آراء

المحافظون لا يشاهدون القمر حين يسطع على “أرض الأحلام”!

د. أشرف راجح

في مطلع التسعينيات، وقت واجهت السينما المصرية إحدى أزماتها التمويلية الكبرى في أعقاب حرب الخليج الثانية، تتوجه سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة لتقدم ثاني تعاون لها مع جيل الواقعية الجديدة في السينما بعد فيلمها «يوم مر ويوم حلو» عام 1988 مع المخرج الكبير خيري بشارة، فتقدم “أرض الأحلام” مع المخرج الكبير داود عبد السيد عام 1993، وهو الفيلم الذي يكتسب أهمية خاصة جدًا كونه آخر ظهور لهذه النجمة الأسطورية على الشاشة الكبيرة بعد مسيرة استمرت أكثر من خمسين عامًا من التألق والنجاح، منذ فيلمها الأول وهي طفلة “يوم سعيد” عام 1940. تصدى للعمل المنتج الفنان حسين القلا، وأسند داود للكاتب الكبير هاني فوزي التأليف في أول تجاربه، فقدم له موضوعًا حول شخصية «نرجس علي سليمان» التي تستعد للهجرة إلى أميركا لتلحق بابنها وتسهل هجرة أولادها الآخرين، لكنها تفقد جواز سفرها قبل السفر بساعات، ويصبح عليها أن تعثر عليه في الأماكن التي ذهبت إليها، أو لدى الأشخاص الذين قابلتهم. وأثناء ذلك تلتقي بساحر غريب الأطوار «رؤوف حبشي» يجوب ملاهي المدينة، وتتعرض لأحداث عديدة تغير من وجهة نظرها في السفر، فتقرر البقاء.

توجه فريق العمل باقتراح للنجمة بأن يشاركها البطولة الأسطورة عمر الشريف مما كان قد يتيح للعمل دويًا كبير ونجاحًا شبه مضمون، بالإضافة إلى أنه أكثر من مناسب لدور الساحر العالمي «رؤوف حبشي»، ولكن اقتراحهم للأسف قوبل بالرفض البات، فاستقر الترشيح على النجم الكبير يحيى الفخراني الذي تلبس الشخصية وأداها ببراعته المعتادة بنجاح كبير.

ومما يطلق على فن السيناريو السينمائي أنه «فن تقديم المعلومات»، وهو ما ينطبق بدقة على فيلمنا هذا. تميز فيلم «أرض الأحلام» ببناء درامي شديد الإحكام نستطيع أن نرصد من خلاله كيف تحولت شخصية تقليدية محافظة مثل «نرجس» إلى إنسان أكثر حياة تتملكه روح المغامرة، مع ملاحظة أن أحداث الفيلم كله تدور في يوم وليلة واحدة؛ وهو ما سنفصله في السطور القادمة. خلفية القصة تشرح لنا أن «نرجس علي ريحان» «فاتن حمامة» قد هاجر ابنها لأميركا، وأرسل لها دعوة للهجرة معه، وشجعها باقي أبنائها وهما طبيب ناجح ومذيعة مرموقة حتى يتسنى لها أن تدعوهما للهجرة أيضًا حسب قوانين الهجرة الأميركية، باعتبار أنه أسهل طريق للحصول على الإقامة هناك، ولكن نرجس من داخلها لا تريد أن تهاجر وتترك أحلامها المتواضعة وأمها وصديقاتها وبلدها، وقد تم عمل إجراءات الهجرة وتحديد ميعاد للسفر مرتين سابقًا، ولكنها كانت تتحجج بعدم السفر، وأصبحت الآن فرصتها الأخيرة، وتحدد ميعاد سفرها صباح اليوم التالي لليلة رأس السنة.

