“آل شنب” محاولة لإحياء الكوميديا العائلية على طريقة أم العروسة
نجلاء محمد
هناك أماكن شائكة في السينما قد تخيف كل من يقترب منها رغم بساطتها التي تخدع، والأفلام العائلية الكوميدية قد تكون أكثر هذه المناطق خطرًا.
فهناك أعمال أيقونية تربى عليها أجيال مختلفة وتحتفظ بجماهيرية خالدة وعريضة مثل: أم العروسة، والحفيد، وعائلة زيزي، التي جمعت كبار النجوم بصورة بسيطة وكوميدية وتفاصيل عميقة وحقيقية تمس جميع أسر الوطن العربي بشكل أو بآخر.
وحاول فيلم “آل شنب” أن يقترب من تلك المنطقة في وقت يهرب فيه الجميع لمناطق أكثر أمنًا مثل الأكشن والكوميدي والتشويق. ونجح الفيلم في أكثر من تحدٍ، منها جمع عدد كبير من نجمات السينما المخضرمات مثل: ليلى علوي ولبلبة وسوسن بدر، مع مجموعة من النجوم الشباب بعضهم قد يكون أول ظهور له، ليخرج فيلم كوميدي عائلي اجتماعي قد يكون بداية لإعادة إحياء هذه المنطقة من الأفلام.
نيللي وندى ونبيلة ثلاث شقيقات لديهن أخ واحد هو حسين أبو شنب لا يعيش معهن، ولكنه يقطن بمنزل العائلة بالإسكندرية، ومع ذلك هو شريك أساسي في كل ما يخص عائلات شقيقاته وأبنائهن بكل ما تحمل من تفاصيل الحب والإحباط والصراعات التي تمر بها العائلة يوميًا. يُتوفى حسين بشكل مفاجئ فتجتمع العائلة بالمنزل وتشهد الأحداث تطورات ومواجهات كثيرة تدفع الجميع أن يتغير للأفضل حفاظًا على العائلة، وبعد وجبة من الاستمتاع والضحك والمشاعر الإنسانية تصلك عدة رسائل أهمها أن العائلة شيء مقدس، أيًا كانت الظروف، وعليك أن تتغير، ولو هناك يوم واحد في رصيد حياتك، فالفرصة لم تفُتك.
لا نستطيع أن نصف الفيلم بأنه على قدم المنافسة مع أم العروسة أو الحفيد أو عائلة زيزي، حيث كانت كوميديا الموقف مع موهبة النجوم بمختلف الأجيال مأمنًا، مع حدوتة مترابطة تشبه حياة الجميع، فلا تشعر بالغرابة وتضحك وأنت تتذكر موقفًا مشابهًا مررت به مع أسرتك على نفس الطريقة.
لكن محاولات النجوم والممثلين الشباب في خلق حالة أسرية بالفيلم بأسلوب عصري يحاكي التطور وأدواته وأحلام الشباب الجديدة وصعوبات المجتمع المفروض رغم التقدم، هي مجهود يجب أن نرفع له القبعة لأنه يواجه تحديات كثيرة أهمها تهميش دور الأسرة والعلاقات بين أفرادها كلما مر الوقت، وكذلك سيطرة نوعيات أكثر سخونة وجاذبية على شاشة السينما بشكل يرضي طموح جمهور متابع للسينما الأجنبية بشغف كبير.
ولكن مازالت السينما العالمية أيضًا لا تمل من تقديم أفلام عائلية مفعمة بالمشاعر الأسرية وروابط الدم رغم سيطرة الطابع الذي يغازل الجانب التجاري على معظم أفلام شباك التذاكر مثل بعض أفلام النجم آدم ساندلر كفيلم “في أسبوع الزفاف” و”حكايات مارويويتز”، التي تثبت أن المشاعر الإنسانية، خاصة الأسرية، لغة عالمية وعملة رائجة مهما اختلف الوقت والأجيال.