التطور غير الأخلاقى لـ”فيس بوك”
عبده زكي
انطلق فيس بوك، فى 4 يناير 2004، حيث أسسه مارك زوكربيرج وزميله في جامعة هارفارد إدواردو سافيرين وضم في البداية طلاب جامعة هارفارد، ثم طلاب كليات بوسطن وجامعة إيفي ليج، ومعظم طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
استمر التوسع فى الانضمام لـ”فيس بوك” حتى سبتمبر 2006، حيث أصبح بإمكان كل من يمتلك عنوان بريد إلكتروني وعمره 13 سنة أو يزيد الانضمام للموقع الاجتماعى الذى بلغ عدد المستخدمين في 2019 نحو 2.2 مليار إنسان حول العالم.
وكان “فيس بوك” في بداياته وسيلة للإمتاع والتواصل والتعارف لكنه في الآونة الأخيرة وتحديدًا في أواخر 2010 أخذ منحى أخر في معظمه سلبى وربما خطير.
والمتأمل قليلًا، يجد الموقع الاجتماعى الأشهر، تحول إلى وسيلة للردح وإعلان الخصومات والنفاق وإدعاء الفضيلة حتى أنك تشعر بأن الجميع يلوم الجميع ويبدو فى صورة ملائكية.
وأثر فيس بوك على الاستقرار الأسرى فتحول إلى ساحة سهلة لخيانة شريك الحياة نظرًا لسهولة التواصل من خلفه حيث لا يكلفك الأمر سوى الكتابة عبر الكيبورد.
وتفاقم الخطر حين استخدمه الإرهابيون في التحريض ضد الدول المستقرة كما حدث في مصر من جماعات الضلال وأنصارهم وحتى فترة قصيرة مضت كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمه في بث معلومات عن القنص والتدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات بل والتواصل بين إرهابيو الخارج والداخل إلا إن يقظة الأجهزة الأمنية والمعلوماتية قلصت نشاط هؤلاء الإجرامى والإرهابى في الآونة الأخيرة.
ويبدو الأمر خطيرًا حين يتعلق الأمر بالأطفال والمراهقين ففى ظل انشغال رب الأسرة في العمل وقع معظم الأطفال فريسة لهذا الموقع الاجتماعى الشهير وتحولوا إلى صيد سهل لمروجى القيم الهدامة وغير الأخلاقية مثل استسهال السخرية والاستهزاء من الآخرين وكراهية الآخر المختلف معه في الرأى والدين والاعتقاد فضلا عن إصابتهم بالضعف الجسدى والذهنى نتيجة الإفراط في استخدام فيس بوك وكذلك ضياع وقتهم في غير ذو جدوى.
واستخدم الشباب وكبار السن “فيس بوك” في تشويه الآخرين والصراع الأيديولوجى والفضائح العائلية وتشويه السمعة والتحريض ضد الآخر سواء كان فرد أو كيان ونشر الشائعات الضارة التى تخلق جو عام من الإحباط واليأس.
ويبقى فرضًا على المؤسسات التوعوية والثقافية نشر مواد تحذيرية من التعامل غير المسئول مع “فيس بوك”والتأكيد على أنه يجب أن يستمر لما خلق له وهو التعارف والتسلية والتصدى بكافة السبل للتطور التطور غير الأخلاقى للموقع الاجتماعى الأشهر عالميًا.