ومن مشاهد ما قبل عناوين المقدمة يقدم لنا الفيلم الشخصيات الرئيسية والمعلومات الهامة. «نرجس» الأم قليلة الحيلة التي لا تجيد قيادة السيارة، بتصرفاتها المرتبكة، ولزماتها الكلامية «اللدغة في حرف الراء»، وتفضيلاتها غير المواكبة للعصر في الزي، ويظهر ذلك في حديثها مع ابنتها عن الباروكة التي ترتديها. شخصية ابنها الطبيب الناجح وابنتها المذيعة المعروفة وابنها الأكبر المهاجر في أميركا، ورغبة أبنائها في اللحاق بأخيهم في المهجر. وفي أثناء الانتظار بالسفارة نتعرف أكثر في نفس المشهد على أنواع المهاجرين من خلال الحوار الذي يدور في المكان ودوافع البعض للهجرة، مثل الشابة التي تختار الزوج على أساس البلد الذي سينقلها إليه، وكأنها تختار المهجر وليس الإنسان. ومن طريقة نرجس في تسويف أمر السفر نعلم أنها غير مفضلة أساسًا لفكرة السفر، وهو ما تصرح به لابنتها قولاً واحدًا في نهاية المشهد.

وفي المشاهد الأولى تظهر حالة التوتر لدى نرجس وقد أزعجها ما ترتب على سفرها من إيداع أمها المسنة «عفيفة» هانم «أمينة رزق» دار المسنين وهي مريضة سكر مشاغبة متمردة غير مبالية، ليأتي أول حدث محرك «وهو ليس نقطة الهجوم الأساسية للفيلم وإنما تمهيد لها» متمثلاً في مشهد الحادثة الأولى مع الساحر «رؤوف حبشي» «يحيى الفخراني». تقود نرجس سيارتها في حالة توتر مما يسفر عن أن تصدم رجلاً بالطريق، تصاب نرجس بإغماءة بسيطة فينقلها الرجل المصدوم إلى سيارته حتى تسترد وعيها، ويعطيها كارت باسمه لمساعدتها في أي وقت، وتعرف أنه ساحر يعمل بعدة فنادق وملاهٍ ليلية.

