لماذا أكتب؟
عمر غازي
تتجلى الكتابة كشغف خالص، يعانق الروح والفكر، ويتجسد في الأحرف والكلمات، ليست الكتابة مجرد أداة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، بل هي أيضًا طريقة للتفكير والتأمل في الحياة.. ومع ذلك ليست دائما الكتابة سهلة.. ففي بعض الأحيان، يمكن أن تكون محبطة، وصعبة.. لكن الشغف هو الذي يجعلنا نستمر، رغم المصاعب.
من الممكن أن يكون تفاعل القراء مصدر إلهام ودافع للكتاب، ولكن هذا ليس كل شيء.. رأيت العديد من الكتاب يكتبون بلا توقف، حتى عندما لا يجدون تفاعلَا من القراء.. يكتبون لأنهم يحتاجون إلى الكتابة أكثر من حاجتهم إلى الكتابة للآخرين.
تمثل الكتابة كذلك علاجًا لأصحابها.. وهذه حقيقة وليس على سبيل المجاز، ويُعرف هذا النوع في الطب النفسي السلوكي باسم “علاج الكتابة” أو “Riting Therapy”، حيث تمنح الكتابة اصحابها الفرصة للتخلص من الطاقة السلبية، وتفريغ الذهن من القلق والتوتر.
قبل 3 سنوات، فقدت والدي الحبيب طيب الله ثراه، وكانت تجربة نفسية صعبة بالنسبة لي، استدعت مني اللجوء إلى الأطباء دون جدوى، ثم جاءت النصيحة الذهبية من صديقين، على نحو منفرد: “اكتب.. واجه خوفك، ألمك، حزنك واكتئابك بواسطة قلمك”. وهكذا فعلت.. تغلبت على الكثير من مخاوفي من الموت، الفراق، الرحيل بسلاح القلم.
وأخيرًا، سأظل أكتب لربما تحمل الأوراق عني بعضًا من العبء الذي يضيق به صدري، ولا ينطلق به لساني❗
تعليق واحد