رابطة الدوري الرواندي تسمح بمشاركة (8) محترفين
رابطة الدوري الرواندي تسمح بمشاركة (8) محترفين
الترند العربي – متابعات
في خطوة وُصفت بالتاريخية وغير المسبوقة في القارة السمراء، أعلنت رابطة الدوري الرواندي الممتاز رسميًا عن موافقتها على مشاركة الأندية السودانية الثلاثة الهلال، المريخ، وأهلي ود مدني في منافسات الموسم الجديد من الدوري الرواندي 2025–2026، مع السماح بمشاركة ثمانية لاعبين محترفين في كل مباراة، وهي سابقة لم تشهدها كرة القدم الإفريقية من قبل.

مشاركة سودانية تاريخية في رواندا
تأتي هذه الخطوة بعد تلقي ناديي الهلال والمريخ موافقات رسمية من الاتحاد الرواندي لكرة القدم (FERWAFA) تتيح لهما خوض غمار المنافسة في الدوري الممتاز كضيوف، وذلك عقب توقف النشاط المحلي في السودان. وقد رحّب الاتحاد الرواندي بالمشاركة السودانية، معتبرًا أن وجود الأندية الكبيرة من السودان يمثل إضافة نوعية تسهم في رفع مستوى البطولة فنيًا وتسويقيًا.
وأكد نادي الهلال في بيان رسمي أنه تسلّم خطاب الموافقة من الاتحاد الرواندي الذي عبّر عن تقديره لمكانة الهلال التاريخية في الخارطة الإفريقية، مشيرًا إلى أن الاتحاد الرواندي «أوفى بوعده للنادي»، وأن إدارة الهلال شرعت بالفعل في التواصل مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لضمان التنسيق القاري الكامل واعتماد المشاركة رسميًا.

المريخ يتلقى الموافقة ويبدأ التنسيق
من جانبه، أعلن نادي المريخ السوداني تسلّمه خطابًا رسميًا مماثلًا يؤكد موافقة الاتحاد الرواندي على مشاركة الفريق في الدوري الممتاز، على أن تتم المشاركة وفق اللوائح المحلية المعمول بها وبما يتسق مع قواعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخاصة بمشاركة الأندية خارج نطاقها المحلي.
وأكد مجلس تسيير النادي أنه بدأ استكمال الإجراءات التنظيمية بالتنسيق مع الاتحاد السوداني لكرة القدم و«كاف»، بما يضمن الاعتراف الرسمي بالمشاركة وإدراج مباريات الفريق ضمن الجدول الرسمي للبطولة.

تصريحات رسمية من كيغالي
وفي مؤتمر صحفي عقده يوسف موداهير، رئيس رابطة الدوري الرواندي الممتاز، بالعاصمة كيغالي، أكد أن مشاركة الأندية السودانية الثلاثة ستتم وفق النظام الرسمي للمسابقة ودون أي استثناءات، وأن المباريات ستُقام بالآلية المعتادة مع إدراجها في جدول المنافسات المقرر انطلاقه في نوفمبر المقبل.
وقال موداهير:
“مشاركة الأندية السودانية تمثّل رسالة تضامن رياضي بين الشعبين الشقيقين، ونحن نعتبرها تجربة فريدة على مستوى إفريقيا ستعزز التعاون بين الاتحادات الوطنية.”
وأضاف أن الرابطة اعتمدت رسميًا السماح بمشاركة ثمانية محترفين أجانب في كل مباراة، وهي لائحة تهدف إلى إعطاء الأندية المشاركة مرونة أكبر في اختيار تشكيلاتها، وتمكين الهلال والمريخ وأهلي مدني من إشراك عدد أكبر من لاعبيهم الأجانب دون قيود تعيق الأداء الفني.
معاملة خاصة للاعبين السودانيين
وأوضح موداهير أن اللاعبين السودانيين سيُعاملون كمواطنين روانديين خلال فترة مشاركتهم، ولن يُحتسبوا ضمن خانة الأجانب، ما يمنح الأندية السودانية أفضلية فنية في إدارة قوائمها. وأشار إلى أن القواعد الخاصة بعدد الأجانب في الملعب (8 كحد أقصى) ستظل سارية على جميع الأندية دون استثناء، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الفريق السوداني الذي يتصدر الدوري في نهاية الموسم سيتوج بالكأس رسميًا، إلى جانب الفريق الرواندي المتصدر محليًا.
الهلال: خطوة لحماية الجاهزية التنافسية
أوضح نادي الهلال في بيانه أن المشاركة في الدوري الرواندي تأتي ضمن استراتيجية الحفاظ على الجاهزية الفنية والتنافسية للفريق، في ظل توقف الدوري السوداني الممتاز منذ بداية الموسم، مشددًا على أن الخطوة جاءت تماشيًا مع توجيهات الاتحاد السوداني لكرة القدم الذي طالب الأندية بالبحث عن دوريات بديلة لحين استئناف النشاط المحلي.
وأضاف البيان أن الهلال يضع نصب عينيه مواصلة مشواره القاري في بطولة دوري أبطال إفريقيا، وأن الانخراط في منافسة قوية مثل الدوري الرواندي سيسهم في تحسين إيقاع المباريات ورفع مستوى التجانس بين عناصر الفريق قبل استحقاقات القارة.
المريخ: مشاركة بروح التحدي
بدوره، أكد مجلس تسيير نادي المريخ أن المشاركة في الدوري الرواندي تُعد تجربة استثنائية ستمكّن النادي من الاستمرار في اللعب الرسمي، بدلًا من الركون للغياب الطويل، معتبرًا أن ذلك يخدم مصلحة الكرة السودانية بأكملها.
وأشار البيان إلى أن المريخ سيشارك بقائمته الكاملة من اللاعبين المحليين والمحترفين، مع التزامه الكامل بلوائح البطولة الرواندية، مؤكدًا أن اللعب خارج الأرض لا يُضعف الولاء، بل يعزز حضور النادي القاري ويدعم رسالته الرياضية.
موقف الاتحاد السوداني لكرة القدم
كشف الاتحاد السوداني لكرة القدم أنه يتابع الخطوة الرواندية باهتمام، وأكد أن مشاركة الأندية السودانية تأتي بعلمه وموافقته المبدئية، نظرًا لتوقف النشاط المحلي. كما أعلن رئيس الاتحاد، الدكتور معتصم جعفر، أنه سيزور العاصمة كيغالي خلال الأيام المقبلة للوقوف على الترتيبات النهائية وضمان انسجام الجدول مع مواعيد انطلاقة الدوري السوداني الممتاز، المقرر في يناير 2026.
وأشار إلى أن الاتحاد يعمل على تنسيق مزدوج يتيح للأندية السودانية المشاركة في الدوري الرواندي دون الإخلال بالتحضيرات المحلية، موضحًا أن التجربة تعدّ نموذجًا للتعاون الرياضي بين الاتحادات الإفريقية في أوقات الأزمات.
خلفيات القرار وتداعياته الإقليمية
يرى مراقبون أن السماح بمشاركة أندية من خارج رواندا في بطولة محلية يُعتبر سابقة في تاريخ الكرة الإفريقية، إذ لم يسبق لأي دوري إفريقي أن فتح أبوابه بهذا الشكل أمام فرق أجنبية.
ويعتبر خبراء أن القرار يحمل أبعادًا رياضية واقتصادية وسياسية في آنٍ واحد، إذ يُعيد رسم خريطة التعاون بين الاتحادات الإفريقية، ويؤسس لفكرة “التكامل الرياضي الإقليمي” في القارة.
كما أشار محللون إلى أن هذا القرار يعكس ثقة الاتحاد الرواندي في قدرته التنظيمية، فضلًا عن رغبته في جذب الأنظار إلى الدوري المحلي بوصفه بيئة آمنة ومنظمة قادرة على استضافة المنافسات القارية، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على الاستثمارات الرياضية والسياحية في البلاد.
ردود الأفعال في الشارع السوداني
تباينت ردود الأفعال داخل الأوساط الرياضية السودانية حول الخطوة، إذ رحّب كثيرون بها بوصفها فرصة ذهبية للحفاظ على اللياقة التنافسية للاعبين وتهيئتهم للعودة بقوة في الموسم المحلي، بينما اعتبر آخرون أن القرار يجب أن يُدار بحذر لضمان عدم تضارب الجداول أو الإرهاق البدني للاعبين.
الجماهير الهلالية والمريخية على مواقع التواصل الاجتماعي أبدت حماسًا كبيرًا، حيث امتلأت الصفحات بالرسائل التي تعبّر عن الفخر بمشاركة “القمة السودانية” خارج البلاد، معتبرين أن التجربة تمثل نافذة جديدة لإثبات حضور الكرة السودانية في القارة الإفريقية حتى في ظل الظروف الصعبة.
س: هل ستُحتسب نتائج الأندية السودانية في الترتيب العام للدوري الرواندي؟
ج: نعم، ستُحتسب نتائجها ضمن الترتيب العام للمسابقة، لكن في حال فوز أحد الأندية السودانية باللقب، فسيُتوج بالكأس تقديرًا لإنجازه دون أن يشارك باسم رواندا في البطولات الإفريقية.
س: ما هو عدد المحترفين المسموح لهم بالمشاركة في المباريات؟
ج: حددت رابطة الدوري الرواندي سقفًا بـثمانية محترفين كحد أقصى داخل الملعب في كل مباراة، وهو استثناء خاص أُقرّ بالتنسيق مع الاتحادين السوداني والرواندي.
س: هل تعتبر هذه المشاركة الأولى من نوعها في إفريقيا؟
ج: بالفعل، هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لأندية من بلد إفريقي آخر بالمشاركة رسميًا في بطولة دوري محلي داخل القارة، ما يجعلها تجربة فريدة قد تُفتح بها آفاق جديدة للتعاون الرياضي القاري.
س: كيف سيؤثر القرار على استعدادات الأندية السودانية للموسم المحلي؟
ج: المشاركة ستساعد الأندية على البقاء في أجواء المنافسة الجادة، وتحافظ على جاهزية لاعبيها بدنيًا وفنيًا قبل انطلاق الدوري السوداني الممتاز في يناير المقبل.
خاتمة: تجربة استثنائية تعيد الأمل لكرة القدم السودانية
بهذه الخطوة التاريخية، تفتح الأندية السودانية صفحة جديدة في سجل كرة القدم الإفريقية، إذ لم يعد البقاء في دائرة التجميد خيارًا، بل تحوّل التحدي إلى مبادرة إبداعية تعكس روح الصمود والإصرار على المضي قدمًا رغم الصعوبات.
وتأتي مشاركة الهلال والمريخ وأهلي ود مدني في الدوري الرواندي كرمزٍ للتكامل الرياضي بين الشعوب الإفريقية، وتجربة تُعيد الأمل لعشاق الكرة السودانية بأن طريق المنافسة لا يُغلق ما دامت الإرادة حاضرة.
ويبقى المشهد القادم في كيغالي أكثر من مجرد مباريات، فهو درس في التحدي والابتكار الرياضي، ورسالة بأن كرة القدم السودانية قادرة على النهوض من جديد، من أي ميدان وتحت أي علم، طالما أن القلوب تخفق بالأحمر والأزرق، والملعب الإفريقي يسع الجميع.
اقرأ أيضًا: المريخ يودّع السماني الصاوي بعد تسع سنوات من العطاء
