الأسرة والمجتمعمنوعات

ضحايا “حادث المنوفية”.. قصة “شيماء رمضان” طالبة الهندسة التي دفعت ثمن كفاحها على الطريق الإقليمي

ضحايا “حادث المنوفية”.. قصة “شيماء رمضان” طالبة الهندسة التي دفعت ثمن كفاحها على الطريق الإقليمي

الترند العربي – متابعات

سيطرت حالة من الحزن العميق على طلاب وأهالي محافظة المنوفية، بعد الحادث المأساوي الذي وقع على الطريق الإقليمي بمركز أشمون، وراح ضحيته 19 شخصًا، بينهم الطالبة شيماء رمضان عبدالحميد، الطالبة بكلية الهندسة جامعة المنوفية، والتي تحوّلت قصتها إلى رمز للكدّ والاجتهاد في وجه ظروف الحياة القاسية.

قصة شيماء رمضان ضحية حادث المنوفية

الطالبة شيماء، صاحبة الـ19 عامًا، كانت تعمل في محطة لتصدير العنب بمدينة السادات خلال فترة الإجازة الصيفية، بهدف مساعدة أسرتها في تدبير نفقات الدراسة، مقابل أجر يومي لم يتجاوز “120 جنيهًا”، مبلغ لا يكفي لشراء كرتونة بيض كما عبّر زملاؤها في منشوراتهم المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

كانت ضمن نعوش حادث تريلا المنوفية.. «شيماء رمضان» حلم الهندسة لم يكتمل -  موقع الموقع

انتشرت عبر مجموعات طلاب جامعة المنوفية على “فيس بوك” عشرات المنشورات التي تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة شيماء. كتب أحدهم: “بنت في أولى هندسة، كانت بتشتغل تحت الشمس عشان تساعد في مصاريف تعليمها، راحت في لحظة بسبب سائق تريلا نايم حول الميكروباص إلى علبة صفيح”. وكتب آخر: “شيماء ضحّت بأحلامها من أجل إخوتها، رفضت الثانوية العامة، دخلت صنايع، ثم التحقت بالمعهد، واجتهدت حتى وصلت للهندسة”.

على جروب “Elmnofia University – جامعة المنوفية” الذي يضم أكثر من 120 ألف طالب وطالبة، كتب أحدهم: “تخيل يا مؤمن واحدة من ضحايا الحادثة بنت في أولى هندسة، كانت بتشتغل في مزرعة عنب بـ120 جنيه علشان تساعد أهلها، تخيل التربية، تخيل روحها سهّلة علينا إزاي، تخيل منظر أهالي البنات”.

والدة شيماء تحكي تفاصيل جديدة

وفي حديث مؤلم، روت والدة شيماء تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة ابنتها، قائلة: “بنتي اتخطفت، كانت بتشتغل عشان تصرف على تعليمها، صحيت الساعة 6 الصبح وراحت الشغل، وبعدها عرفنا بالحادثة”، وتابعت بانهيار: “لما وصلت المستشفى وريته صورتها، قالي هستأذن وافتحلك الثلاجة تشوفيها، ياريتني ما صحيتك يا بنتي وكنت حبستك وقفلت عليك الباب”.

شيماء، التي اختارت طريق التعليم رغم التحديات، كانت تنتظر نتيجة العام الثالث من كلية الهندسة، وتحلم بمستقبل أفضل لها ولأسرتها. لكن الطريق الإقليمي، الذي بات يُعرف بـ”طريق الموت”، أنهى حلمها في لحظة، وأعاد للواجهة ملف الإهمال المروري وسلامة النقل الجماعي للفتيات العاملات.

بعد حادث المنوفية.. الأوقاف تصدر بيانًا: «السرعة مش شطارة»

ويُطالب طلاب جامعة المنوفية والناشطون بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادث، كما ناشدوا الجهات المختصة بتوفير وسائل نقل آمنة للعمالة المؤقتة، وإنهاء فصول الموت المتكررة على الطرق الإقليمية.

“حادث المنوفية” لم يسلب أرواح 19 فتاة فحسب، بل كشف عمق المعاناة، وقصة كفاح بطلتها طالبة هندسة كانت تحلم فقط بحقها في الحياة.

لمزيد من المقالات عن حادث المنوفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى