لماذا غيرت “نتفليكس” نظامها في تقييم المشاهدات؟ ما هي مصلحة “نتفليكس” من ذلك؟
توني ماجليو
ترجمة: علي زين
اعتادت منصة “نتفليكس” حماية نظامها في تقييم المشاهدات من الجمهور فيما يشبه الحراسة المُشددة على لوحة “الموناليزا”، حيث قامت بتغيير مقاييس تقييم المشاهدات الخاصّة بها من أجل المزيد من الشفافية، حيث توجهت نتفليكس بحملة ضد الإعلانات التجارية مرة أخرى.
صنَّفتْ عملاق البث “نتفليكس” سابقًا أفضل 10 مسلسلات وأفلام بناء على ساعات المشاهدة، لكنها الآن أوقفت قوائمها الأكثر شعبية على الإطلاق والمفتوحة للمشاهدة لمدة 28 يومًا، حيث سيتم تصنيف أفضل 10 عروض بشكل أسبوعي حسب “المشاهدات” “أي الساعات التي يتم عرضها مقسومة على وقت التشغيل”، مع إتاحة مشاهدة القوائم في جميع الأوقات لمدة تسعة أسابيع أي 91 يومًا.
تغطي هذه الخطة رُبعًا كاملًا من العام، وهي نفس المدة الذي تستند إليها “نتفليكس” والشركات الأخرى المتداولة للإعلان عن نتائجها المالية. ومن المهم بالنسبة إلى نتفليكس أن يقبل الرقم القسمة على 7 للحصول على عدد كامل من الأسابيع، لهذا السبب كان التقييم القديم مدته 28 يومًا، وليس 30 أو 31، والآن هي 91 وليس 90 يومًا.
تمنح ثقافة فتح مدة المشاهدة للجمهور مصداقية مع الأيام الـ63 الإضافية، حيث صرّحت نتفليكس في منشور على مدونتها يوم الثلاثاء “أن العديد من مسلسلات وأفلام نتفليكس تنمو مشاهداتها بشكل ملحوظ مع مرور الوقت”. إن هذا التصريح حقيقي ولكن لنكن صريحين أكثر؛ إن هذه الطريقة قد تعبث بأرقام نتفليكس بطريقة تخدم مصالحها الذاتية.
نشرت نتفليكس في الأسابيع الأخيرة “المشاهدات” بحسب نظام قياسها المعتاد في رسائل البريد الإلكتروني لوسائل الإعلام. على سبيل المثال من الثلاثاء الماضي: “عاد مسلسل ‘Never Have I Ever للموسم الرابع والأخير مع مشاهدة 76.21 مليون ساعة. المسلسل من بطولة “Maitreyi Ramakrishnan” وحصد المسلسل الجديد أكثر من 15 مليون مشاهدة 76.2 مليون ساعة مقسومة على 4.9 ساعة من وقت التشغيل”.
لقد كانت التعليقات إيجابية سواءً من وسائل الإعلام أو من خبراء المجال وفقًا لما قاله أحد المصادر داخل نتفليكس لموقعنا. حيث أن مفهوم “المشاهدة” أكثر شفافية ومنطقية من توفر الملايين من الساعات (في الحقيقة إنه ليس هناك اختلاف كبير بين التقييم حسب نقاط Nielsen وبين التقييم بحسب إجمالي عدد المشاهدين. لكن بالنسبة لعامة الناس قد لا تكون نقطة التقييم مفهومة مقارنةً بتقييم 3 ملايين مشاهد). بالإضافة إلى ذلك فإن الأرقام الأصغر بعد التقسيم تكون أسهل للفهم للعين والذهن.
وليس من باب الصدفة أن تطالب نقابة الكتاب الأميركية والنقابات الأخرى في هذا الوقت بالذات من الأستوديوهات بالمزيد من الشفافية حول العروض خاصة فيما يتعلق بنتفليكس وأن تكون أكثر مهنية.
ولنكون عادلين فإن الطريقة القديمة تكافئ بشكل غير عادل العروض الطويلة، مما يجعل المشاهد يتأثر أكثر بكثير من المسلسلات القصيرة الأكثر ارتباطاً بالثقافة.
وبحسب الإحصائيات والبيانات فإن هناك فرقًا ملحوظًا، فقد أصبح الموسم الأول من مسلسل “Wednesday” حاليًا الأكثر مشاهدة على الإطلاق وليس مسلسل “Stranger Things” على الرغم من أنه في موسمه الرابع. بالإضافة إلى ذلك، احتل مسلسل “The Queen’s Gambit” المرتبة الخامسة وهو مسلسل قصير ولم يكن موجودًا في القائمة من قبل.
من ناحية الأفلام فقد أصبح فيلم الممثل مارك والبرج “Spenser Confidential” والفيلم العائلي “We Can Be Heroes” من بين أكثر الأفلام شهرة. على الرغم من أن الفيلمين في عِداد الأفلام الحديثة ولديهما أوقات تشغيل أقل من ساعتين، مما خلق تحديًا كبيرًا.
وبصرف النظر عن طريقة التقييم، فإنه لا يزال الموسم الأول من مسلسل “Squid Game” الكوري الجنوبي صاحب أعلى تقييم في المحتوى الخاص بـ”نتفليكس”، وبحسب متحدث باسم نتفليكس؛ فإن القوائم الأسبوعية التي تم نشرها منذ شهر يونيو .2021 لن تُراجع.
كما وردتنا ملاحظات مفادها أن توفير الساعات التي تم عرضها على قوائمنا العشرة الأولى قد صعّب من تحديد تقييمها، لذلك على مدار الأشهر القليلة الماضية بدأنا في مشاركة الآراء لعدد لا بأس به من عروضنا «أي بحسب عدد الساعات التي تمت مشاهدتها مقسوماً على إجمالي وقت التشغيل».
لقد أثبت هذا المقياس ارتباطه بآراء المشاهدين، لذلك بدءًا من اليوم سنستمر في عرض ساعات المشاهدة لكل عرض على حدة، على أن تُصنّف قوائم أفضل 10 عروض لدينا حسب المشاهدات. كما سنقوم أيضًا بتمديد وقت المشاهدة المفتوحة لقوائمنا الأكثر شعبية من شهر واحد تقريباً «28 يومًا» إلى ثلاثة أشهر «91 يومًا» نظرًا لأن العديد من عروضنا وأفلامنا تزداد مشاهداتها بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
وكما كرّرنا دائمًا، فإنه لا يوجد مقياس تقييم مثالي واحد، لكننا نعتقد أن المشاهدات إلى جانب إجمالي ساعات المشاهدة يعد تطورًا جيدًا لمقاييس التقييم لأنه:
– يعد أفضل مقياس لدينا لتقييم رضا المشاهدين والمحرك الرئيسي للاستمرارية «والذي بدوره يقود أعمالنا».
– يضمن عدم حصول المسلسلات والعروض الطويلة على ميزات إضافية
– تمكن المشاهدين «الطرف الثالث» من مقارنة التأثير النسبي للأفلام والمسلسلات على الرغم من أوقات تشغيلها المختلفة.
نحن نأمل أنه من خلال الاتساق والشفافية بشأن ما يشاهده الناس، ستتمّكن “نتفليكس” من أن تمنح الجميع من مشاهدين ومبدعين ومحللين وحتى الصحفيين رؤى أفضل حول شكل النجاح في البث بشكل عام. سنواصل مشاركة المزيد من البيانات الدقيقة والمواضيع الهادفة مع منشئي المحتوى، كما سنواصل الاستماع إلى التعليقات كما جرت العادة.
المصدر: سوليوود