وينتقل الفيلم ليستكمل التمهيد بمشهد «متعدد المهام» في هذه المرحلة المبكرة قبل تفجر الصراع، وهو مشهد تجمع نرجس مع صديقاتها، حيث استخدم موقف تجمع الصديقات لأنه الوسيلة الأسهل للكشف عن الشخصية حين تكون على سجيتها، وكذلك استخدم الموسيقى والأغاني والرقص كأداة لخلق حالة حميمية من الحنين للماضي أو النوستالجيا في المشهد، كذلك قام بزرع مبكر للنبوءة في قراءة الفنجان تلك التي سيتبناها فيما بعد في مرحلة متقدمة من الفيلم. لكنه استغله أيضًا ليشير إلى ملمح هام في شخصية نرجس، وهو الجزء المرتبط بدراما الفيلم؛ فهي لم تحلم قط بأي شيء، ولا تبنت أي طموح خلال حياتها، هي إنسانة بسيطة للغاية، لا تريد أي شيء في الحياة لنفسها، بل لإرضاء المحيطين. ومن اللمسات التي ميزت المشهد جملة موسيقى الساكسوفون المرتبطة بحالة السهر كموسيقى الحانات الليلية التي اختتم بها المشهد وهي تقول لصديقاتها «ياما كان نفسي أسهر مرة للصبح زيكم لكن الوقت عدى»، وهنا تظهر المفارقة بين كلام نرجس البسيط غير الطامح على الإطلاق، وموسيقى الساكسوفون المرتبطة بالسهر والارتجال والتحرر من القيود والالتزامات، وكأنها تمهيد أيضًا لما ستلاقيه في ليلتها. حيث يعد هذا المشهد واحدًا من المشاهد الرئيسية بالرغم من وقوعه في مرحلة مبكرة من الفيلم، وذلك لتعدد مهامه وأهمية النقاط التي زرع لها في الدراما وفي الشخصية. ويليه في الأهمية في تلك المرحلة مشهد نرجس مع أمها عفيفة هانم «أمينة رزق»، ويتضمن هذا المشهد مفارقة واضحة متمثلة في تناقض شخصية نرجس المنطوية مع شخصية أمها المنطلقة. لنرى الرابط بين مشهد أم نرجس مع صديقها شفيق بك «محمد توفيق» في الدار وبين لقطة نرجس وهي تعاني أثناء ركن السيارة وأم نرجس تسأله: تفتكر نرجس سعيدة؟ مع لقطات الصدمات التي تصيب نرجس أثناء ركن السيارة وكأن اللقطات الأولى من المشهد الجديد ترد على آخر سؤال في المشهد السابق له. فنرجس في الحقيقة تخشى كل شيء حرفيًا، وتقدم للآخرين كل مجهوداتها وأملاكها عن خوف زاهد، بينما تستمتع أمها بالأيام من أجل نفسها وتسعى لتجربة كل ما هو جديد وممتع في حالة من الاستقلالية الشديدة التي تفتقدها شخصية نرجس. وهو ما نرصده في مشهد لاحق وذهابها لأمها التي تشاهد فيلمًا في السينما مع صديقها، فكان اختيار مشاهد الشيخ حسني من فيلم «الكيت كات» «لداود عبد السيد أيضًا» اختيارًا فنيًا بامتياز يعكس الانطلاق والحرية التي ينعم بها الشيخ حسني الكفيف نفسه «وكذلك الأم عفيفة» في مفارقة واضحة مع الانغلاق والتبعية التي تفرضها نرجس على نفسها دائمًا. ينتهي التمهيد بمشهد هام لنرجس في المنزل مع أبنائها وزوجة ابنها يتحدثون معها عن تفاصيل سفر الغد، وكذلك عن أحلامهم المادية في المهجر، ولكن في الثلث الأخير من المشهد ينخفض صوت الحوار لصالح الموسيقى ومونولوج البطلة الداخلي وهي تودع ذكرياتها الروحية في حي مصر الجديدة.

وتأتي نقطة الهجوم عندما وصلت نرجس للمنزل واكتشفت اختفاء جواز السفر وتذكرة الطائرة، وكعادتها في الارتباك نسيت أين فقدتها، هل في دار المسنين، أم بمنزل ابنها الدكتور مجدي «هشام سليم»، أم لدى ابنتها مذيعة التليفزيون آمال «علا رامي»، ولكنها رجحت أنها فقدتها في سيارة الساحر رؤوف، فبحثت عنه حتى وجدته في بار الفندق يشرب وحيدًا احتفالاً برأس السنة، وفي محاولة منه وهو سكران لإبقائها معه في تلك الليلة، أخبرها أن الجواز لديه بسيارته، فانتزعت من أمامه المفاتيح وبحثت عن السيارة بالخارج ولكنها حاولت فتح سيارة أخرى وانطلق صفير الإنذار، وتم القبض عليها بتهمة سرقة السيارات وأنقذها الساحر، وبحثت بسيارته فلم تجد الجواز، ثم تابعت مرافقته حتى منزله للتفتيش عن الجواز، وسببت له العديد من المتاعب، ولاحقته في مكان عمله، ودخلت حجرته وعبثت بأدوات عمله وأفسدتها، مما أدى إلى فشل نمرته وفضيحته أمام الجمهور. ويمثل مشهد فشل ألعاب السحر التي يقدمها رؤوف في الحفلة بسبب عبث نرجس في أدواته، نوعًا من «المفارقة الدرامية»، حيث إن الشخصية «رؤوف» لا يعلم سبب فشل ألعابه، بينما نحن كجمهور نعلم لأننا رأينا نرجس وهي تفتش في هذه الأدوات بعبثية. يستدعى رؤوف الشرطة لها، وينقذها ابنها مجدي، ويأتي مشهد عودتها مع ابنها من القسم للمنزل حاسمًا حيث تم وضعه لأداء مهمة معينة وهي الدفع بنرجس نحو الفعل الذي سيفجر الانقلاب الدرامي، والتحول من التعارض إلى التحالف. ففي هذا المشهد تمت إهانة نرجس كأم أمام ابنها حتى إنه سألها باستنكار وشك عن علاقتها برؤوف مما ممثل ضغطًا نفسيًا هائلاً على نرجس، ولأن ضياع فرصة السفر سيقضي على مستقبل أبنائها، صممت على الانتقام من رؤوف بقتله، ووضعت السكين على رقبته، ودفع تهديد رؤوف بالسلاح إلى أن يصارحها فيه مصارحة نهائية بعد مراوغات سابقة بأنه لا يملك جواز السفر، واعترف لها بأنه كذب عليها بشأن الجواز لأنه أراد لها أن ترافقه ليلة رأس السنة، ووعدها بمساعدتها في البحث عنه وذلك أدى إلى تعاون الشخصيتين من أجل إيجاد جواز السفر الضائع. وقد مثل هذا التعاون نقطة الانقلاب الدرامي، وقد وقعت هذه النقطة في ثلثي الفيلم تقريبًا. وبعد تحالفهما يبدأ رؤوف في سرد قصة حياته من خلال مونولوج يظهر هو فيه مشاعره الداخلية العارية، بينما تظهر نرجس فيه القلق والخوف والاضطراب كعادتها لأنها تخشى أن تحدث لهم حادثة طريق بسبب قيادة رؤوف السكران. ولكن تدريجيًا تبدأ نرجس في الابتسام والاندماج مع ما يحكيه رؤوف، ومن هذه اللحظة ندرك أنهما قد أصبحا حلفاء. وفى نفس المشهد يظهر القمر منذرًا ببقية الأحداث الغرائبية التي على وشك أن تحدث لهما حتى وإن تحالفا، كذلك أخذت الإضاءة لمدير التصوير الفنان سمير بهزان رسمًا جماليًا بديعًا أوحى بدخولهما في مغامرة جديدة سويًا مع دخول السيارة في منطقة الضوء الأزرق في عمق المجال، ترافقها نغمات المبدع راجح داود.
لننطلق إلى التصاعد الذي يقود إلى الذروة. حيث رؤوف يعرفها بمجموعة من المنجمين عن طريق زميله المنجم السنوسي «لطفي لبيب»، ولكنها لم تصل إلى نتيجة إيجابية، وفجأة يسقط رؤوف مصابًا بتوقف القلب، فتنقله للمستشفى وتتم معالجته بالتدليك والصدمات الكهربائية، ويطلبون منها ألف جنيه فتغادر لإحضارها من المنزل، وفي مشهد رحلتها من المستشفى بعد حجز رؤوف بها حتى منزلها وهي تعرج على حذائها فاقد الكعب دلالة واضحة على اهتزاز قناعاتها، الذي تأكد في النهاية عندما سمعت بالصدفة حوار ابنها مع زوجته الذي كشف أن الهجرة لم تكن رغبته بشكل أساسي، وإنما هو مرغم على الهجرة مثل أمه لإرضاء زوجته، ومشهد سماعها لحديث ابنها وزوجته ممهد للذروة فعادت لمنزلها وأحضرت النقود ووجدت الجواز والتذكرة في أسفل إحدى حقائب الأحذية؛ إنه مشهد الذروة: وهو مشهد اكتشافها وجود جواز السفر في المنزل بعد رحلة العذاب الطويلة في ليلة ترفض أن تنتهي.

