هل ممكن أن نُعدَّ نجوم السوشال ميديا نجوم أفلام؟
طلحة بن عبدالرحمن
قد يكون كلامي قاسيًا بعض الشيء، ولكن لا يمكن أن نتطور بدون نقد، فقد ظهر في الآونة الأخيرة بعض مشاهير السوشال ميديا و«غير الموهوبين تمثيليًا» الذين صدّقوا أنفسهم «بغير وجه حق» بأنهم ممثلو شاشة.
وهذا الشيء غير منطقي أبدًا، فالممثلون «الحقيقيون» يحتاجون إلى سنوات من التدريب والخبرة لكي يصقلوا مواهبهم ويتدربوا ولا يتقاضون مبالغ مالية للإعلان على منتجات أو ماركات في السوق، ويجب عليك نسخ كود الخصم للاستفادة من العرض الترويجي.
والعتب على بعض المخرجين الذين يجرون وراء هذه الموجة غير الجيدة، التي يُمكن تبرير ما يفعلونها لكي يجذبوا المشاهدين لمشاهدة أفلامهم. وهنا يأتي دور وكالة الممثلين أو «الكاستنج دايركتر» الذي يقرأ النص، وبناء عليه يختار الممثلين أو الممثلات المناسبين للدور بناء على فهمها للشخصيات، وليس بناء على عدد متابعيهم في منصات السوشال ميديا.
المشاهد السعودي أصبح ذكيًا ويطرح العديد من الأسئلة، ويعرف إذا كان هناك شيء خاطئ يحدث أمامه ولا يتم خداعه بسهولة، فهذا الكلام كان سهلًا في السابق يا عزيزي! أما الآن، فالمشاهد لديه المئات من الخيارات الأخرى ليتابعها ولن يتابعك إذا كنت لا تحترم ذكاءه.
فالمطلوب منك يا عزيزي صانع الأفلام أن تحترم عقل المشاهد وألا تعتبره مجرد مشاهد لا يفقه شيئًا، وتضع نفسك مكانه؛ فمواكبة العصر الجديد مطلب في عالم صناعة الأفلام.
فعليك أن تبذل جهدًا أكبر في اختيار الممثلين واكتشاف مواهب جديدة، وأن تُقدّر أن الفن حقيقي، وليس حصرًا على المشاهير؛ لأنها مسؤوليتنا لإنقاذ هذه الصناعة وهي في مهدها. فبعض الجمهور جعلوا من المشاهير ممثلين بارعين.
فلا بد أن نقف وقفة صارمة لإنقاذ الصناعة، وألا تكون مبنية على أسس هشة، وأن تكون لدينا معايير جودة مقبولة في كل فيلم لتستمر هذه الصناعة التي يحبها الكثير، ولكي يفخر بها وطننا الغالي؛ لأننا في بداية مشوار صناعة الأفلام، ولا بد أن تكون أساساتنا قوية.
ولا بد للممثلين أن يتم تدريبهم بالطرق الخاصة لتعلّم أسس وتقنيات التمثيل «مثل: تقنية مايزنر وستيلا آدلر وستانوفلوسكي».
أنا متفائل بأن مستوانا في التمثيل سيتحسن ويتطور مع مرور الزمن، فنحن كنا في يوم ما أهلًا للأدب والفصاحة والبلاغة.
خلاصة الموضوع عزيزي القارئ، هو أن التمثيل وعالم التمثيل فن، ولا يمكن التهاون فيه، ومتى ما تهاونا فيه وعاملناه كأنه شيء عابر وغير مهم، فسيظهر هذا بالسلب على أعمالنا، سواء كانت في السينما، أو التلفزيون، أو المسرح.