في الذاكرة.. “هوارد هوكس”
روجر إيبرت
ترجمة: علي زين
عندما حضر هوارد هوكس لزيارة مهرجان شيكاغو السينمائي عام 1968، طلب من تشارلز فلين أن يصعد على المسرح ويقدمه. قدم فلين الذي كان يساعد وقتها في إدارة الأفلام الوثائقية بجامعة شيكاغو، مقدمة كانت بسيطة ومنمقة للغاية لدرجة أنني تذكرتها في اليوم الذي علمت فيه بوفاة هوكس.
قال فلين «هوارد هوكس يصنع أفلامًا عن الطائرات». «إنه يصنع أفلامًا عن السيارات السريعة. إنه يصنع أفلامًا عن رجال يقومون بأشياء: جنود، ورعاة بقر، ومخبرين خاصين، وصيادين، وسائقي سيارات سباق، وعن الرجال الذين بنوا الأهرامات. السيد هوكس يصنع أفلامًا عن رجال ونساء وأحيانًا تكون المعارك فيها أكبر من المعارك في أفلامه الحربية، كوميديا ودراما، ورومانسية وراء الكواليس، ميلودراما، وهو يقوم بذلك منذ عام 1926. في الواقع، ليس هناك نوع من الأفلام لا يستطيع، ولم يقم، السيد هوكس بصنعه، وليس هناك أحد تقريبًا يمكنه صناعتها أفضل منه».
كانت مقدمة رائعة، مختصرة وموجزة وصادقة مثل أفلام هوارد هوكس، وليس بها، كما علق هوكس لاحقًا، كثير من الهراء المنمق عن الفن. لم يهدف هوكس لصناعة الفن عن قصد في أفلامه، وربما كان مندهشًا تمامًا أن الناس وجدوا الفن في أفلامه. لكنهم فعلوا. لم يكن أبدًا مشهورًا لدى العامة كمعاصريه، أمثال هيتشكوك وديميل وفورد. لكن إذا كنت تحب الفن، فإنك قد فقدت صديقًا عند رحيله.
قام هوكس بإخراج بعض أعظم الأفلام الترفيهية في التاريخ، وصاغ الطريقة التي نرى بها النجوم العظام. شارك هوارد هوكس في صناعة همفري بوجارت، في فيلم «النوم الكبير» 1946، «أن تمتلك وألا تمتلك» الذي قالت فيه لورين باكال لبوجارت: «إذا أردت أي شيء فقط صفر. أنت تعرف كيف تصفر، أليس كذلك؟ فقط مط شفتيك وانفخ».
وساهم هوكس كذلك في صناعة كاري جرانت، في فيلم «تربية طفلي» و«يوم جمعة فتاته» كان اسمه «الصفحة الأولى»، وأعاد هوكس كتابته ليعطي أحد الأدوار الذكورية إلى روزاليند راسل.
جون وين أيضًا من الشخصيات الأسطورية التي ظهرت في العديد من أفلام هوكس. مارلين مونرو كانت في قمة إغرائها وضعفها في «الرجال يفضلون الشقراوات». ربما كان دين مارتن وروبرت ميتشوم يعتقدان أنهما يجيدان لعب دور السكير – لكنهما قدما دور السكير الذي ميزهما في فيلمي هوارد هوكس «ريو برافو»، و«إلدورادو».
هذان الفيلمان الأخيران، 1959 و1967 على الترتيب كانا يشبهان إلى حد ما آخر فيلم لهوكس “ريو لوبو” عام 1970. نفس الحبكة الدرامية في الثلاثة، عن رجل يجيد القتال بالمسدسات ينطلق ويقابل صديقه القديم، المأمور السكير، ويتحد معه لمساعدته على إنهاء الأشرار. بالنسبة لهوكس، لم يكن مهمًا أن القصة واحدة: لم تكن الأحداث هي التي تصنع الفيلم الجيد، ولكنها الطريقة التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض، والطريقة التي ينظرون ويتحدثون بها ويتحركون ويشعلون السجائر. على خشبة المسرح في المهرجان، أثار هوكس بعض المرح حوله بشأن أفلام الغرب الثلاثة تلك.
لقد صنعت “ريو برافو” مع جون وين. لقد نجح الأمر وأحببناه، لذلك قررنا فعله مرة أخرى بعد عدة سنوات. لقد نجح أيضًا في تلك المرة. لذلك، أنا الآن أحضر لفيلم “ريو لوبو”. لقد اتصلت بديوك سألته عما إذا كان يريد المشاركة فيه. ورد أنه يود بالتأكيد أن يقوم بذلك معي. سألته عما إذا كان يريد مني إرسال النص له. “سحقًا يا هوارد، لقد قرأت النص مرتين من قبل”.
الآن، لن يفعلها مرة أخرى. لكن هوارد هوكس الذي توفي عن عمر يناهز الـ81، لم يتقاعد. كان يخطط لفيلم غرب أميركي آخر قبل رحيله بأسابيع قليلة. لقد أراد لجون وين أن يشارك فيه. لقد كان عن…. سحقًا، أنتم تعرفون عن أي شيء كان.
المصدر: سوليوود