منح أعلى وسام لمسلمي روسيا الاتحادية للشيخ عبدالله البعيجان إمام المسجد النبوي

منح أعلى وسام لمسلمي روسيا الاتحادية للشيخ عبدالله البعيجان إمام المسجد النبوي
الترند العربي – متابعات
في مشهد يجسّد الاحترام الدولي للمملكة العربية السعودية وجهودها المتواصلة في خدمة الإسلام والمسلمين حول العالم، قررت رئاسة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وبالنيابة عن مسلمي روسيا، منح فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وسام الفخر الشرفي، وهو أعلى وسام يُمنح لمسلمي روسيا الاتحادية، تقديرًا لجهوده المباركة في خدمة الإسلام والدعوة إلى الوسطية والاعتدال، وإسهاماته البارزة في نشر قيم التسامح والحوار بين الثقافات.
تكريم دولي لشخصية دينية بارزة
يأتي هذا التكريم في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان إلى دولة روسيا الاتحادية، ضمن برنامج رسمي شمل لقاءات مع كبار علماء المسلمين ورؤساء الهيئات الدينية في روسيا، وعدد من المسؤولين في موسكو وجمهوريات القوقاز.
وخلال الزيارة، عبّر القائمون على الإدارة الدينية لمسلمي روسيا عن تقديرهم العميق للشيخ البعيجان، لما قدمه من جهود دعوية مؤثرة من منبر المسجد النبوي الشريف، حيث رسّخ مفهوم الإسلام الوسطي القائم على الرحمة والتسامح ونبذ التطرف، ودعا إلى بناء مجتمعات قائمة على التعاون والسلام.
وقد جاء هذا الوسام تتويجًا لمسيرة علمية ودعوية امتدت لعقود، كانت خلالها خطب الشيخ البعيجان في المسجد النبوي نموذجًا في الخطاب الديني المتوازن، الذي يخاطب العقل والوجدان معًا، ويعيد ربط الناس بقيم الإسلام الأصيلة بعيدًا عن الغلو أو التفريط.

وسام الفخر الشرفي.. دلالة رمزية ومكانة رفيعة
يُعد “وسام الفخر الشرفي” أعلى وسام ديني في روسيا الاتحادية، يُمنح للشخصيات الإسلامية التي قدّمت إسهامات بارزة في خدمة الإسلام والمسلمين داخل روسيا وخارجها.
وحصول الشيخ البعيجان عليه يمثل اعترافًا رسميًا بمكانته العلمية والدعوية، وبتأثيره الكبير على الساحة الإسلامية العالمية.
وقد جاء التكريم في احتفال رسمي حضره عدد من علماء الدين وقيادات المجتمع الإسلامي في موسكو، حيث ألقى الشيخ كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره لهذه المبادرة الكريمة، مؤكدًا أن هذا الوسام “تكريم للإسلام، ولعلماء الحرمين الشريفين، ولكل من يعمل على نشر رسالة السلام والتعايش بين الشعوب”.
الوسام لا يُعد مجرد جائزة رمزية، بل هو إشارة إلى الاحترام الذي تحظى به المدرسة الدينية السعودية التي تقوم على الاعتدال ونبذ العنف، والتي لعبت دورًا مهمًا في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في أوروبا وآسيا الوسطى.
جهود متواصلة من منبر المسجد النبوي
منذ توليه الإمامة والخطابة في المسجد النبوي الشريف، قدّم الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان نموذجًا للعالم الذي يجمع بين العلم الشرعي العميق والخطاب الإنساني الراقي.
خُطبه في الحرم النبوي تتميّز بلغة مؤثرة تستمد قوتها من القرآن والسنة، وتدعو إلى التراحم بين الناس، وإلى التمسك بالقيم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى الخير وتنبذ الكراهية.
كما يحرص الشيخ على تناول القضايا المعاصرة في خطبه بأسلوب واقعي يوازن بين الثوابت الدينية ومتطلبات الحياة الحديثة، ما جعله صوتًا مسموعًا بين ملايين المسلمين الذين يتابعون خطبه أسبوعيًا من مختلف أنحاء العالم.
وقد عُرف عن الشيخ البعيجان أيضًا نشاطه الدعوي خارج المملكة، حيث شارك في عدد من المؤتمرات والندوات الدولية التي تعنى بالحوار بين الأديان والثقافات، مؤكدًا في جميع مشاركاته أن الاعتدال ليس خيارًا تكتيكيًا، بل مبدأ راسخ في الإسلام، وأن الحوار والاحترام المتبادل هما الطريق الأمثل لتحقيق التفاهم العالمي.

الإسهامات التعليمية والعلمية
إلى جانب مهامه الدعوية، يُعد الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان من الأكاديميين البارزين في العلوم الشرعية.
فقد حصل على شهاداته العلمية العليا من جامعات سعودية مرموقة، وشغل عدة مناصب تدريسية وإدارية، أسهم من خلالها في تخريج جيل من طلاب العلم الذين يواصلون اليوم نشر فكر الاعتدال في مختلف الدول الإسلامية.
كما شارك في إعداد مناهج شرعية معاصرة تركّز على التيسير في الفقه والفقه المقارن، وتعمل على تعزيز التفكير النقدي المنضبط بالنصوص الشرعية.
هذه الإسهامات جعلت منه رمزًا من رموز النهج العلمي الوسطي الذي تسير عليه المملكة في مؤسساتها التعليمية والدينية، وهو النهج الذي جعلها منارة علمية يقصدها طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
العلاقات السعودية – الروسية في بعدها الإسلامي
يحمل هذا التكريم أيضًا بُعدًا سياسيًا وثقافيًا مهمًا، فهو يعكس مستوى العلاقات المتقدمة بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية، خاصة في المجال الديني والثقافي.
فالمملكة، من خلال مؤسساتها الرسمية، تولي اهتمامًا كبيرًا بالحوار مع المسلمين في روسيا، وتعمل على تعزيز التواصل معهم، وتبادل الخبرات في مجالات التعليم الشرعي والدعوة والإرشاد.
وقد أشار عدد من المراقبين إلى أن منح هذا الوسام للشيخ البعيجان ليس مجرد تكريم شخصي، بل هو اعتراف بالمكانة العالمية للمؤسسة الدينية السعودية التي تمثل المرجعية الروحية لملايين المسلمين حول العالم، وترتبط بعلاقات تعاون وثيقة مع الهيئات الإسلامية في القوقاز ووسط آسيا.
إشادات واسعة من علماء العالم الإسلامي
لاقى هذا الحدث ترحيبًا واسعًا في الأوساط الدينية والإعلامية في العالم الإسلامي.
فقد أشاد عدد من العلماء والمفتين في الدول العربية والآسيوية بقرار منح الوسام، معتبرين أنه تقدير مستحق لعلم من أعلام المسجد النبوي، ولما يقوم به من دور في توجيه الخطاب الديني نحو الاعتدال والرحمة.
وأكدت مؤسسات إسلامية كبرى أن هذا التكريم يعكس التقدير العالمي للعلماء السعوديين الذين يمثلون المدرسة الوسطية القائمة على الدليل والعقل، بعيدًا عن التشدد أو التفريط.
كما اعتبر مراقبون أن تكريم الشيخ البعيجان يُعد رسالة إيجابية من العالم الإسلامي إلى روسيا، تؤكد أن الإسلام دين رحمة وإنسانية، وأن العلماء الحقيقيين هم الذين يسعون إلى توطيد جسور التفاهم والسلام، لا إلى زرع الفُرقة والانقسام.

