موناكو يفرض التعادل على مانشستر سيتي في ليلة تألق هالاند بدوري الأبطال

موناكو يفرض التعادل على مانشستر سيتي في ليلة تألق هالاند بدوري الأبطال
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية مثيرة، خطف موناكو الفرنسي تعادلًا ثمينًا من أنياب مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة (2-2) في اللقاء الذي أقيم مساء الأربعاء على ملعب لويس الثاني، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا. المباراة حملت كل عناصر الإثارة من أهداف سريعة، وتألق فردي لافت، وردود جماهيرية غاضبة وسعيدة في آن واحد، لتؤكد مرة أخرى أن البطولة القارية الأكبر لا تعترف بالتوقعات المسبقة.

بداية مثيرة ومفاجأة فرنسية مبكرة
دخل مانشستر سيتي اللقاء بتشكيلته المعتادة تحت قيادة بيب جوارديولا، معتمدًا على قوة هجومه بقيادة إيرلينج هالاند ووسط ميدانه المميز بوجود كيفن دي بروين وبيرناردو سيلفا. بدا واضحًا منذ الدقائق الأولى أن السيتي يسعى لحسم المباراة مبكرًا. ومع ذلك، كان لموناكو كلمة مختلفة.
في الدقيقة 18 نجح المدافع جوردان تيزيه في مباغتة الدفاع الإنجليزي برأسية قوية بعد ركلة ركنية لعبت بإتقان، لتسكن شباك الحارس إيدرسون وتعلن تقدم أصحاب الأرض. الهدف المبكر أشعل أجواء اللقاء وزاد من حماس الجماهير الفرنسية التي ملأت مدرجات الملعب، وأربك حسابات السيتي الذي وجد نفسه متأخرًا رغم السيطرة على مجريات اللعب.

ثنائية هالاند ورد موناكو
لم يتأخر رد مانشستر سيتي طويلًا. ففي الدقيقة 30، تمكن المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند من تعديل النتيجة بعد هجمة منظمة بدأت من دي بروين الذي مرر كرة بينية رائعة، استلمها هالاند داخل منطقة الجزاء وسددها بقدمه اليسرى بقوة في الزاوية البعيدة، ليعيد التوازن لفريقه. الهدف الأول كان بمثابة عودة الروح للسيتي.
وفي الدقيقة 60، واصل هالاند تألقه بتسجيل الهدف الثاني من متابعة عرضية محكمة أرسلها جوليان ألفاريز. ارتقى النرويجي فوق الجميع وحول الكرة برأسية قوية إلى داخل الشباك، ليؤكد مرة أخرى أنه ماكينة تهديف لا تتوقف. بذلك رفع رصيده إلى 52 هدفًا في 50 مباراة بدوري أبطال أوروبا، معادلًا رقمًا تاريخيًا للنجم المصري محمد صلاح.
لكن موناكو لم يستسلم. في الدقيقة 75، قاد وسام بن يدر هجمة مرتدة سريعة، استغل خلالها خطأ في تمركز دفاع السيتي. تسلم الكرة داخل المنطقة وسددها بمهارة في شباك إيدرسون معلنًا التعادل 2-2. الهدف كان بمثابة صدمة للسيتي الذي توقع إنهاء اللقاء منتصرًا، لكنه كشف عن شخصية قوية لموناكو الذي رفض الانحناء أمام عملاق إنجلترا.

إحصائيات توضح قوة اللقاء
المباراة جاءت مليئة بالأرقام المثيرة التي عكست حجم التنافس بين الطرفين. سيطر مانشستر سيتي على الاستحواذ بنسبة 65%، مقابل 35% لموناكو. السيتي سدد 15 كرة على المرمى، منها 7 بين القائمين والعارضة، بينما اكتفى موناكو بـ 9 تسديدات فقط لكنه استغل فرصتين للتسجيل.
كيفن دي بروين كان أكثر اللاعبين صناعة للفرص بواقع 4 فرص محققة و92 لمسة للكرة، فيما تألق هالاند بتحويل 3 تسديدات إلى هدفين. أما في موناكو، فكان الحارس ألكسندر نوبل بطلًا حقيقيًا، بعدما تصدى لـ 6 فرص خطيرة، وحافظ على حظوظ فريقه في الخروج بنقطة التعادل.
الجانب البدني لعب دورًا واضحًا أيضًا، إذ أظهر لاعبو موناكو لياقة عالية مكنتهم من الصمود أمام الضغط المتواصل للسيتي. الفريق الفرنسي ركز على المرتدات السريعة عبر الجناحين، بينما اعتمد السيتي على التمريرات القصيرة والاستحواذ، لكن فعالية موناكو أمام المرمى صنعت الفارق.

