحساس بحرقة عند التبول أحيانًا، أو وجود دم في البول في بعض الحالات، بالإضافة إلى الشعور بالغثيان أو عدم الارتياح في البطن، خاصة بعد شرب كميات كبيرة من السوائل. وفي بعض الأشخاص قد لا تظهر الأعراض بوضوح إلا في مراحل متقدمة، لذا ينصَح بالتوجه إلى طبيب متخصص عند استمرار الألم أو تكرار الالتهابات دون تفسير واضح.

كيف يتم تشخيص انسداد حوض الكلية بصورة دقيقة؟

يعتمد تشخيص انسداد حوض الكلية على مزيج من الفحص السريري الدقيق، وتحليل التاريخ المرضي، إلى جانب استخدام وسائل تصوير متقدمة. وتشمل هذه الوسائل الأشعة فوق الصوتية للكشف عن توسع حوض الكلية، والأشعة المقطعية التي تعطي صورة تفصيلية للبنية التشريحية للجهاز البولي، بالإضافة إلى فحوصات المسح الذري التي تُستخدم لتقييم كفاءة الكلية في تصفية الدم وطرح البول، ومعرفة درجة الانسداد وتأثيره على الوظيفة الكلوية. ويساعد هذا التكامل في الوصول إلى قرار علاجي مناسب لكل حالة على حدة، سواء كان بالتدخل الجراحي أو المتابعة مع المراقبة المنتظمة.

هل تُعد عملية تجميل حوض الكلية إجراءً آمنًا؟ وما فرص النجاح المتوقعة؟

تُعد عملية تجميل حوض الكلية من العمليات الجراحية المعتمدة عالميًا لعلاج الانسداد في المنطقة الواصلة بين حوض الكلية والحالب، وهي إجراء آمن عندما تُجرى في مراكز طبية مؤهلة وبأيدي فرق متخصصة. وتهدف العملية إلى إزالة الجزء المتضيّق وإعادة توصيل حوض الكلية بالحالب بطريقة تسمح بتدفق البول بشكل طبيعي. وتُظهر التجارب السريرية والممارسات العملية أن نسب النجاح مرتفعة، خاصة في الحالات التي تُكتشف فيها المشكلة قبل حدوث تراجع كبير في وظيفة الكلية. وفي حالة الشابة التي عولجت في مستشفى الأمير عبدالمحسن، أسهم التشخيص المبكر نسبيًا واحتفاظ الكلية بوظيفتها في زيادة فرص نجاح العملية وتعافيها الكامل.

متى ينبغي للمريض مراجعة الطبيب بعد الخضوع لمثل هذه العملية؟

بعد إجراء عملية تجميل حوض الكلية، يُنصح المريض بالالتزام بمواعيد المتابعة التي يحددها الفريق الطبي، والتي غالبًا ما تشمل زيارة خلال الأسابيع الأولى بعد العملية، ثم مواعيد أخرى على مدى الأشهر التالية لإجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى والتأكد من استمرار تدفق البول بشكل طبيعي. كما يجب على المريض مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظ عودة الألم بشكل مفاجئ أو حدوث ارتفاع في درجة الحرارة أو تغيرات غير معتادة في نمط التبول، إذ إن الاستجابة المبكرة لأي مؤشرات غير طبيعية تسهم في معالجة أي مضاعفات محتملة قبل تفاقمها.

بهذه العملية الناجحة، يؤكد مستشفى الأمير عبدالمحسن بمحافظة العلا وتجمع المدينة المنورة الصحي أن الخدمات الصحية المتقدمة أصبحت أقرب إلى المواطنين والمقيمين في مختلف المحافظات، وأن قصص النجاح في غرف العمليات لا تقف عند حدود الأرقام الطبية، بل تمتد لتصنع فرقًا حقيقيًا في حياة المرضى وأسرهم، وتفتح آفاقًا جديدة لمستقبل صحي أكثر جودة واستدامة في ربوع المملكة.

اقرأ أيضًا: مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة ينقذ حياة أربعينية بعد انزلاق حلقة معدة بشكل خطير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى