المنتخب السعودي للتايكوندو يسطع في الدوحة ويحصد الذهب في واحدة من أقوى البطولات الدولية
الترند العربي – متابعات
شهدت صالة لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة واحدة من أبرز لحظات التألق العربي في الرياضات القتالية، بعدما قدّم المنتخب السعودي للتايكوندو عرضًا مذهلًا في بطولة قطر الدولية المفتوحة، محققًا حصيلة كبيرة من الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، ومؤكدًا من جديد قوة حضور التايكوندو السعودي في الساحة الإقليمية والدولية. لم يكن الإنجاز مجرد أرقام في لوحة النتائج، بل كان انعكاسًا لتراكم سنوات من العمل المؤسسي، وصناعة جيل جديد من الأبطال القادرين على المنافسة في أصعب النزالات، إضافة إلى تعزيز مكانة المملكة في الألعاب الأولمبية والقتالية.

بداية المشوار.. حضور قوي منذ اليوم الأول
دخل المنتخب السعودي أجواء البطولة بثقة عالية، بفضل استعدادات مكثفة شارك فيها اللاعبون الشباب والرجال على حد سواء. اعتمد الجهاز الفني على معسكرات داخلية، ونزالات تحضيرية مع منتخبات عربية وآسيوية، مما أسهم في رفع الجاهزية البدنية والذهنية. ومع انطلاق البطولة، ظهر واضحًا أن المنتخب السعودي حضر ليحصد المراكز الأولى لا ليشارك وحسب، بعدما سيطر لاعبوه على غالبية نزالات الأدوار الأولى ونجحوا في فرض إيقاعهم أمام منافسين يتمتعون بخبرة دولية واسعة.

الذهب السعودي يلمع في فئة الشباب
شهدت فئة الشباب تفوقًا لافتًا، كان أبرز نجومه اللاعب مشاري يامسعود الذي خطف ذهبية وزن (-48)، بعد سلسلة نزالات حاسمة، قدم خلالها أداءً تكتيكيًا عاليًا. تميّز يامسعود بسرعة رد الفعل وقدرته على تكسير إيقاع الخصم، مما جعله واحدًا من أكثر اللاعبين الذين حظيوا بإشادة الجماهير.
أما إلياس الهذلي، نجم البطولة بلا منازع، فقد حقق ذهبية وزن (-68) ونال جائزة أفضل لاعب، ليؤكد أن السعودية تمتلك مشروعًا حقيقيًا لبطل آسيوي وعالمي قادم. تألق الهذلي كان على مستوى القوة الجسدية والذكاء التكتيكي، وقد ظهر ذلك في حسمه لنزالات صعبة أمام لاعبين من كوريا الجنوبية وتركيا.
وفي وزن (-59) أحرز اللاعب إبراهيم آل هادي فضية مستحقة، قدم فيها مستويات ثابتة مكنته من الوصول إلى النهائي. ورغم خسارته الذهبية، إلا أنه برز كلاعب يمتلك شخصية قوية داخل الحلبة.
وساهم محمد الصالح ببرونزية وزن (-51)، بينما انتزع عبدالمحسن الشويبي برونزية وزن (-63) على الرغم من إصابته في النزال نصف النهائي. كما حقق لين اليوسف برونزية وزن (+68)، وعبدالله بوعينين برونزية وزن (-68)، ليصل إجمالي عدد الميداليات في فئات الشباب إلى 8 ميداليات ملونة.

