مارك يتحدى فقدان البصر ويبتكر “أبلكيشن” يحل ويقرأ ملفات الكمبيوتر والصور
الترند العربي – متابعات
كل شخص منا يتمتع بمزيج فريد من الإصرار والقوة والتحدى، تختلف هذه القوة من شخص لآخر حسب الدعم الذى يتلقاه، أو إيمانه بنفسه وبقدراته، الأمر قد يكون به بعض التعقيدات خاصة إذا كان هناك أحد يواجه صعوبة ما، تجعل تحديه فى خوض حياته بشكل طبيعى أمر صعب، وبعض الأحلام قد تكون مستحيلة، إلا فى حالة مارك مراد صاحب الـ18 عاما، والذى أصر على النجاح والوصول لحلمه بالرغم من فقدانه لنعمة البصر.
بداية قصة مارك حسب ما أوضحت خالته مريم موريس في حديثها لـ “اليوم السابع” “أنها تعتبر مارك أخ لها وليس ابن أختها”، وتابعت: “إحنا 3 بنات أخوات كان نفسنا إحنا وماما يبقى عندنا أخ ولد، الحلم ده فضل معانا كتير لحد ما أختى الكبيرة أتجوزت وربنا اداها أحلى ولد فى الدنيا اسمه مارك”، فرحة وحب واحتضان لطفل صغير ملأ حياة العائلة سعادة وبهجة، طفل طبيعي ليس لديه أي مشكلة صحية، بجانب صفاته الجميلة التي وصفتها بأنها تشبه الملائكة في خُلقه وتربيته وجمال قلبه.
وأضافت أن الأخوات البنات تعاملوا مع مارك على أنه أخاً رابعاً لهم، ومرت الأيام حتى وصل لعمر الـ12 عاما، حتى بدأ يشعر بأن لديه مشكلة في النظر، بدأ بارتداء نظارة طبية وفحوصات، لكن المشكلة تزداد يوماً بعد يوم حتى مرت 3 سنوات من المعاناة، ختمت باستيقاظه في يوم فاقداً للبصر تماماً وبشكل كلي.
وأردفت: “حاول يروح المدرسة ويذاكر يمكن بعد شوية يشوف عادى بس للأسف كان فقد بصره كلياً”، وتابعت “مارك واجه من وقتها مشكلات كبيرة خاصة في الدراسة، فالكثير كانوا يحاولون إقناعهم بتحويله لمدرسة متخصصة لفاقدى البصر ولأن هذه المدارس توجه مثل هذه الحالات للكليات النظرية فقط، وكان حلمه الالتحاق بكلية الهندسة أو “كمبيوتر ساينس” أكبر بكثير، بل وكان الدافع له بأن يعلم نفسه بنفسه وبدعم عائلته له”.
وقالت: “فى نفس الوقت مدرسته ابتدوا يحسوا إنه خلاص إحنا مش هنقدر نساعد أكثر من كدة (هما بصراحة ساعدوا كتير أوى)، بس خلاص استنفذوا كل حلولهم، هنا بقى مارك فكر معقول هاتخلى عن حلمى عشان فقدت بصرى”، بدأ مارك يتعلم أسس الكمبيوتر بمفرده تماماً، ثم تعلم البرمجة وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعى، حتى يستطيع أن يحول أى فايل على الكمبيوتر لمحتوى يستطيع قراءته أى شخص كفيف، حتى لو كان الملفات عبارة عن رسومات أو pdf أو أياً كان نوعها.
لم يتوقف شغفه عند هذا الأمر، فقد قام مارك باختراع أبليكيشن يستطيع حل المشكلات الخاصة بقراءة الملفات الخاصة بأجهزة الحاسوب بكل أنواعه، وبطريقة تفصيلية وسهلة، بل وقام بتنزيله على ميكروسوفت ستور حتى يساعد الكثيرين ممن هم فى مثل حالته وبشكل مجانى، وأردفت: “الأبليكشن دا استخدموه ناس فى 52 دولة لحد دلوقتى ومجاناً”.
واختتمت حديثها قائلة: “ودلوقتى أفرحكم بقى وأقولكم إن مارك حقق أحلام كتير منها إنه دلوقتى فتح شركة باسمه وهو لسة 18 سنة وبقى فى سنة أولى كلية كمبيوتر ساينس فى الجامعة الأمريكية”.
قامت خالة مارك مريم موريس بنشر “بوست” على أحد الجروبات الخاصة تحكي فيه قصة مارك بداية من مولده حتى اليوم، قصة مليئة بالفخر والحب ممزوجين بالأمل والتحدي، الأمر الذي جعل المنشور يحصل على عدد كبير من تفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي على “فيس بوك”.