شاهد.. شجاعة مواطن تنقذ فتاة من الموت وسط ألسنة النار والدخان الكثيف في الخرج
الترند العربي – متابعات
في موقف بطولي نادر يجسد أسمى معاني الإنسانية والتضحية، أنقذ المواطن معمر صقر الروقي فتاةً كانت عالقة داخل منزلها المشتعل في حي الهدا بمحافظة الخرج، بعد أن غمر الدخان الكثيف المكان وأغلق الحريق جميع المداخل، مما جعل الوصول إليها شبه مستحيل قبل تدخله الجريء.
القصة التي شهدتها الخرج مساء الأربعاء الماضي، تحولت إلى حديث الأهالي ومواقع التواصل، لما حملته من شجاعة نادرة ومبادرة فطرية لإنقاذ حياة في لحظة كان الجميع يخشى فيها الاقتراب من النار.
شاهد.. شجاعة مواطن تنقذ فتاة من الموت وسط ألسنة النار والدخان الكثيف في الخرج
بداية الموقف.. استغاثة عامل وامرأة في صدمة
يروي “الروقي” تفاصيل الواقعة قائلًا:
“كنت برفقة أبنائي الثلاثة لشراء بعض الحاجيات حين استوقفني عامل يبدو عليه القلق، وطلب مني رقم الدفاع المدني بشكل عاجل. وعندما سألته، أخبرني أن امرأة تقف في حالة انهيار أمام منزلها المشتعل، بينما شقيقتها لا تزال نائمة بالداخل.”
لم يتردد المواطن لحظة واحدة، فاتصل بالدفاع المدني فورًا، ثم هرع نحو موقع الحريق. هناك، وجد النيران مشتعلة في الطابق الأرضي، والدخان يملأ المكان بالكامل. الأبواب كانت مغلقة والنوافذ محكمة، فبدأ بمحاولات اقتحام المنزل مستخدمًا شماغه كوسيلة بسيطة لتغطية وجهه من الدخان الكثيف.
شاهد.. شجاعة مواطن تنقذ فتاة من الموت وسط ألسنة النار والدخان الكثيف في الخرج
الدخول وسط اللهب.. والبحث عن الفتاة المفقودة
يضيف “الروقي”:
“حاولت الدخول أول مرة لكني لم أتمكن من الرؤية بسبب الدخان، فخرجت لألتقط أنفاسي وأحضرت كشافًا قويًا من السيارة. دخلت مجددًا وأنا أنادي الفتاة في كل مكان دون رد، حتى رأيتها واقفة أمام إحدى الغرف وقد أشعلت كشاف جوالها.”
اللحظة التي وصفها كانت فارقة بين الحياة والموت، إذ استطاع الوصول إليها رغم انعدام الرؤية واختناق الهواء، فسحبها بسرعة وطلب منها تغطية وجهها بثوبها والسير خلفه. يقول:
“فقدنا طريق الخروج للحظات بسبب الظلام والدخان، لكني واصلت التمسك بها حتى وجدنا المخرج وخرجنا سالمين، ولله الحمد.”
شاهد.. شجاعة مواطن تنقذ فتاة من الموت وسط ألسنة النار والدخان الكثيف في الخرج
الأب يشكر المنقذ: “أنقذ ابنتي من موت محقق”
عبّر والد الفتاة عن امتنانه الكبير لما قام به المواطن الشجاع، قائلًا:
“ابنتي كانت محتجزة في غرفة مغلقة والدخان ملأ المكان بالكامل. تدخل أبو صقر في الوقت المناسب كان حاسمًا، ولولاه لكانت الحادثة مأساوية.”
وأوضح أن الفتاة وشقيقتها نُقلتا إلى المستشفى فورًا بعد إنقاذهما، حيث ظلتا تحت الملاحظة 24 ساعة بسبب الاختناق، قبل أن تغادرا لاحقًا بصحة جيدة.
كما أكد أن الحريق اندلع نتيجة تماس كهربائي في أحد الأجهزة، ما تسبب في اشتعال النيران سريعًا وانتشار الدخان في أنحاء المنزل.
شاهد.. شجاعة مواطن تنقذ فتاة من الموت وسط ألسنة النار والدخان الكثيف في الخرج
ردود فعل واسعة وإشادة شعبية
لاقى تصرف المواطن معمر الروقي تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مئات المتابعين عن إعجابهم بشجاعته وإقدامه على المخاطرة بنفسه لإنقاذ فتاة لا يعرفها. وانتشرت مقاطع وصور من موقع الحادث تُظهر آثار الحريق والدخان الذي ملأ المكان، فيما وصفه مغردون بأنه “عمل بطولي نادر يستحق التكريم”.
وقال أحد المغردين: “أمثال معمر الروقي هم من يجعلوننا نفتخر بإنسانية المواطن السعودي في كل موقف.” وطالب آخرون بتكريمه رسميًا تقديرًا لشجاعته، مؤكدين أن مبادرته تمثل نموذجًا للبطولة والتلاحم الاجتماعي الذي يميز أبناء المملكة.
أبطال في الظل.. قيم المجتمع السعودي في المواقف الصعبة
لم يكن تصرف الروقي حدثًا فرديًا، بل يعكس منظومة القيم الراسخة في المجتمع السعوديالتي تتجلى في لحظات الخطر. ففي السنوات الأخيرة، برزت عشرات القصص لمواطنين أنقذوا أرواحًا من الغرق أو الحريق أو الحوادث، دون انتظار مقابل. وتشير دراسات اجتماعية إلى أن روح المبادرة الإنسانية لدى السعوديينفي تزايد مستمر، مدعومة بثقافة مجتمعية تشجع على البذل والإيثار، خاصة في المواقف الطارئة.
الروقي، بفعله البطولي، لم يُنقذ فتاة فحسب، بل أعاد تذكير المجتمع بأن الشهامة ليست شعارًا، بل سلوك متجذر في الشخصية الوطنية.
من هو المواطن الذي أنقذ الفتاة من الحريق؟ هو المواطن معمر صقر الروقي من محافظة الخرج.
أين وقع الحريق؟ في حي الهدا بمحافظة الخرج جنوب العاصمة الرياض.
ما سبب الحريق؟ تماس كهربائي تسبب في اشتعال النيران بالدور الأرضي للمنزل.
ما الحالة الصحية للفتاة؟ نُقلت إلى المستشفى تحت الملاحظة 24 ساعة، وغادرت لاحقًا بصحة جيدة.
هل تم تكريم المواطن؟ حتى الآن لم يُعلن عن تكريم رسمي، لكن القصّة لاقت إشادة واسعة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
خاتمة
في وقتٍ تتسابق فيه الأخبار السلبية على واجهات الشاشات، تأتي قصة “معمر الروقي” لتعيد الثقة بالإنسانية في أنصع صورها. فهو لم ينتظر كاميرا ولا شهرة، بل تحرك بدافع فطري لإنقاذ روحٍ في خطر، مجسدًا جوهر الشهامة السعودية التي لا تعرف التردد حين يتعلق الأمر بالحياة. إنها قصة تُكتب بماء الشجاعة، وتبقى شاهدًا على أن البطولة ما زالت حاضرة في قلوب الناس، وأن الخير لا يزال يتنفس في كل بيتٍ سعودي.