كُتاب الترند العربي

كيف نواجه الشائعات؟

كيف نواجه الشائعات؟

عصام عبدالقادر

شباب الوطن يشكل السياج الذى يحميه من محاولات الغادرين، ويعد السواعد الداعمة للنهضة، وأدوات البناء، والإعمار فى ربوعه، وأركانه المختلفة؛ ومن ثم لا تحدث التنمية فى صورتها المستدامة بعيدًا عن هذه الفئة، التى تمتلك القدرات الخاصة من حيوية، وفعالية، وعزيمة، وإرادة تستمد من وجدان مليء بعشق الوطن، وترابه؛ وبناءً عليه يستحيل أن تنال الجماعات المغرضة من خلال شائعاتها المسمومة من هذا البلد الأمين.

عندما يتمسك جميعنا دون استثناء بالمصداقية فى القول، والاتحاد فى رؤى مستقبلنا الزاخر بالآمال، والطموحات المنبعثة من واقع دال على مبشرات نرصدها فيما نمتلكه من موارد طبيعية، وجغرافيا متفردة؛ فإن هذا دون مواربة، يجعلنا قادرين على مواصلة الطريق نحو التقدم، والازدهار فى شتى مجالات الحياة؛ لذا لا يصبح للشائعات الخبيثة أثر باق فى النفوس، بل يراها الجميع مجرد ترهات، وتفاهات لا تحرك ساكنًا.

الاهتمام بتنمية التفكير، ومهاراته المتنوعة يعزز الإيجابية لدى الأبناء، وهذا بلا شك يزيد من منعة الإنسان تجاه ما يبث من شائعات مريضة عبر البوابات الممولة، سواءً أكانت قنوات متلفزة، أم مواقع التواصل الاجتماعى سريعة الانتشار، كما أن امتلاك المهارات التفكيرية تجعل الفرد مهتمًا بماهية المعرفة الصحيحة من مصادرها الموثوقة، والموثقة؛ ومن ثم لا يتعرض إلى مخاطر الشائعات، التى تقدم فى صورة بيانات، أو معلومات، أو أخبار مكذوبة، أو مشوهة.

العطاء، والاحتياج خصائص للطبيعة الإنسانية؛ لذا فقد بات الاهتمام بتعزيز العطاء باعثًا لتقوية النسيج المجتمعي، وفى المقابل العمل على تلبية الاحتياجات لدى من يستحق يخلق مناخًا مواتيًا للتضافر، والتماسك من أجل الدفاع عن مقدرات هذا الوطن، ويؤكد على أن فلسفة الاندماج المجتمعى قد أضحت من أطر حماية المكون الأصيل لهذا الشعب، وهو ما يشير إلى مقدرتنا على تجاوز التحديات، والصعوبات؛ فلا تؤثر فى وجدانياتنا شائعات مغرضة، ولا ينساق العقلاء وراء فكر مشوب، من أصحاب أجندات قد أثبتت التجارب أنهم لا يدركون ماهية الأوطان، وأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة.

اللحاق بركب التحضر، والتقدم، وبلوغ الريادة فى شتى مجالاتها ليس بالأمر المستحيل؛ إذا ما توافرت مقومات، تحرك ثروتنا البشرية فى الاتجاه القويم؛ فيعمل كل منا ما عليه من أجل أن يؤدى مهامه المنوطة به بإتقان، وحب، بل ويركض أصحاب التفرد إلى بوابات الابتكار؛ فنحصد من خلالها ثمارًا طيبة، نراها دومًا فى مشروعاتنا القومية، وصور المخترعات التى تستفيد منها البشرية قاطبة، وهذا بالطبع يجعلنا مجتمعا منتجا، لا يلتفت إلى الشائعات، التى من شأنها تعمل على إضعاف العزيمة؛ لتقل جهود العطاء، والإنتاجية.

أرى أن التمسك بمرجعية التراث لها أثر يجعل شبابنا الواعد حائزًا على إطار سيسولوجي، يعزز بناءه الفكرى نحو صورة الحضارة، التى يستحقها هذا الوطن الذى يسكن فى القلوب؛ ومن ثم يحث سواعد البناء على تعظيم مقدرات البلاد؛ فنرصد ماهية الولاء، والانتماء بشكل وظيفي؛ حيث التضحية اللامحدودة، وحماية المقدرات بكل ما أوتى الفرد من قوة، ومقاومة ما يثار من شائعات رخيصة، تستهدف شق الصف، من خلال المشاركة فى تنمية الوعى الصحيح، ونشر ما يعزز المواطنة الصالحة فى نفوس المجتمع، ومنتسبيه.

لا مناص عن وعى صحيح لأبناء الأمة المصرية؛ كى ندحر الشائعات المغرضة التى تنطلق فى الفضاء المنفلت، ويتبادلها أصحاب القلوب المريضة، ويعيد نشرها كتائب ممولة، وقضية الوعى تقوم على منهجية واضحة؛ حيث استدامة نشر المعلومات، والبيانات الصحيحة عبر البوابات الإعلامية الرسمية، واطلاع جموع الشعب على تفاصيل مشروعات الدولة القومية، ومراحل التقدم فيها، وآمال المستقبل القريب، والبعيد؛ فهذا دون شك يعزز البنى المعرفية، ويصقل الوجدان فى إطاره الإيجابي، ويزيد من الرغبة فى شراكة بناء الوطن.

أعتقد أن النهضة المصرية التى دعمت مساراتها القيادة السياسية قد أحدثت ارتباكًا فى صفوف أصحاب المآرب؛ لذا فقد صارت منهجيتهم مسلطة على تشويه كل إنجاز، والعمل المنظم فى إضعاف العزائم، وتكريس السلبية لدى أعز ما تمتلك الدولة من شباب واعد؛ ومن ثم يتوجب علينا جميعًا كل فى موقعه، وعلى قدر مستطاعه أن يواجه الشائعات المغرضة بمزيد من تعزيز الوعى فى إطاره القويم، بل، والتأكيد على أن التنمية سلاح فتاك، ضد كل معتد.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.

المصدر: اليوم السابع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى