سياسةالعالم العربيسياسة العالم

غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا

الترند العربي – متابعات

تفاقمت المأساة الإنسانية في قطاع غزة خلال الساعات الماضية، بعدما أسفرت موجة من الأحوال الجوية القاسية والفيضانات المفاجئة عن مصرع ما لا يقل عن 14 شخصًا، بينهم 3 أطفال، في وقت يعيش فيه مئات الآلاف من السكان أوضاعًا بالغة الهشاشة داخل خيام وملاجئ مؤقتة لا توفر أدنى مقومات الحماية من الأمطار والبرد.

الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة من القطاع جاءت في ظل بنية تحتية مدمَّرة، وأنظمة صرف صحي شبه منهارة، وغياب شبه كامل لوسائل الإغاثة العاجلة، ما حوّل الأمطار الموسمية إلى كارثة إنسانية مركّبة، أضيفت إلى سلسلة الأزمات التي يعيشها السكان منذ أشهر.

غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا
غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا

ضحايا تحت الخيام… أطفال يدفعون الثمن الأكبر

أكدت وزارة الصحة في غزة أن من بين الضحايا ثلاثة أطفال لقوا حتفهم نتيجة غرق خيامهم أو انهيارها بفعل تدفق المياه، في مشهد يعكس حجم الخطر الذي يهدد الفئات الأكثر ضعفًا داخل القطاع.

وتشير إفادات طبية إلى أن عددًا من الضحايا توفوا اختناقًا داخل خيام غمرتها المياه بشكل مفاجئ، بينما لقي آخرون مصرعهم نتيجة الانهيارات الطينية أو الصعق الكهربائي بسبب الأسلاك المكشوفة، في ظل غياب أي إجراءات أمان أو تجهيزات وقائية.

غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا
غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا

خيام لا تقاوم المطر… مأوى الموت بدلًا من الحماية

يعيش عشرات الآلاف من سكان غزة داخل خيام نُصبت على عجل فوق أراضٍ طينية أو مناطق منخفضة، بعد أن دُمّرت منازلهم خلال العمليات العسكرية المتواصلة، ومع أول موجة أمطار كثيفة تحوّلت هذه الخيام إلى مصائد موت.

الخيام المصنوعة من مواد بلاستيكية رقيقة لا تملك القدرة على تصريف المياه أو مقاومة الرياح، ما أدى إلى انهيار أعداد كبيرة منها، وترك العائلات في العراء تحت المطر والبرد القارس، دون أغطية كافية أو وسائل تدفئة.

غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا
غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا

بنية تحتية منهارة… والفيضانات تكشف حجم الدمار

تعاني غزة منذ سنوات من تدهور حاد في شبكات الصرف الصحي، إلا أن التصعيد العسكري الأخير دمّر ما تبقى منها، ما جعل أي هطول مطري كثيف كفيلًا بإغراق الأحياء والشوارع بالمياه الملوثة.

وأكدت بلديات محلية أن معظم محطات الضخ معطلة، وأن الإمكانات المتوفرة لا تسمح بالتعامل مع كميات المياه المتدفقة، خاصة في المناطق المكتظة بالنازحين، حيث تختلط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض.

غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا
غزة تغرق تحت الأمطار… فيضانات قاتلة تعمّق المأساة الإنسانية وتودي بحياة 14 شخصًا

تحذيرات طبية من كارثة صحية وشيكة

حذرت جهات طبية وإنسانية من أن الفيضانات قد تفتح الباب أمام موجة جديدة من الأمراض المعدية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، في ظل تلوث المياه، وانعدام النظافة، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأشار أطباء في مستشفيات القطاع إلى تسجيل حالات متزايدة من التهابات الجهاز التنفسي، وأمراض جلدية، وإسهالات حادة، وسط مخاوف من تفشي أوسع إذا استمرت الأحوال الجوية القاسية دون تدخل إغاثي عاجل.

أوكسفام: منع الإمدادات فاقم الكارثة

من جهتها، اتهمت منظمة أوكسفام الدولية إسرائيل بمنع وصول المعدات والإمدادات الحيوية اللازمة لمواجهة الفيضانات، بما في ذلك مضخات المياه، والخيام المقاومة للأمطار، ومواد العزل، وهو ما اعتبرته سببًا مباشرًا في تفاقم حجم الخسائر البشرية.

وأوضحت المنظمة أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية تحول دون تنفيذ أي استجابة فعالة للكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن الأمطار لم تكن لتتحول إلى مأساة بهذا الحجم لولا غياب الإمكانات الأساسية.

إسرائيل تنفي… والواقع على الأرض يزداد قتامة

في المقابل، تنفي إسرائيل اتهامات عرقلة وصول الإمدادات، مؤكدة أنها تسمح بدخول المساعدات وفق آليات محددة، إلا أن منظمات إغاثية تؤكد أن ما يصل لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية، ولا يواكب حجم الكارثة المتصاعدة.

ويشير مراقبون إلى أن الواقع الميداني داخل غزة يعكس فجوة كبيرة بين التصريحات الرسمية وما يواجهه المدنيون، حيث لا تزال آلاف العائلات بلا مأوى آمن، وتواجه خطر الغرق أو التجمد مع كل موجة مطر جديدة.

أمطار موسمية تتحول إلى مأساة متكررة

ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها غزة فيضانات قاتلة، إلا أن خصوصية المرحلة الحالية تكمن في تزامن الأمطار مع نزوح جماعي واسع النطاق، ودمار شامل للبنية السكنية والخدمية، ما جعل القطاع عاجزًا تمامًا عن امتصاص أي صدمة طبيعية.

ويرى خبراء أن تغير المناخ وزيادة حدة الظواهر الجوية قد يجعل مثل هذه الكوارث أكثر تكرارًا في السنوات المقبلة، ما يستدعي خططًا عاجلة للتعامل مع مخاطر الفيضانات، وهو أمر شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية.

معاناة إنسانية تتجاوز الأرقام

ورغم أن حصيلة الضحايا بلغت 14 قتيلًا حتى الآن، فإن المأساة لا تُقاس بالأرقام وحدها، بل بما خلفته من تشريد إضافي، وصدمات نفسية، وفقدان للأمان، خصوصًا بين الأطفال الذين عاشوا ساعات طويلة محاصرين بالمياه داخل خيام مظلمة.

شهادات الأهالي تصف ليالي رعب حقيقية، حيث اضطر البعض إلى حمل أطفالهم فوق رؤوسهم لساعات، أو الهروب وسط المياه دون معرفة إلى أين، في غياب أي إنذار مبكر أو فرق إنقاذ مجهزة.

نداءات عاجلة… والمجتمع الدولي تحت الاختبار

أطلقت منظمات إنسانية نداءات عاجلة لتوفير مأوى طارئ مقاوم للأمطار، ومستلزمات تدفئة، ومعدات شفط المياه، محذرة من أن استمرار تجاهل الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.

وأكدت هذه المنظمات أن التعامل مع الفيضانات في غزة لم يعد مسألة إغاثية فحسب، بل اختبار حقيقي لالتزام المجتمع الدولي بحماية المدنيين في أوقات النزاعات والكوارث الطبيعية.

ما سبب الفيضانات في غزة؟
الفيضانات ناتجة عن أمطار غزيرة ترافقت مع انهيار شبكات الصرف الصحي، وغياب البنية التحتية، ووجود آلاف العائلات في خيام وملاجئ غير مهيأة.

كم بلغ عدد الضحايا حتى الآن؟
أعلنت وزارة الصحة في غزة مصرع 14 شخصًا، بينهم 3 أطفال، مع مخاوف من ارتفاع العدد.

لماذا كانت الخسائر كبيرة رغم أن الأمطار موسمية؟
لأن القطاع يعيش أوضاعًا استثنائية تشمل نزوحًا واسعًا، ودمارًا شاملًا للمنازل، وغياب وسائل الحماية الأساسية.

ما دور المنظمات الإنسانية؟
تسعى المنظمات لتقديم مساعدات طارئة، لكنها تواجه قيودًا كبيرة على إدخال المعدات والإمدادات اللازمة.

هل هناك مخاطر صحية مستقبلية؟
نعم، هناك تحذيرات من انتشار الأمراض بسبب تلوث المياه، وسوء الظروف الصحية داخل المخيمات.

ما المطلوب لتفادي تكرار الكارثة؟
توفير مأوى آمن، وإعادة تأهيل شبكات الصرف، والسماح بإدخال المعدات الإغاثية دون قيود، إلى جانب وقف العوامل التي فاقمت الأزمة الإنسانية.

اقرأ أيضًا: فيديو مفبرك يُشعل الجدل.. حقيقة مزاعم غرق وانهيار المتحف المصري الكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى