رؤية السعودية 2030.. انتصف طريق الإنجاز لنحقق الإعجاز
م. أحمد غازي درويش
سبع سنوات مرَّت على إطلاق رؤية السعودية 2030، إذ تقدَّم القائد الملهم، سمو سيّدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، بإقدامٍ مُلفِت، ليُفصِح للعالم عن مشروع السعودية الكبير والطَّموح، إنه شغف التحوُّل إلى دولة عظيمة بقيادتها وشعبها.
التفاؤل والحماس، قد يكونان أفضل ما يصِف المرحلة التي نتخطَّاها واثقين إلى المستقبل؛ متفائلون بما تحقق، ومتحمِّسون جدًا لما سوف يتحقق، عبر رؤية قائمة على تمكين شباب الوطن من الجنسين في كافة القطاعات للعبور بالمملكة نحو غدٍ أكثر إنتاجية وقوة، وجمالًا ورِفعة، بهِمَّة الأجيال المتعاقبة.
وإن أردت الحديث عن القطاع السياحي الواعد في السعودية، فالعامل المشترك الحالي هو أن المشاريع لا تتوقف عن البناء في كل مكان، وبالتوازي نجدُ أن تطويرها مستمر؛ أمَّا في “البحر الأحمر الدولية” فنحنُ نمضي دون هوادة في الالتزام بوعودنا، بالإضافة إلى حفاظنا على معاييرنا الخاصة، لنحمي البيئة، باستثمارنا في الإنسان والطبيعة.
فـ “البحر الأحمر الدولية” ومنذ التخطيط لها أخذت على عاتقها مستهدفات الرؤية الطموحة، بدءاً من معايير البناء والتطوير التي ترتكز على الاستدامة، وصولًا إلى تأهيل وتوظيف كوادرنا الوطنية الشابة؛ لأن الأثر المجتمعي أمر مهم لا يمكن إغفاله، لنصل في النهاية إلى تحقيق الإنجاز بأيادٍ سعودية لا تعرف المستحيل.
مسؤولية كبير الإداريين بـ “البحر الأحمر الدولية”، التي حظيتُ بنَيْلِها، هي بقدر ما شرَّفتني، بقدر ما جعلتني أستشعر مسؤولية الالتزام بمستهدفات الرؤية، ما وضعنا أمام تحديات كبيرة، نستطيع اليوم أن نقول إننا نتخطاها كأسرة وفريق عمل شغوف، تكوَّن على مدار سنوات قليلة بخبرات وبرامجَ تدريبية وتقنيات وابتكارات، جعلت شباب الوطن يقود التطوير في القطاع السياحي بكل قوة وهمَّة، وبدأنا نلمس ثماره من الآن.
إن تحوُّلنا في “البحر الأحمر الدولية” من شركة تطوير محلية، إلى مطورٍ عالمي، كان حدثًا عظيمًا على خطى رؤيتنا، ما جعلنا نُركِّز أكثر على تحقيق هذا الطُّموح، بأن نكون المبتكرين والسَّبَّاقين عالميًا إلى تطوير وجهات سياحية مستدامة، تُراعي الطبيعة كما الإنسان.
ومع اقترابنا من افتتاح المرحلة الأولى من “وجهة البحر الأحمر” بمنتجعاتها الأشبه بالخيال، والتي تتنوَّع ما بين الساحلية والجبلية والصحراوية؛ يُبدع شبابنا في الشركة بحماسٍ وشغف، في وضع اللمسات الأخيرة ترقبًا لهذا التاريخ المهم؛ فهم يعملون دون كلل في مواقع وجهاتنا ومشاريعنا، وطلابنا يتابعون باهتمام برامجهم التدريبية المتنوعة ليلحقوا بركب التطور، وينضموا إلى المبدعين من زملائهم في العمل، ليساهم كل منهم من موقعه في تحقيق طموح الوطن برؤيته المشرقة. إننا كل يومٍ نقف على إنجاز جديد كان في البداية حلمًا مليئًا بالتحديات وأشباه المستحيلات، التي تخطيناها بقوة وعزيمة شبابنا، فهذا الجيل بعلمه وعمله، يشارك بتفانٍ منقطع النظير في خدمة هذا الوطن الذي يحبه ويفخر به.
كُلّي اعتزاز وسعادة بالتحوُّل الذي يصنع لوطننا إنجازات تتوالى يومًا بعد الآخر؛ فقائدنا الفذّ أعطى لوطننا ولشعبه أملًا جديدًا في التطوُّر، وحماسًا كبيرًا لدى الجميع ليشاركوا في كتابة التاريخ؛ فالسعودية اليوم أصبحت تسابق الزمن وتسير في طريقها نحو 2030 متخطية عقبات أرَّقت دولًا كثيرة، ولكننا آمنّا بقائدنا وبرؤيته وطموحه، فكان هذا الإنجاز.
لا أخفي عليكم أن وجهة “البحر الأحمر” التي ستستقبل طلائع زوُّارها قريبًا، تستعد بكل حماس لتُظهِر جَمَالَها أمام العالم، وسنكشف من خلالها عن كيفية جمْعنا المُبتكر بين التطوير الإبداعي للوجهات السياحية، والاستفادة من ثرواتنا الطبيعية مع مراعاة الاستدامة، ليستمتع الزائر ببيئة متنوعة كلُّ عملٍ فيها مدروس. أما وجهة “أمالا” التي نطوِّرها لتكون فائقة الفخامة، تُعَد تحديًا كبيرًا سنتجاوزه بهمِّة واقتدار، لتكون وجهة بمعايير مختلفة، وتأخذنا إلى الصدارة في المنافسة والتطوير والتفرُّد بوجهاتنا المستدامة؛ ففي “البحر الأحمر الدولية” لا تنتهي الدراسات والأبحاث والابتكارات والعمل المتواصل، للإنسان والطبيعة.
رسالتي إلى شبابنا من الجنسين، هذا الوطن ينهض بكم ولكم، ونحن نمهد الطريق أمامكم، فما عليكم سوى احتضان الفرص الواعدة بشغف، لتقفوا يومًا ما أمام العالم أجمع، وتفخروا بمساهمتكم في تطوير وطنٍ مكانه القمة في كافة المجالات، فنحن على طريق رؤية السعودية 2030 لن نتوقف حتى نصل لأهدافنا، بدعم قيادتنا وعزم شعبنا. أدعوكم للانضمام إلينا في هذه الرحلة، لتكونوا جزءًا من هذا التحوُّل الذي يُشكّل مستقبل السعودية، فعِماد مشاريعنا والمحرِّك الأساسي لكل إنجازاتنا المستدامة هو الإنسان، لأنه محور رؤية السعودية 2030.