تصريحات ما بعد المباراة
بعد المباراة، ظهر جوارديولا محبطًا من النتيجة، وقال: “سيطرنا على مجريات اللعب معظم الوقت، لكننا فقدنا التركيز في لحظات حاسمة. موناكو فريق منظم ونجح في استغلال أخطائنا. علينا أن نتعلم من هذه المباراة، فالمجموعة لا تزال في بدايتها.”
أما مدرب موناكو أدولف هوتير فقد عبر عن سعادته قائلاً: “أمام فريق مثل مانشستر سيتي، الخروج بنقطة أمر أشبه بالفوز. اللاعبون قدموا أداءً شجاعًا وأثبتوا أننا قادرون على المنافسة.”
النجم هالاند، الذي خطف الأضواء بثنائيته، قال بدوره: “أحب هذه الليالي في دوري الأبطال. سجلت هدفين لكنني محبط لعدم الفوز. نحتاج أن نكون أكثر صلابة دفاعيًا.”

دور الجماهير وتأثيرها على النتيجة
الجماهير الفرنسية لعبت دورًا محوريًا، حيث امتلأت مدرجات ملعب لويس الثاني بأصوات الهتاف والتشجيع، مما أعطى لاعبي موناكو دفعة معنوية كبيرة. في المقابل، بدا لاعبو السيتي متوترين مع اقتراب المباراة من نهايتها، وهو ما انعكس على أدائهم الدفاعي وأدى إلى استقبال هدف التعادل.
صراع المجموعة بعد الجولة الثانية
بهذا التعادل رفع مانشستر سيتي رصيده إلى 4 نقاط من مباراتين، بينما حصد موناكو أول نقطة له بعد خسارته في الجولة الأولى. هذه النتيجة جعلت المنافسة أكثر اشتعالًا في المجموعة، حيث أصبح لكل نقطة أهمية قصوى في سباق التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
دروس مستفادة للسيتي
اللقاء كشف عن عدة دروس لمانشستر سيتي، أهمها ضرورة تحسين التركيز الدفاعي، وعدم الاعتماد الكلي على هالاند في التسجيل. فبرغم تألقه اللافت، إلا أن الفريق يحتاج إلى تنويع مصادر الأهداف عبر لاعبي الوسط والأطراف.
من سجل أهداف مانشستر سيتي في المباراة؟
أحرز النرويجي إيرلينج هالاند هدفي فريقه في الدقيقتين 30 و60.
كيف جاءت أهداف موناكو؟
سجل جوردان تيزيه الهدف الأول في الدقيقة 18، وأضاف وسام بن يدر الهدف الثاني في الدقيقة 75.
ما أبرز أرقام المباراة؟
استحوذ السيتي بنسبة 65%، سدد 15 كرة على المرمى، بينما سجل هالاند هدفين من 3 تسديدات فقط.
ما موقف الفريقين في جدول المجموعة؟
رفع السيتي رصيده إلى 4 نقاط، فيما حصد موناكو أول نقطة له في البطولة.
من هو رجل المباراة؟
الإحصائيات رجحت كفة هالاند بفضل ثنائيته، لكن مساهمة بن يدر والحارس نوبل كانت مؤثرة للغاية.
كيف قيّم جوارديولا النتيجة؟
قال إن فريقه كان الأفضل لكنه عانى من أخطاء دفاعية كلفته التعادل.
هل كان التعادل مرضيًا لموناكو؟
نعم، المدرب أدولف هوتير اعتبره بمثابة فوز أمام أحد أقوى أندية العالم.
كيف أثر الجمهور على اللقاء؟
جماهير موناكو خلقت أجواءً ضاغطة ساعدت اللاعبين على الحفاظ على الروح القتالية حتى الدقيقة الأخيرة.
ما الدروس المستفادة لمانشستر سيتي؟
ضرورة تقوية الدفاع وتنوع الحلول الهجومية بدلًا من الاعتماد الكلي على هالاند.
ماذا ينتظر الفريقين مستقبلًا؟
الجولات المقبلة ستكون حاسمة، وكل نقطة ستحدد هوية المتأهلين من المجموعة.
الخاتمة
انتهت القمة الأوروبية بين موناكو ومانشستر سيتي بنتيجة (2-2) لكنها تركت وراءها الكثير من الدروس والعبر. السيتي اكتفى بنقطة مخيبة رغم تفوقه، فيما خرج موناكو بإنجاز مهم يعزز ثقته قبل الاستحقاقات المقبلة. مرة أخرى، أثبتت كرة القدم أنها لعبة المفاجآت، وأن دوري الأبطال لا يعترف إلا بالروح القتالية واللحظات الحاسمة.
اقرأ أيضًا: قمة تهز أوروبا.. باريس سان جيرمان يقلب الطاولة على برشلونة بهدف قاتل في مونتجويك