السعودية وكوبا توقعان اتفاقية طيران تعزز الربط الجوي إلى 250 وجهة عالميًا
الترند العربي – متابعات
في خطوة استراتيجية جديدة تُرسّخ مكانة المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للربط الجوي، وقّعت الهيئة العامة للطيران المدني اتفاقية خدمات النقل الجوي مع حكومة جمهورية كوبا، وذلك في مقر الهيئة بالعاصمة الرياض، ضمن أعمال الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء الكوبي إلى المملكة للمشاركة في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته التاسعة.
وجاء توقيع الاتفاقية بحضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج، وسفير كوبا لدى المملكة ماجيل بورتو بارجا، في خطوة تؤكد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين ورغبة الجانبين في تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني والنقل الجوي.

تعزيز الربط الجوي العالمي وتمكين الناقلات الوطنية
تُمثل هذه الاتفاقية ركيزة أساسية في تحقيق مستهدفات برنامج الطيران المدني السعودي، الذي يسعى إلى بناء شراكات دولية فعّالة لتمكين الناقلات الوطنية من توسيع شبكتها التشغيلية والوصول إلى أسواق جديدة.
ووفقًا للاتفاقية، سيتم تعزيز الربط الجوي للمملكة ليشمل 250 وجهة عالمية بحلول عام 2030، بما يسهم في نقل أكثر من 330 مليون مسافر سنويًا، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جعل قطاع الطيران أحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي وجذب الاستثمار والسياحة.

نقل المعرفة وتطوير البنية التحتية الجوية
لا تقتصر الاتفاقية على فتح خطوط الطيران فحسب، بل تشمل كذلك تبادل الخبرات في مجالات السلامة الجوية، وأمن الطيران، وإدارة الحركة الجوية، وتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في صناعة الطيران المدني.
وتسعى الهيئة العامة للطيران المدني من خلال هذه الشراكة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجالات الصيانة والهندسة وتشغيل المطارات، وتطوير خدمات الملاحة الجوية بما يتماشى مع المعايير الدولية الصادرة عن منظمة الإيكاو (ICAO).

خطوة نحو مركز الطيران العالمي
تمثل الاتفاقية إضافة جديدة في مسار الجهود السعودية الهادفة إلى جعل المملكة مركزًا محوريًا في شبكة النقل الجوي العالمية.
فمن خلال خطط التوسع في الناقلات الوطنية، وتحديث أسطول الطائرات، وتطوير مطارات حديثة مثل مطار الملك سلمان الدولي بالرياض، تعمل المملكة على ترسيخ موقعها كمحور رئيسي يربط القارات الثلاث — آسيا وأوروبا وإفريقيا — عبر شبكة نقل فعالة ومتكاملة.
وأكد الدعيلج أن الاتفاقية مع كوبا تأتي امتدادًا لمساعي المملكة في بناء جسور تعاون دولي تعزز من تنافسية قطاع الطيران السعودي، مشيرًا إلى أن المملكة أصبحت اليوم شريكًا فاعلًا في منظومة النقل الجوي العالمية، بفضل ما حققته من تطور نوعي في الخدمات والمشاريع الكبرى.

دعم متبادل وتبادل اقتصادي واعد
من جهته، أعرب السفير الكوبي ماجيل بورتو بارجا عن تقدير بلاده لهذه الخطوة التي تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والسياحي بين الجانبين، مؤكدًا أن الربط الجوي المباشر مع المملكة سيُسهم في تنشيط الحركة التجارية والسياحية بين الرياض وهافانا، إلى جانب دعم التبادل الثقافي والاستثماري بين شعبي البلدين.
وتتوقع الأوساط الاقتصادية أن تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز الاستثمارات المتبادلة، خاصة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والسياحة العلاجية والتعليمية.
انسجام تام مع أهداف رؤية 2030
تُعد هذه الخطوة تجسيدًا عمليًا لرؤية المملكة في جعل قطاع النقل الجوي أحد أعمدة الاقتصاد الوطني الجديد، وتعزيز مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمارات الدولية.
فمن خلال مبادرات الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني، تسعى المملكة إلى تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، عبر مشاريع تقلل الانبعاثات وتدعم التقنيات الخضراء في قطاع النقل الجوي.
كما تسهم الاتفاقيات الثنائية مثل اتفاقية السعودية وكوبا في تنويع الشراكات الدولية وتوسيع نطاق التعاون الإقليمي والعالمي، ما يضع المملكة في موقع ريادي ضمن منظومة النقل الجوي الحديثة التي تربط بين الشرق والغرب بكفاءة ومرونة.
رؤية مستقبلية للقطاع
الطيران المدني السعودي يشهد اليوم طفرة غير مسبوقة في مجالات التشغيل والخدمات الرقمية، مع إطلاق مبادرات ذكية تسهّل تجربة المسافر وتعزز السلامة والأمن.
ومن المتوقع أن تفتح هذه الاتفاقية المجال لتبادل التجارب في التحول الرقمي للمطارات، وتطوير أنظمة المراقبة الجوية والذكاء الاصطناعي في إدارة الحركة الجوية، بما يعزز من قدرة القطاع على مواجهة تحديات المستقبل.
دلالات سياسية واقتصادية عميقة
تحمل الاتفاقية أيضًا بعدًا دبلوماسيًا مهمًا، إذ تؤكد على الدور الدولي للمملكة في بناء جسور التواصل مع مختلف دول العالم، واستثمار موقعها الجغرافي المتميز في الربط بين القارات.
كما تعكس حرص القيادة السعودية على تنويع الشراكات الاقتصادية خارج الإطار التقليدي، وتوسيع دائرة التعاون مع أمريكا اللاتينية، في سياق رؤية شمولية توازن بين الشرق والغرب.
ما الهدف من اتفاقية الطيران بين السعودية وكوبا؟
تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في النقل الجوي، وتمكين الناقلات الوطنية من توسيع شبكاتها، وزيادة الربط الجوي للمملكة إلى 250 وجهة عالمية.
كيف تخدم الاتفاقية رؤية 2030؟
تُسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة عبر رفع عدد المسافرين إلى 330 مليونًا سنويًا، وتنشيط السياحة والاستثمار وتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي للطيران.
ما أبرز المجالات التي تشملها الاتفاقية؟
تبادل الخبرات في السلامة الجوية، وأمن الطيران، وتدريب الكوادر، وتطوير البنية التحتية والخدمات التشغيلية في المطارات.
هل تشمل الاتفاقية رحلات مباشرة بين الرياض وهافانا؟
نعم، تمهّد الاتفاقية لإطلاق رحلات مباشرة مستقبلًا ضمن خطط التوسع بين البلدين لتسهيل الحركة التجارية والسياحية.
وفي ختام هذا الحدث النوعي، تؤكد المملكة من خلال الهيئة العامة للطيران المدني أن التعاون الدولي هو ركيزة أساسية في تحقيق التقدم المستدام، وأن السماء المفتوحة هي طريق جديد للتقارب بين الشعوب.
وبينما تتسع شبكة الربط الجوي لتصل إلى أكثر من 250 وجهة حول العالم، تُثبت المملكة أن الرؤية لا تكتمل إلا بالفعل، وأن الطيران السعودي اليوم ليس مجرد وسيلة نقل، بل جسر للتنمية، والتعاون، والتواصل الإنساني الذي يربط العالم من قلب الرياض إلى أقصى بقاع الأرض.
اقرأ أيضًا: “كاوست” و”أرامكو” تطلقان المركبة الجوية الهجينة (HUCT) بتقنية سعودية تحدث تحولًا في الفحص الصناعي