المسابقات و«جوجل»!
أحمد الحامد
طوال الأيام الماضية وأنا أقرأ من أجل إعداد أسئلة لمسابقة إذاعية، وإعداد الأسئلة اليوم للبرامج المباشرة، أصبح من المهمات الصعبة على المُعد، لأن كل المشتركين، يستطيعون معرفة الأجوبة بالعودة إلى “جوجل”!
الصعب في المهمة: كيف تقدم برنامجًا، مدته ساعةٌ طالما أن الأسئلة، يجيب عنها أول متصل؟ أي أن الجميع أصبحوا متساوين في المعلومات، وهذا غير واقعي في الحياة، لكنه واقعي في المسابقات. كان الحلُّ المتاح في القراءة العميقة، واستخراج الأسئلة منها. خلال القراءة، مررت بعديد من المعلومات، ربما لا يصلح بعضها لأن يكون أسئلةً لمسابقة، لكنها كشفت لي عن غرائب وعجائب من العالم، لم أكن أعرفها سابقًا، وتوصَّلت إلى نتيجة مفادها بأن زماننا الذي نعيشه اليوم بكل تطوره، ليس إلا رأس الجليد الذي تأسَّس على جبل، صنعه السابقون! مثلًا السلم الكهربائي، استُخدم للمرة الأولى قبل 125 عامًا، وتحديدًا في 1898 في محلات هارودز الشهيرة، أما لعبة التنس الأرضي، فابتكرها الرهبان في فرنسا قبل نحو 1000 عام.
على جوانب مختلفة هناك ما هو طريفٌ وما هو عجيب، فأطول خطاب ألقاهُ جيليس برانديث عام 1972، واستمر 12:5 ساعة! لا يمكن أن يكون إلا خطابًا مملًا، ولو قال لي أحدهم إنه سيلقي عليَّ خطابًا مدته 12 ساعة، وسيعطيني مالًا مقابل كل دقيقة استماع، لما وافقت، لأنني سأنفق المال على علاج حالتي النفسية! في حين حصل معلّق رياضة التزلج جيري ديلموت على لقب أسرع معلّق رياضي عندما نطق 176 كلمة في 30 ثانية! لا أظن أحدًا فهم شيئًا مما قاله! بينما كانت أطول مباراة شطرنج بين الدكتور مونرو ماك في أستراليا ولورنس جرانت في إسكتلندا، حيث كانا يقومان بحركة واحدة كل سنة من خلال إرسال بطاقة معايدة لكل سنة! أما أكبر عروسين في السن، فكانا من يوغسلافيا، الزوج عمره 111 عامًا، والزوجة 95 عامًا، وسمعت أن الزواج تأخر قليلًا بسبب طلبات الزوجة الصعبة، وعلَّلت ذلك بأنها تريد تأمين مستقبلها! وفي لندن أرسل رجل لنفسه أكثر من 50 رسالةً، وضعها في صناديق بريد مختلفة، وصل منها 44 رسالةً في يومين، والسؤال: ما الذي كتبه لنفسه؟ هل أراد أن يخاطبها بكل صراحة وتجرد؟ ربما أحتاج إلى أن أبعث لنفسي رسالة! فيما استمرَّت أطول مباراة ملاكمة 111 جولة، واستغرقت سبع ساعات و19 دقيقة، ولم يتمكَّن الملاكمان من المتابعة، ولم يفز أي منهما! كان من الواجب تسليمهما جائزة التحمُّل والعناد.
غرائب العالم المسالم لا تنتهي، وهي ممتعة ومفيدة لما فيها من معلومات، عكس غرائب الحروب والمجاعات، فهي تبعث على الحزن، عندما يموت بعض سكان العالم بسبب الجوع، وفي الوقت نفسه، يُرمى ثلث الطعام الفائض، وعندما يحتل بلد دولةً بعيدةً تحت مسمَّى نصرة الحرية!