آراء

الريئكشنات بين انتهاك الخصوصية وتصدير التفاهة

هلا خباز

بعد حفلة ممتعة لفنانك المفضل، وبعد نشوة الطرب إلي نمت فيها تصحى على اتصالات ومسجات ومنشنات من القريب والبعيد.. أنت ايش مهبب!!

بات ملفتًا في الأونة الأخيرة تصدر وانتشار بعض المقاطع الملتقطة خلسة من الحفلات الموسيقية، المباريات، تجمعات وجلسات الأصدقاء.

تصحو لتجد نفسك ترند على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أحسن أحوالك ريئكشنات تتداول على نطاق واسع للتندر أو للتحسر!

وفي كل مرة يخرج صاحب المقطع ليبرر (أختي، زوجتي، خطيبتي) والأهم أن سوء استخدام التقنية اخترق مساحته وانتهك خصوصيته وحرمة حياته ليخرج لنا بكذبات بيضاء تقيه حرج المجتمع والمتطفلين.

وما لفت نظري مؤخرًا هو استغلال الكثير ممن ظهروا في تلك المقاطع من الانتشار لفتح البثوث الخاصة الفارغة من المحتوى… مقطع واحد كفيل بأن يجعلك من المؤثرين بلا تأثير.. بقصد أو بلا قصد تداولنا للمقاطع يساهم في تصدير التفاهة، وتدخلنا في حياة الآخرين الشخصية “الشخصية جدًا” يساهم في خلق مشاحنات ومشكلات عائلية ما كانت لتحدث لولا تلك الأيقونات التي نضغط عليها للتسلية.

والأغرب والأمر هو تهافت الوسائل الإعلامية ومنابرها لاستضافة صاحب المقطع كسبق إعلامي.. أي إنجاز قدم؟ وأي محاور سيتم تناولها معه؟

يا عزيزي
حملك للكاميرا لا يعني أنك تملك حق تصوير خلق الله
امتلاكك لحسابات تواصل اجتماعي لا يعني حقك في نشر أي محتوى
امتلاك لمنصات إعلامية لا يعني أن كل حدث يجب أن يسلط عليه الضوء
حريتك تنتهي عند حدود الآخرين
حريتك تنتهي حينما تبدأ بالعبث بذائقة المتلقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى