أصل الحكاية السجائر والنساء!
فاطمة العدلاني
الحث على أي شيء في الوسط يحتاج إلى أمران لينجح أولًا: الوصول إلى الناس وانتشاره في الوسط بشكل إقناعي “هنا يصل إليك إبليس بكومة قش على أنها تراب ألماس”
بدأت قصة السجائر بإقناع الرجال على أنها رمز الوسامة والشهامة ومرتبطة ارتباطا وطيدًا بالقوة حتى صار الشباب الصغير يلازمها كي يلتصق بتلك الصفات، ولكن كيف ومتى استدرجت الأمور إلى النساء! متى وأين ولماذا انصبت السجائر للإناث والشابات!
أصل الحكاية في أوائل القرن الماضي في العشرينات تحديدًا عام 1929 حين قرر “بيرنيز” بمساعدة جورج واشنطن بشركة الدخان الأمريكية باستشارة طبيب نفسي كيف يوصل إلى عقول النساء أن السجائر ترتبط بهم كما ترتبط بالرجال فأشار عليه ذلك الطبيب أن النساء تهتم بالحرية والمساواة مع الرجل فأمر سكرتيرته بإرسال رسائل تلغرافية لإناث عِلية القوم وتتضمن أنه من أجل الحرية ومساواة الجنسين قررنا نحن الشابات التحرر من تلك التحريم وسنشعل السجائر يوم عيد الفصح في الشارع الخامس، ومن هنا ضجت الأرجاء وثارت الصحف جميعًا بصور لفتيات أنيقات يشربن السجائر ومنذ ذلك اليوم وفي نيويورك وحتى سان فرانسيسكو والنساء تدخن التبغ على الملأ، الملفت في الأمر أن الدعوة لم تكن للسجائر وحسب بل لتدخين سجائر “سترايك” ولأن العلبة ملونة بالأخضر فكانت العملية الترويجية في البداية خاصة باللون الأخضر، الأخضر سيد الألوان، الأخضر في الأثاث، الأخضر في الاكسسوار، الأخضر رمز الحرية، الأخضر رمز الموضة، وعندما ضجت الحملة في كل أرجاء البلاء بالأخضر واعترفت البلدة وحتى المنافسين بأن الأخضر رمز القوة والأناقة قاموا بصنع سجائر أطول وأقل في التبغ من سجائر الرجال وبعلب مصغرة لتناسب حقائب يد الفتيات واستهدفت الإناث من عمر الرابعة عشر ولاقت الحملة من بعد عيد الفصح يومها علية القوم من الإناث يدخنون والأمر أصبح تطورًا طبيعيًا ليشمل كل فئات الشعب بعدها كأمر طبيعي بتدخين كلا الجنسين نداءات للمساواة ورفضه تخلف ورجعية وما زاد الأمر سوءًا أنهم قاموا بترويج لعلبة “سترايك” الخضراء بأنها غير مضرة بالصحة أيضًا.
ومن هنا بدأ النساء التدخين وكانت أصل الحكاية.
تعليق واحد