سخافة وهراء بالعقول ومن يدري النهاية!
فاطمة العدلاني
سخافة وهراء بالعقول
ومن يدري النهاية!
كل سخافات الواقع مُلزمة للتوقيع.
أنت مُجبر بفراغة عقلك على التتبع.
وأنتِ مُجبره بخوفك من الخروج عن المألوف للانقياد الأعمى.
أخرَجوا فِيلما واقعيا نعيشه كل يوم.
وكل ضعاف الارادة منزوعي العزيمة مجبورين للانسياق وراء التيار.
أطلقوا سُلوكا جديدا تحت مسمي موضة فَتُتتبع دون نقاش آخر تلك الصيحات.
شروالا مقطوعا ما المشكلة
بنطالاً ممزقا لا يهم
عن ماذا تتحدث الصحف اليوم
ماذا قالت عن صيحات الموضة العالمية (تقول إن اللون القرنفلي أصبح تريندا !؟) إذا هيا بنا نذهب للبحث عن اللون القرنفلي
أَطلقت أخر تريندات الموضة اليوم حِجابا جديدا أطلقت عليه التربون!! وأنتِ كمحجبة وهو يُظهر نصف شعرك ولا يأبه بأي شكل من الاشكال أن يغطي ولو جزءا من رقبتك..
ولكنك تنساقين له تحت اسم الموضة تُحكم
شباب غير مستقل الفِكر.. يضعف عن تغيير الواقع ويخشى الرفض.
أطلق العالم كله في تلك الغرفة الضيقة على مواقع التواصل يَمزح لأحد الأغاني التي اشتهرت سريعا حاصله على أكبر الأعداد للمشاهدة.
وما إن توقفت لوهله انظر ماذا تقول تلك الأغنية أجد آسفا أننا نواجه جِيلا نشأَ لم تُصبح اهتماماته أو حتى ما يروق له به كلمة واحدة تفيد أو حتى تُفهم!
نشأ جيل غير مثقف غير واعي مسلوب الإرادة مُشفق عليه من نفسه.
يُشفق عليه من انسياقه الغير المرتب لِما أصبح واقعا هَزلا
لا مفر منه …فمن نشأ وترعرع في مجتمع كهذا لا بُد وأن يري كل شيء عادي وينساق ويؤمن بما يرفضه العقل بل ويتهم كل رافض له بالرجعية والتخلف
رُبما لا بل مؤكد رفضت بعض العقول التي وهبها الله الفكر السليم كل الواقع ولو في نفسها ولكن كارثة عدم وعي اهمية الرفض العلني أن سُلب العادي شذوذه والشاذ اعتياده.
فأصبح كل شيء مرفوض غير سليم مقبولا تحت اسم عادي!
حجاب ليس حجابا بتربون موضة أصبح عادي
بِنطالا مقطوعا ولا يمس أي مظهر لائق بأي صله هو الموضه وعادي..
علاقات اجتماعية بين الشباب والفتيات تحت مسمي الزمالة والصداقة وتتطور الي أن تصل مرحلة (واو جاست بيست فريند)!! وإذا رفضت الواقع واعترضت لا يُقال إلا برجعيتك وتخلفك كأن التحضر والتمدن لا يكون إلا بذلك.
إذا رضيتيِ عن نفسك والله رقيبك يقول (ولا متخذات أخدان) والخدن بمعني الصاحب.. فقد جعلتي العصر فوق الدين.
ليس شرطا أن ما يأمرك به العصر والمجتمع وقد تتعجب لكثرة اجتماع الناس عليه أن يكون صحيحا على الإطلاق.
رُبما يتطلب الامر عَودتك بُرهه للوراء وسَيرك ولو بمفردك في الطريق السليم …لا تسمح للعصر ولا التقدم ولا الموضة ولا التريند ولا أي شيء أن يأسر فكرك
يُلقي بتطلعاتك وأفكارك ومعتقداتك في سجن خوفا من الحضارة المصطنعة
قيودا فعليه لتلحق بركاب التقدم الوهمي.
الحضارة هي أفكارك والتمدن هي معتقداتك وان كانت مختلفة وفريدة عن الجمع الخطأ
سِر في طريقك ولو بمفردك
لا تتخلى عن مبادئك
أنت أُمّة ولو كنت وحدك