وفي هذا المشهد يحقق أداء فاتن حمامة المذهل لحظة التنوير التي تكتشف بها خوفها الداخلي المحرك، وتتضمن المفارقة في تناقض مشاعرها الكثيرة المتضاربة بين الفرح والدهشة والحزن والراحة والإجهاد في لحظة واحدة بصريًا من خلال لقطة مقربة لتعبيرات وجه سيدة الشاشة العربية العظيمة فاتن حمامة. وفي ميعاد السفر عرجت على المستشفى لتكتشف هروب رؤوف وجلوسه على الرصيف يحتسي الخمر، فجلست بجواره يضحكان بعد أن قررت عدم السفر إلى “أرض الأحلام”.

دور القمر في الفيلم:

Lunatic تعني مجنون في اللغة الإنجليزية. وعادة ما يرتبط في قصص التراث بليلة القمر المكتمل التي يمكن أن يجن الإنسان فيها أو يتحول إلى مسخ أو يحدث فيها أي شيء خارق للطبيعة. للقمر دور كبير في الفيلم، فقد ظهر القمر في عدة لقطات للإشارة إلى أن شيئًا غريبًا آخر على وشك الحدوث في هذه الليلة الغريبة أو الجنونية. فعلى سبيل المثال، يظهر القمر في لقطة لرؤوف من زاوية منخفضة، ثم يظهر مرة أخرى عندما تحالفت نرجس معه في لقطة واسعة للشارع والسيارة تسير بهما. كما يظهر في أول لقطة لمشهد حفلة السحرة والدجالين كعلامة على غرابة ما سيحدث في تلك الحفلة، ويظهر أيضًا انعكاس القمر على الماء في أرضية الشارع عندما يسقط رؤوف مغشيًا عليه. ومن اللقطات التي حدث فيها اتصال بصري مباشر بين الشخصيات والعلامة الرمزية «القمر» عندما كانت نرجس صاعدة على سلم لمترو فنظرت إلى القمر، وعندما غادر رؤوف المنزل فنظر إلى القمر. فقد كان القمر رمزًا بصريًا خلق به الفيلم علاقة بين الفيلم والمشاهد لتنذره بقدوم حدث آخر غريب، وفي ذات الوقت صار شاهدًا حنونًا يحتضن مغامرات الشخصيتين، وجنونهما.

ورغم تكامل الفيلم بنائيًا كما أسلفنا، لم ينجح الفيلم تجاريًا، النجاح الذي اعتادته النجمة الأولى في تاريخ السينما المصرية فاتن حمامة، ربما لأن المزاج العام للجمهور – آنذاك – كان قد صار أكثر تحفظًا و”محافظة”. وفكرة أن أرملة تبدأ حياتها كما تبتغي، أو لا تضحي حتى النهاية بسعادتها في سبيل “رفاهية” أبنائها، تبدو مزعجة للكثيرين. ولكن بقي الفيلم صادقًا بطرحه الدرامي الذي يكسبه قيمة عابرة للأجيال. كما بقي من أهم جمل الفيلم حين يخبر أحد المتنبئين نرجس: “انت بتدوري على حاجة ضايعة منك ومابتدوريش على الحاجة الأهم اللي ضايعة”. إن جواز السفر المفقود هذا له بعدان: ظاهر كونه وسيلتها للهجرة، وتحقيق رغبة أولادها، وباطن يتمثل في رمزيته لهويتها الضائعة تلك. فندرك حقيقة أن نرجس تبحث عن جواز السفر(الهوية)، ولكنها لا تدرك أن “هويتها” هي ذاتها ضائعة منها أو ممسوخة منذ سنوات؛ فالخوف هو المحرك الدائم لشخصية نرجس وهي تخشى كل شيء حرفيًا، بل وتخشى الحياة نفسها. هذه الحقيقة التي اكتشفتها في نفسها في ذروة الأحداث، فكانت فعليًا لحظة التنوير التي جعلتها ترى ما بداخلها وتواجهه، ولو متأخرًا، لتخرج إلى “أرض الأحلام” المتسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى