سياسة

ثورة 23 يوليو.. من الملكية إلى الجمهورية بقيادة “جمال عبدالناصر”

ثورة 23 يوليو.. من الملكية إلى الجمهورية بقيادة ناصر

الترند العربي – متابعات

في مثل هذا اليوم، الثالث والعشرين من يوليو عام 1952، شهدت مصر واحدة من أبرز لحظات التحوّل السياسي والاجتماعي في تاريخها الحديث، حين قاد مجموعة من الضباط الأحرار، بقيادة اللواء محمد نجيب والعقيد جمال عبد الناصر، ثورة عسكرية أنهت العهد الملكي وأرست أسس الجمهورية الأولى.

ماذا حدث في 23 يوليو 1952؟
في فجر ذلك اليوم، تحركت وحدات من الجيش المصري بقيادة تنظيم الضباط الأحرار، واستطاعت أن تسيطر على المرافق الحيوية ومباني الإذاعة والمؤسسات السيادية دون إراقة دماء. لم تكن الحركة مفاجئة فحسب، بل كانت محسوبة بدقة، وجاءت كرد فعل على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل حكم الملك فاروق.

وبعد ساعات قليلة من السيطرة، أعلن البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات من الإذاعة المصرية، موضحًا أن الجيش قام بحركته لإنقاذ البلاد من الفساد وسوء الإدارة والتبعية الأجنبية، خاصة بعد هزيمة 1948 في فلسطين، وتدهور الأحوال داخل الجيش نفسه.

من هو محمد نجيب؟ ولماذا كان قائد الثورة؟
كان اللواء محمد نجيب هو الاسم الأبرز في الساعات الأولى للثورة، حيث تولى رئاسة حركة الضباط الأحرار باعتباره الشخصية العسكرية ذات الثقل الشعبي والدولي، الأمر الذي سهّل من مهمة تمرير الحركة بغطاء قانوني وسياسي. تولى نجيب أول منصب رئاسي رسمي في مصر عام 1953، بعد إعلان الجمهورية وإلغاء الملكية.

لكن خلف الكواليس، كانت هناك شخصية أخرى تُعيد ترتيب المشهد بهدوء وإصرار: جمال عبد الناصر، الضابط الطموح الذي لعب دورًا محوريًا في التخطيط للثورة وتوجيه مسارها.

كيف انتقل الحكم من محمد نجيب إلى جمال عبد الناصر؟
رغم الشعبية التي حظي بها محمد نجيب في بداية الثورة، سرعان ما ظهرت خلافات بينه وبين مجلس قيادة الثورة، خاصة بشأن عودة الحياة النيابية، ودور الأحزاب، وعلاقة الجيش بالسياسة. وشيئًا فشيئًا، بدأ ناصر – نائب رئيس الوزراء وقتها – في تحجيم نفوذ نجيب، إلى أن تم عزله في نوفمبر 1954، ووُضع تحت الإقامة الجبرية لمدة سنوات طويلة، قبل أن يُفرج عنه رسميًا في عهد الرئيس السادات.

في عام 1956، تولى جمال عبد الناصر رئاسة الجمهورية رسميًا عبر استفتاء شعبي، ليبدأ بذلك فصلًا جديدًا في التاريخ المصري الحديث.

ماذا غيّرت ثورة يوليو في مصر؟
أعلنت الثورة إلغاء النظام الملكي وإقامة الجمهورية، وشهدت البلاد سلسلة من التحولات الكبرى:

تأميم قناة السويس عام 1956

تطبيق قانون الإصلاح الزراعي

القضاء على الإقطاع

إعادة بناء الجيش

بداية دور مصر الإقليمي والعربي كقائد لحركات التحرر

لكن الثورة لم تكن فقط حدثًا عسكريًا، بل تحولت إلى مشروع سياسي واجتماعي شامل، أعاد صياغة هوية الدولة المصرية الحديثة، وأسّس لنظام رئاسي مركزي كانت أبرز ملامحه قيادة ناصر.

كيف يُنظر إلى 23 يوليو اليوم؟
تمرّ ذكرى الثورة اليوم وسط تقييمات متباينة، حيث يرى البعض أنها كانت نقطة الانطلاق الحقيقية نحو الاستقلال والتنمية، بينما يعتبرها آخرون نقطة بداية لحقبة من الحكم العسكري وتقييد الحياة السياسية.

لكن لا خلاف أن ما جرى في 23 يوليو 1952 غيّر وجه مصر إلى الأبد، وأسّس لمعادلة جديدة في العالم العربي بين الجيش، والسياسة، والشعب، وأدخل أسماء مثل محمد نجيب وجمال عبد الناصر سجل التاريخ.

لمزيد من المقالات حول ثورة 23 يوليو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى