رضوى وياسمين
عمر غازي
الحقيقة لا تعرف الحزبية، والفكر لا يقبل الذل، ولكن يبدو أن هذه المقولات، لم تعد تحظى بالقبول في عالم الإعلام اليوم. فمنذ فترة، تطالعنا رغمًا عنا عنتريات رضوى الشربيني، وياسمين عز، اللتين يراهما المتابعون طرفي نقيض، وأراهما وجهين لعملة واحدة تتقلب بين الانحياز التأكيدي، و”هوى النفس”، واستخفاف المتابعين، وبينهما أمور أخرى كهوس الترند، والجهل، والسطحية، وتفاهة المسؤولين عن الشاشة.
لنقف قليلاً عند رضوى الشربيني، التي أصبحت رمزًا للجدل النسوي في العالم العربي. ما بين “راجل” و”مش راجل” وبين الحكم على الرجال من معاييرها المتحاملة، أصبحت الشربيني تحتل الواجهة! ولكن، هل هذه هي الأدوار التي يجب أن تلعبها إنسانة توصف بالإعلامية؟
وفي المقابل يأتي دور ياسمين عز، مع تعليقاتها النارية المستفزة للمعسكر الأول. ولكن، هل هي في الواقع تعبر عن رأيها الخاص، أم أنها تلعب دورًا جربته ونجح؟ وكما يقال في المثل العامي: اللي تكسب به ألعب به.
ومع هذا كله، أجد نفسي أحيانًا مع ياسمين حتى الثمالة، ليس لأنني أؤيد كل ما تقوله، ولكن لأنني أرى فيها الفرامل التي تكبح جماح رضوى وأخواتها، ولا يقدر على المرأة وهرموناتها سوى امرأة أخرى.
في النهاية، يبقى الإعلام مرآة للمجتمع، ومرآتنا اليوم تقول أننا في حالة تشوه مستعصية، وما رضوى وياسمين إلا إفرازات لهذا التشوه.