فيلم سعودي يحصد الذهب العربي.. “الداخلية” تتصدر بعمل توعوي هزّ قاعات المؤتمر العربي للشرطة
الترند العربي – متابعات
في تتويج جديد يعكس الحضور السعودي المتصاعد في مجالات التوعية الأمنية، حصدت وزارة الداخلية المركز الأول لجائزة أفضل فيلم توعوي عربي لعام 2025، ضمن المسابقة الدورية التي تُنظمها الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب. ويُعد هذا الإنجاز محطة مهمة في مسار العمل التوعوي السعودي، الذي تحول إلى منهج مهني قائم على الإبداع البصري والرسائل الإنسانية المؤثرة، ويمثل أيضًا اعترافًا عربيًا بقدرة المملكة على إنتاج محتوى توعوي منافس عالميًا في أساليبه ومعالجاته وعمقه، خصوصًا في واحدة من أكثر القضايا حساسية وهي الإدمان والوقاية منه.

حضور عربي واسع يسلّط الضوء على التجربة السعودية
شهد المؤتمر الـ49 لقادة الشرطة والأمن العرب في العاصمة التونسية مشاركة واسعة من وفود عربية تمثل مختلف الأجهزة الأمنية، ما جعل منصة الجائزة ساحة تنافس حقيقية بين الدول. وقد تقدمت وزارة الداخلية السعودية بعمل بصري جديد حمل عنوان: “أهمية حث مدمني المخدرات على التقدم لمراكز علاج الإدمان”، وهو فيلم تناول القضية من زاوية إنسانية، مسلطًا الضوء على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للمدمنين وتشجيعهم على طلب العلاج، بدلًا من التعامل معهم بمنظور عقابي فقط.
هذا التقديم المختلف وضع الفيلم السعودي ضمن قائمة أبرز الأعمال المرشحة منذ اللحظة الأولى، حيث أبدى خبراء التوعية الأمنية إعجابهم بقدرة الفيلم على الدمج بين الواقعية الفنية والرسائل المباشرة دون مبالغة، مع تقديم معالجة بصرية تفاعلية تلامس العائلة والمجتمع في آن واحد.

الفريق البسامي يتسلّم الجائزة باسم “الداخلية”
نيابة عن وزارة الداخلية، تسلّم الجائزة الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس وفد المملكة المشارك في المؤتمر، وسط إشادة واسعة من الوفود العربية المشاركة.
ويُعد تكريم الفريق البسامي تأكيدًا على حجم العمل الذي تم داخل الوزارة لتطوير أدوات التوعية، وتحويلها إلى أداة وقائية تعتمد على أحدث الأساليب المهنية في صناعة الرسائل المرئية. وقد أشاد الحضور بالكلمة التي ألقاها أثناء مراسم التتويج، والتي ركز فيها على أهمية تكامل العمل الأمني مع الجانب العلاجي والتوعوي، خصوصًا في قضايا المخدرات التي تمثل تحديًا عربيًا متناميًا.

منافسة عربية في 5 مسارات.. والسعودية تتفوق
شهدت النسخة الحالية من المسابقة منافسة قوية بين 12 دولة عربية، في خمسة مسارات رئيسية شملت:
– التوعية بمخاطر المخدرات
– الأمن الرقمي ومكافحة الجرائم الإلكترونية
– السلامة المرورية
– مكافحة الفكر المنحرف
– دعم الأسرة والطفولة في المجال الأمني
وفي هذا السياق، استطاع الفيلم السعودي التفوق على كافة الأعمال المنافسة ضمن مسار التوعية الأمنية، بفضل عناصره النوعية التي استندت إلى بيانات دقيقة وتقنيات إنتاج احترافية، إضافة إلى رسائل إنسانية وصلت إلى مختلف شرائح الجمهور العربي.
لماذا فاز الفيلم السعودي بالمركز الأول؟
يشرح خبراء الإعلام الأمني الذين حضروا جلسات التحكيم بأن الفيلم السعودي جمع بين ثلاثة عناصر جعلته يستحق الصدارة:
1- العمق الإنساني:
ركز الفيلم على فكرة أن المدمن ليس مجرمًا بطبيعته، بل هو ضحية بحاجة إلى فتح باب العلاج أمامه وتشجيعه، وهو ما يتوافق مع التوجيهات الرسمية في المملكة التي تدعم برامج الرعاية والتأهيل.
2- قوة الرسالة التوعوية:
قدّم الفيلم معلومات دقيقة حول طرق العلاج المتاحة، وبيّن أهمية المبادرة بطلب المساعدة دون خوف من الملاحقة.
3- الاحترافية البصرية:
تميز الفيلم بإخراج متقن، واستخدام مؤثرات بصرية واقعية، وإيقاع هادئ يناسب طبيعة الرسالة، إضافة إلى مواءمة الموسيقى مع التوتر النفسي الذي يعيشه المدمن.
المملكة وتحوّل التوعية الأمنية إلى “رسالة وطنية”
تولي وزارة الداخلية أهمية متزايدة لصناعة المحتوى التوعوي باعتباره خط الدفاع الأول في المجتمع، خصوصًا في المجالات التي يصعب الوصول إليها عبر الخطاب التقليدي.
وفي السنوات الأخيرة، أطلقت الوزارة عشرات الحملات المرئية التي تستهدف مختلف فئات المجتمع، بدءًا من المخدرات، مرورًا بالاحتيال الإلكتروني، وانتهاءً بالتوعية المرورية، مستخدمة في ذلك منصات رقمية واسعة الوصول، ولغات متعددة، وإنتاجًا عالي الجودة، ما جعل التوعية الأمنية جزءًا من الثقافة العامة في المملكة.
ويأتي هذا التكريم ليعكس تحولًا مؤسسيًا داخل الوزارة، يتمثل في الاعتماد على فريق متخصص من المخرجين، والمصممين، والمستشارين، والأطباء النفسيين، الذين يعملون على بناء محتوى متكامل يجمع بين العلم والممارسة الميدانية.
الإدمان كقضية عربية مشتركة.. والفيلم السعودي نموذج حلّ
يعد الإدمان واحدًا من أكثر التحديات تعقيدًا في العالم العربي، فهو ظاهرة مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية، وتحتاج إلى تعاون مشترك بين وزارات الصحة والداخلية والتعليم والإعلام.
وقد جاء الفيلم السعودي ليمثل نموذجًا للخطاب الذي يركز على العلاج بدلًا من العقاب، والتوعية بدلًا من التخويف، وهو ما رأى فيه الخبراء نقلة نوعية يجب أن تُعمم على بقية الدول.
كما أن الفيلم تضمن رسائل موجهة إلى الأسر التي تخشى التبليغ أو طلب العلاج لأبنائها، مؤكدًا أن الحل يبدأ بالفهم والدعم لا بالإخفاء.
أثر الجائزة على مستقبل الإنتاج التوعوي السعودي
من المتوقع أن تشكل هذه الجائزة نقطة تحول في خطط وزارة الداخلية للإنتاج الإعلامي، إذ ستعزز من توجهها نحو تقديم أعمال أكثر جرأة في الطرح، وأكثر دقة في الاستهداف.
كما تشير التوقعات إلى إطلاق سلسلة أفلام قصيرة خلال العام 2026، تركز على:
– مكافحة المخدرات
– الوقاية من الجرائم الرقمية
– التوعية الأسرية
– تعزيز الأمن المجتمعي
ويأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع نسب المشاهدات على منصات الوزارة الرقمية، التي تجاوزت مئات الملايين خلال العام 2024–2025، مما يعكس رغبة المجتمع في التفاعل مع المحتوى الأمني عندما يُقدَّم بأسلوب احترافي وجذاب.
لماذا تعتبر هذه الجائزة مهمة للمملكة؟
تكمن أهمية الجائزة في أن المنافسة جاءت ضمن مؤتمر يضم نخبة القيادات الأمنية العربية، مما يجعل الفوز اعترافًا رسميًا يصعب الوصول إليه دون تميز حقيقي.
كما أن العمل الفائز يمس أحد أهم الملفات التي تتعامل معها المملكة بجدية كبيرة، وهو ملف مكافحة المخدرات.
ويأتي حصول السعودية على المركز الأول استمرارًا لسلسلة طويلة من الإنجازات التي حققتها المملكة في المؤتمرات الدولية والإقليمية المتعلقة بالأمن، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة في البحث عن حلول حديثة للتحديات الاجتماعية.
رسالة إنسانية.. ورسالة دولة
يحمل الفيلم رسالتين متوازيتين:
رسالة إنسانية تقول إن المدمن شخص يستحق الدعم ومساعدة المجتمع له ليعبر أزمته.
ورسالة دولة تؤكد أن المملكة لا تتهاون في مكافحة المخدرات، لكنها في الوقت ذاته توفر منظومة علاج وتأهيل متطورة هي الأولى من نوعها في المنطقة.
هذا التوازن بين الأمن والإنسانية هو ما جعل الفيلم يحظى بحفاوة التحكيم.
ما سبب فوز الفيلم السعودي بالمركز الأول؟
لجمعه بين رسالة إنسانية قوية، وإنتاج بصري متقن، وملف وطني مهم يتعلق بتشجيع المدمنين على العلاج.
كم عدد الدول المشاركة في المسابقة؟
شاركت 12 دولة عربية في خمسة مسارات توعوية مختلفة.
ما دور الفريق البسامي في هذا الحدث؟
مثل المملكة وتسلم الجائزة نيابة عن وزارة الداخلية.
هل ستستمر المملكة في إنتاج محتوى توعوي مشابه؟
نعم، وهناك خطط لإطلاق أعمال جديدة تركز على الأمن الرقمي والمخدرات والأسرة.
اقرأ أيضًا: انفجار في العمل الخيري السعودي.. أرقام غير مسبوقة تكشف صعود قطاعٍ يبني مستقبل المملكة


