فاطمة العدلاني
هذا ما يعتقده ويؤمن به الشخص المثالي Perfectionist وهو ما يدفعه لنقد ما يراه الأشخاص الطبيعيين إنجازًا وللأسف النقد الزائد لا يتوقف على الغير حتى أن الشخص المثالي في حالة دائمًا من النقد الذاتي لمجرد عدم الوصول لنتائج عظيمة مبهره “من المستحيل تنفيذها” وهو ما يسعى له دائمًا حسب مبدأ الكمالية perfectionism أو السعي لأسلوب all or nothing فيرى الشخص المثالي كل ما هو ممتاز “دون المستوى المطلوب” ويسعي جاهدًا للحصول على نتائج مثالية في أوقات مثالية لقناعته بالكل أو لا شيء.
الشخص المثالي ناقد لاذع ووحيد لعدم تقبل الغير نقد ما هو ممتاز بالفعل، الشخص المثالي دائمًا وأبدًا لا يكفيه النتائج ولو كانت مُرضيه لأن عيناه تلتقط العيوب والنواقص حتى مجهوده الذاتي بشكل مستمر لا يكفيه فهو يتطلع للأفضل في كل لحظة وحتى عند كل إنجاز يستحق الاحتفال يحرم نفسه من التصفيق ظنًا واعتقادًا أنه كان هناك ما هو أفضل وإن لم يكن هناك ما هو أفضل فهناك ما كان يمكن أن يكون أسرع في عامل الوقت و…..إلخ
الشخص المثالي يريد كل شيء متقن الصنع وإلا فلا.. ولذلك هو ناقد قاسي لنفسه تحديدًا حتى أن تلك القسوة أحيانًا تعوق المركب أن تسير للأمام لأنها بالطبع تثبط عزيمته، فيظن أن مجهوده ليس كافيًا ونتائجه ليست كما ينبغي أن تكون فيكون هو من يحطم شغفه بنفسه في كل وقت وحين يتطلع للأفضل، كما يقولون “كل ما زاد عن الحد انقلب للضد”
الشخص المثالي يعوقه نقده اللاذع لنفسه عن مواكبة السير بصرف النظر إن كان ذلك النقد في غير محله أم لا وغالبًا ما تكون الأمور على ما يرام لكن لأن عيون الشخص المثالي لا تُبصر إلا العيوب فلا يستطيع أن يُقدر مجهوده حق التقدير ولا أن يرضي بالنتائج الجيدة بالفعل فتجده في نقد دائم “كان عليّ أن أفعل الأفضل” وبنفس الأسلوب المُتبع يقوم به مع الآخرين مما يؤدي كونه وحيدًا لأن الأشخاص الطبيعيين الذين لا يفكرون بنفس مبدأ الكمالية لا يواكبون تفكيره المثالي في كل نواحي الأمور ولا يطيقون نقده لما يرونه توافه الأمور من وجهة نظرهم.
الشخص المثالي يهتم بأدق التفاصيل حتي يصل بذاته الي طوق مربوط حول عنقه حين يصطدم بواقع أنه فريد وأن من النادر مصادفة شخص مثالي آخر وأن عليه محاولة استغناء نفسه عن كونه نفسه حتى يستطيع مواكبة الأمور في حين أنه كان يعتقد من منظوره أن هناك العديد يشبهه ونادرًا ما يكن العكس وليس العكس