بين التكريم والمسؤولية
الشيخ البعيجان، في كلمته عقب تسلمه الوسام، أعرب عن امتنانه لهذا التقدير، مؤكدًا أن هذا التكريم “يزيدنا تواضعًا أمام الله، ويحمّلنا مسؤولية أعظم لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا”.
وشدد على أن رسالة المسجد النبوي ستظل منارة هدى للناس كافة، داعيًا العلماء إلى تجديد الخطاب الديني بما يتناسب مع تحديات العصر، مع الحفاظ على الثوابت الشرعية التي لا تتغير بتغير الزمان.
وأكد أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تسعى بكل طاقتها إلى ترسيخ قيم الوسطية ونشر ثقافة السلام العالمي، وهو ما جعلها تحظى بمكانة روحية خاصة في قلوب المسلمين في كل مكان.
دور المملكة في نشر التسامح عالمياً
هذا التكريم يعيد تسليط الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في نشر التسامح الديني والفكري عبر العالم.
فمن خلال مبادرات مثل “رابطة العالم الإسلامي” و”مركز الحوار بين الأديان في فيينا” و”هيئة كبار العلماء”، تعمل المملكة على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف، وتؤكد أن الإسلام دين يدعو إلى التوازن لا التصادم، وإلى البناء لا الهدم.
وقد كانت مساهمات علماء المسجد النبوي، ومن بينهم الشيخ البعيجان، أحد الركائز التي ساعدت في نقل هذه الرسائل إلى المجتمعات الإسلامية في أوروبا وآسيا، حيث يسعى المسلمون للحفاظ على هويتهم الدينية في إطار من التعايش والاحترام المتبادل.

البعيجان.. عالم يجمع بين الرسوخ والإنسانية
يُعرف عن الشيخ البعيجان تواضعه الجم، وحضوره الإنساني البسيط رغم مكانته العلمية الرفيعة.
يتعامل مع الجميع بروح الأب العالم، الذي لا يتعالى بعلمه بل يستخدمه في خدمة الناس، يزور المرضى، يرعى الطلاب، ويشجع الشباب على طلب العلم والتفوق.
وقد أكسبه ذلك احترامًا واسعًا داخل المملكة وخارجها، وجعل خطبه في المسجد النبوي تحظى بمتابعة الملايين عبر القنوات والمنصات الرقمية، لما تحمله من عمق روحي ومعرفي يلامس قلوب المستمعين.
ما هو وسام الفخر الشرفي الذي مُنح للشيخ عبدالله البعيجان؟
هو أعلى وسام ديني في روسيا الاتحادية يُمنح للشخصيات الإسلامية التي قدمت خدمات جليلة في نشر الإسلام والدعوة إلى السلام والتسامح، ويُعتبر اعترافًا رسميًا بمكانة الشيخ ودوره في خدمة المسلمين عالميًا.
لماذا اختارت رئاسة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الشيخ البعيجان لهذا التكريم؟
جاء الاختيار تقديرًا لجهوده الدعوية والإرشادية، ونشاطه البارز في نشر قيم الوسطية والاعتدال من منبر المسجد النبوي الشريف، وتأثيره الإيجابي في تصحيح المفاهيم الدينية.
ما دلالة هذا الوسام على مستوى العلاقات السعودية الروسية؟
يحمل الوسام بُعدًا دبلوماسيًا وثقافيًا، ويعكس الاحترام الذي تحظى به المملكة ومؤسساتها الدينية في روسيا والعالم الإسلامي، كما يُبرز التعاون المتزايد بين الجانبين في مجالات التعليم والحوار الثقافي.
كيف استقبلت الأوساط الإسلامية هذا التكريم؟
قوبل الحدث بترحيب واسع وإشادة كبيرة من العلماء والمؤسسات الإسلامية، الذين اعتبروا التكريم فخرًا للأمة الإسلامية بأكملها وتقديرًا مستحقًا لعالم يمثل منهج الاعتدال والرحمة.
ما الرسالة التي يحملها هذا التكريم للعالم الإسلامي؟
الرسالة تؤكد أن الاعتدال هو الطريق إلى نهضة الأمة، وأن العلماء الحقيقيين هم الذين يبنون جسور التفاهم ويقدّمون الإسلام للعالم كدين إنساني عالمي لا يعرف العنف ولا الإقصاء.
ختام
إن منح أعلى وسام لمسلمي روسيا الاتحادية لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان ليس مجرد تكريم لشخصه الكريم، بل هو تكريم لرسالة المسجد النبوي الشريف، وللعلماء الذين يواصلون حمل راية الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
إنه تتويج لمسيرة علمية دعوية تمثل وجه المملكة المشرق في العالم، وتؤكد أن صوت الاعتدال السعودي سيظل حاضرًا في كل مكان، ما دام هناك منبر ينطق بالحق ويهدي الناس إلى سواء السبيل.
اقرأ أيضًا: خادم الحرمين الشريفين يوجّه بفتح مسجد القبلتين في المدينة المنورة على مدار 24 ساعة