نهاية The Crown.. ماذا يحمل الجزء السادس؟
أحمد أبو درويش
بدا أن الجزء السادس والأخير من المسلسل الإنجليزي The Crown هو الأقل جودة وإمتاعًا بين جميع الأجزاء.
عرضت نتفليكس الجزء السادس والمكون من عشر حلقات على مرحلتين، حيث فصلت المرحلة الخاصة بوفاة الأميرة ديانا والمكون من أربع حلقات، وعرضتها في شهر نوفمبر، ثم بعد ذلك في شهر ديسمبر، عرضت المرحلة الثانية والمكونة من ست حلقات.
وفي الحلقات الأربع الأولى، يبدو أن شركة الإنتاج العملاقة وصلت إلى مفاهمات مع فريق عمل المسلسل، لتخرج الحلقات بشكل هادئ في أكثر الأمور إثارة للجدل وهو وفاة الأمير ديانا، وذلك بعد الانتقادات الحادة التي طالت شركة نتفليكس إثر عرض الجزء الخامس، خاصة فيما يتعلق بخلافات الأمير تشارلز مع الملكة إليزابيث ومطالبته إياها بالتنحي عن الملك لصالحه. وهي الخلافات التي لم تقف عند فئات شعبية، بل وصلت لسياسيين ادعوا كذب صناع العمل، وممثلين اتهموا نتفليكس بتزوير تاريخ المملكة.
لذا، خرج الجزء السادس هزيلصا في بنائه الدراميّ، يحاول تبرأة الجميع، ليقول إنه لا أحد تورط في مقتل ديانا، وأن الجميع مبرأ من دمها، وأن الجميع حزن لفقدها، حتى وإن حمل ذلك تناقضات فشل صانعي العمل في إخفائها، ومنها استعراضهم لهجوم الصحافة على جمود العائلة المالكة، وبخاصة الملكة في التعامل مع مقتل ديانا، وأن الملكة رفضت كتابة نعي رسمي إلا بعد أيامٍ وتحت ضغط الصحافة والرأي العام. ثم بعد ذلك، نرى مشهدين عبثييّن حيث روح ديانا التي زارت الملكة، وأجرت معها حديثًا دافئًا، ووصفتها بالأم. ثم زيارتها للأمير تشارلز وقولها له إنها ستفتقده!
كانت الحلقات الست الأخرى، أقل بهتانًا من الحلقات الأربع الأولى، لكنها مع ذلك ملئت بحشو ٍ واستطراد كثير، وكأن صناع العمل لم يجدوا ما يكتبونه، حيث استغرق تجسيد علاقة الأمير هاري وحبيبته كيت ثلاث حلقات كاملة، وكثير من لفت الأنظار إلى الأمير الوسيم المحبوب من شعبه والذي يفتن البنات سواء في بريطانيا أو خارجها. ثم تكرار تيمة غضب الابن الثاني، وهي التيمة التي استخدموها من قبل بين الملكة إليزابيث والأميرة مارجريت، ثم بين الملك تشارلز وإخوته، وها هم يستخدمونها من جديد بين الأميرين ويليام وهاري، حيث لم يكن لهم أن يتجاوزوها هذه المرة، خاصة بعد صدور كتاب الأمير هاري «الاحتياطي» الذي أحدث ضجة، فربما نرى تطويرًا جديدًا للمسلسل حتى وإن كان تحت اسم آخر، يعتمد في بناء أحداثه على هذا الكتاب، خاصة بعد وفاة الملكة.
وعلى الرغم من ضعف الكتابة بشكلٍ عام خلال الجزء السادس، فلقد انتظرنا جزءًا عظيمًا كما كانت الأجزاء الخمسة الأولى، حيث كانت الكتابة هي أكثر ما يميز المسلسل، فأصبحت في هذا الجزء، هي أضعف حلقات المسلسل، ولم يشفع لتلك الحلقات سوى بعض الثنائيات الحوارية الجيدة وكاريزما الحضور بين جوناثان برايز «مؤدي دور الأمير فيليب» ودومينيك ديست «مؤدي دور الأمير تشارلز»، ورسم لبعض المشاهد الثنائية الجيدة بين الملكة والأمير تشارلز، الذي ظهر في هذا الجزء بشكل أكثر احترافية في رسم شخصيته وأكثر تركيبية وعمقًا، مع براعة في التجسيد من الممثل البريطاني دومينيك ديست.
انتهى مسلسل The Crown، بكل ما فيه، وبكل ما حمله من إبداعٍ، وبكل ما أثير حوله من ضجّة وغضب، بدءًا من العائلة المالكة، مرورًا بالسياسيين، وانتهاءً ببعض فئات الشعب الغاضبة. وإن كنا نتمنى أن يختم ختامًا لائقًا بواحدٍ من أعظم المسلسلات التاريخية.