حضور سعودي متألق في فئة الرجال
امتد التألق إلى فئة الرجال أيضًا، بعدما نجح عبدالرحمن الشهراني في الفوز بفضية وزن (-54)، ليضيف ميدالية جديدة إلى رصيد المملكة. خاض الشهراني البطولة بثقة عالية، وانتصر في نزالات قوية أمام لاعبين من المغرب وإسبانيا، قبل أن يخسر النهائي بصعوبة.
كما أحرز اللاعب متعب باهاري برونزية الوزن نفسه بعد مواجهة زميله الشهراني في نصف النهائي. ورغم خسارته تلك الجولة، إلا أن باهاري قدم مستوى مشرفًا، خصوصًا في قدرته على تنفيذ خطط هجومية سريعة.
وفي وزن (-68)، حقق محمد آل مداوي برونزية مهمة، بعد أداء ثابت طوال البطولة، أكد من خلاله جاهزيته للمشاركة في البطولات القارية المقبلة.
بصمة الجهاز الفني.. إدارة ذكية للبطولة
لا يمكن الحديث عن إنجاز المنتخب السعودي دون التوقف عند الدور الكبير للجهاز الفني بقيادة سيف الدين طرابلسي وراديك إيساف والمدرب الوطني هاني المطرفي، الذين قدّموا نموذجًا مميزًا في توظيف قدرات اللاعبين والاستفادة من نقاط قوتهم.
اعتمد الجهاز الفني على أسلوب هجومي متوازن يتماشى مع طبيعة اللاعبين السعوديين، وفي الوقت ذاته ركّز على المرونة التكتيكية في مواجهة المدارس الآسيوية والأوروبية. أسهم هذا التنوّع في تحقيق نتائج مهمة، وأتاح للاعبين التفوق في النزالات الحاسمة.
التحكيم السعودي.. حضور مشرف وجائزة مستحقة
سجّل التحكيم السعودي حضورًا بارزًا في البطولة، بعدما حصل الحكم الدولي عادل الأسمري على جائزة أفضل حكم في البطولة. هذا الإنجاز يعكس ثقة الاتحادات الدولية في الحكم السعودي، ويؤكد أن المملكة لا تكتفي فقط بتحقيق الميداليات، بل تساهم أيضًا في تطوير المنظومة التحكيمية على مستوى القارة.
دور الجهاز الإداري والطبي.. عمل دؤوب خلف الكواليس
وقف الإداري سامي العنزي ومنى الدوسري خلف نجاح اللاعبين، من خلال تنظيم الوفد ومتابعة البرامج التدريبية. ومع كثرة النزالات والإصابات البسيطة، لعب أخصائي العلاج الطبيعي “زعوفي” دورًا محوريًا في تجهيز اللاعبين وضمان مشاركتهم في الأدوار المتقدمة. كان الفريق الطبي حاضرًا باستمرار في التدريبات والنزالات، وأسهم في تقليل آثار الإصابات بشكل كبير.
تصريحات رسمية.. فخر واعتزاز بالمنجز
عبّر رئيس لجنة المنتخبات الأستاذ خالد جمهور عن رضاه الكامل عما حققه المنتخب في هذه البطولة، مؤكدًا أن الإنجاز جاء نتيجة عمل مؤسسي متكامل بين الاتحاد والجهاز الفني واللاعبين. وأشار إلى أن هذه النتائج تضع المنتخب السعودي على المسار الصحيح استعدادًا للاستحقاقات المقبلة مثل البطولة الآسيوية والبطولات المؤهلة للأولمبياد.
إنجازات إضافية تعزز مكتسبات التايكوندو السعودي
تزامن نجاح البطولة مع إنجازات أخرى للتايكوندو السعودي على المستويين الإقليمي والدولي. فقد حققت اللاعبة دنيا أبو طالب الميدالية الذهبية في وزن تحت (51) كجم خلال دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة في الرياض 2025، كما حقق اللاعب عبدالله المشرف فضية وزن تحت (54).
هذه الإنجازات، إلى جانب ما تحقق في بطولة قطر الدولية، تعكس أن التايكوندو السعودي يعيش لحظة ذهبية غير مسبوقة، وأن المملكة تمتلك منظومة رياضية متطورة في هذه الرياضة تحديدًا.
التطور المستمر للتايكوندو السعودي.. من الهواية إلى الاحتراف
لم يعد التايكوندو مجرد رياضة تمارس في الأندية، بل أصبح مشروعًا وطنيًا ضمن رؤية المملكة 2030 التي تهدف لتعزيز الرياضة المجتمعية وصناعة أبطال قادرين على تمثيل المملكة عالميًا. يشير الخبراء إلى أن السعودية تتقدم بخطوات ثابتة نحو التحول إلى قوة آسيوية في هذه الرياضة، بفضل:
تطوير مراكز تدريب متخصصة
إدخال تقنيات تدريب حديثة
ابتعاث لاعبين للمدارس الكورية والتركية
تنظيم بطولات محلية كبيرة
استقطاب خبراء عالميين
وصول جيل جديد يمتلك القوة البدنية والذكاء التكتيكي
المستقبل.. أهداف أكبر وطموحات أعلى
ينظر الاتحاد السعودي للتايكوندو إلى هذه البطولة على أنها محطة مهمة نحو أهداف أكبر، أبرزها:
تحقيق ميداليات آسيوية إضافية
ضمان مقاعد في الأولمبياد المقبلة
إعداد لاعبين شباب قادرين على خلافة الجيل الحالي
استضافة بطولات دولية لتعزيز الخبرة الميدانية
رفع مستوى التحكيم والكوادر الوطنية
ومع استمرار الدعم الرسمي للرياضات الأولمبية، فإن مستقبل التايكوندو السعودي يبدو واعدًا للغاية.
ما أبرز إنجازات المنتخب السعودي في بطولة قطر الدولية؟
حقق المنتخب السعودي 3 ذهبيات وعدة فضيات وبرونزيات، وتألق لاعبوه في فئات الشباب والرجال.
من هو أفضل لاعب في البطولة؟
حصل اللاعب السعودي إلياس الهذلي على جائزة أفضل لاعب بعد فوزه بذهبية وزن (-68).
هل شارك التحكيم السعودي في البطولة؟
نعم، وحصل الحكم الدولي عادل الأسمري على جائزة أفضل حكم.
ما سبب تطور التايكوندو السعودي مؤخرًا؟
السبب يعود للعمل المؤسسي، والتدريب المستمر، والدعم الرسمي، وتطوير البرامج الفنية.
ما هي التحديات المقبلة للمنتخب السعودي؟
الاستعداد للبطولات الآسيوية، وتحقيق التأهل للأولمبياد، وتطوير مستوى اللاعبين الشباب.
خاتمة
يُثبت المنتخب السعودي للتايكوندو يومًا بعد يوم أن المملكة تمتلك قاعدة قوية من المواهب، وجهازًا فنيًا قادرًا على المنافسة، ودعمًا حكوميًا يجعل الطريق إلى البطولات العالمية ممهدًا. الإنجاز الذي تحقق في قطر ليس نهاية الطريق، بل خطوة جديدة في مسار طويل نحو الريادة الرياضية الدولية، وجزء من التحول الشامل الذي تعيشه الرياضة السعودية ككل.
اقرأ أيضًا: انقطاع عالمي يربك الإنترنت… ماذا حدث في أزمة “Cloudflare” التي شلّت المواقع والمنصات الرقمية لساعات؟

