حركة “جيل زد 212”.. شباب المغرب بين الغضب الاجتماعي والمطالب الإصلاحية

الترند العربي – متابعات
يشهد المغرب منذ أواخر سبتمبر 2025 موجة احتجاجات جديدة تقودها حركة شبابية أطلقت على نفسها اسم “جيل زد 212″، في إشارة إلى رمز الهاتف الدولي للمملكة، وهي حركة ظهرت فجأة عبر المنصات الرقمية، ونجحت في حشد آلاف المتابعين والناشطين، لتتحول إلى عنوان بارز لمطالب اجتماعية تتعلق بالصحة والتعليم وفرص العمل.
البدايات عبر المنصات الرقمية
تشكلت حركة “جيل زد 212” في سبتمبر 2025 كفضاء شبابي رقمي دون قيادة معلنة أو هيكل تنظيمي واضح، واعتمدت على منصات مثل تيك توك، إنستغرام، وتطبيق الألعاب ديسكورد، الذي يضم حسابها الرئيسي أكثر من 90 ألف متابع. الحركة استمدت زخمها الأول من دعوات سابقة أطلقتها مجموعة “صوت الشباب المغربي” قبل أن تختفي حساباتها الرقمية في 22 سبتمبر، لتأخذ “جيل زد 212” زمام المبادرة وتدعو إلى احتجاجات وطنية.

الشرارة الأولى
اندلعت شرارة الغضب في مدينة أكادير بعد انتقادات واسعة لأوضاع المستشفيات، خصوصًا مستشفى الحسن الثاني الذي شهد حالات وفيات ونقصًا حادًا في التجهيزات والموارد الطبية. هذا الغضب انتقل بسرعة إلى مدن أخرى مثل الرباط، الدار البيضاء، طنجة، وجدة، حيث خرج الشباب مطالبين بإصلاحات عاجلة.
المطالب المرفوعة
أكد إدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، في حوار مع فرانس24، أن الحركة رفعت مطالب “اجتماعية صرفة، واقعية ومقبولة”، تتمثل في:
- إصلاح عاجل للتعليم العمومي وتحسين جودته
- تعزيز النظام الصحي العمومي وزيادة الموارد البشرية والمادية
- توفير فرص عمل للشباب والتقليص من البطالة
- محاربة الفساد وإعادة ترتيب الأولويات العمومية لصالح الخدمات الأساسية بدل المشاريع الاستعراضية

الشعارات التي رددها المتظاهرون عكست هذه المطالب، مثل “الحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية”، وهو ما جعل الحركة تحظى بتعاطف واسع.
تعامل السلطات
على الأرض، واجهت السلطات المغربية هذه الاحتجاجات بانتشار أمني كثيف وتوقيفات طالت مئات الشباب في مدن عدة. ورغم أن أغلب الموقوفين أطلق سراحهم بعد ساعات، إلا أن مشاهد اعتقال شبان حاولوا رفع شعارات أو الحديث إلى الصحافة أثارت انتقادات واسعة. مراقبون أشاروا إلى أن غياب بيان رسمي واضح حول أسباب المنع أو وضعية الموقوفين يتعارض مع مبادئ الشفافية وحق المجتمع في المعلومة.
رؤية حقوقية
السدراوي شدد على أن “جيل زد 212” تمثل “جزءًا من الشرارة” التي سلطت الضوء على أزمة الثقة بين الشباب والسلطات، موضحًا أن مطالبها تتماشى مع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنصوص عليها في الدستور المغربي والمواثيق الدولية. كما دعا إلى احترام حرية التظاهر والتجمع السلمي، وتمكين الجمعيات الحقوقية من أدوارها في التأطير والمرافعة، بدل التضييق عليها.

تُظهر حركة “جيل زد 212” تحولات في أشكال التعبير لدى الشباب المغربي، حيث أصبح الفضاء الرقمي هو المنصة الأولى للحشد والتنظيم، بينما تظل المطالب متجذرة في قضايا الصحة والتعليم والكرامة الاجتماعية. وبينما تعتبر الحركة نفسها “سلمية ووطنية”، فإن طريقة تعامل السلطات معها ستحدد ما إذا كانت هذه الشرارة ستخبو سريعًا أو ستتطور إلى موجة احتجاجية أوسع.
ما هي حركة “جيل زد 212“؟
هي تجمع شبابي رقمي ظهر في سبتمبر 2025 عبر منصات مثل تيك توك، انستجرام وديسكورد، بلا قيادة معلنة أو إطار قانوني رسمي، ويهدف للتعبير عن قضايا اجتماعية مثل التعليم والصحة والبطالة.
لماذا سُمّيت بهذا الاسم؟
الاسم يشير إلى “جيل زد” أي الشباب من مواليد منتصف التسعينيات وما بعدها، و”212″ هو الرمز الدولي للهاتف الخاص بالمغرب، ما يرمز لانتماء الحركة للشباب المغربي.
ما أبرز مطالب الحركة؟
المطالب اجتماعية بحتة، وتشمل: إصلاح التعليم العمومي، تحسين الخدمات الصحية، توفير فرص العمل، محاربة الفساد، وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق لصالح الخدمات الأساسية.
كيف يتم تنظيم الاحتجاجات؟
تعتمد الحركة على التعبئة الرقمية، حيث تُطلق الدعوات للتظاهر عبر تيك توك وإنستغرام وديسكورد، لتتجمع مجموعات صغيرة من الشباب في مدن مختلفة مثل الرباط، الدار البيضاء، أكادير، طنجة ووجدة.
ما موقف السلطات المغربية؟
قامت السلطات بمنع العديد من الوقفات عبر انتشار أمني مكثف، مع توقيفات شملت مئات الشباب لفترات قصيرة. وحتى الآن، لم يصدر بيان رسمي يوضح أسباب المنع أو وضعية الموقوفين.
هل للحركة توجه سياسي؟
وفق تصريحات المشاركين، لا تنتمي الحركة إلى أي حزب أو تيار سياسي، وتصف نفسها بأنها “سلمية، وطنية، محبة للوطن والملك”، وتركز فقط على قضايا اجتماعية ملحّة.
ما مدى قوة الحركة؟
رغم حداثة نشأتها، جمعت “جيل زد 212” أكثر من 90 ألف متابع على ديسكورد، وأصبحت قادرة على تحريك احتجاجات في عدة مدن خلال أيام متتالية، ما يجعلها مؤثرة في المشهد الشبابي الرقمي.
هل من المتوقع أن تتوسع الحركة؟
مستقبلها مرتبط بمدى تجاوب السلطات مع مطالبها؛ فإذا استمر التضييق، قد يرتفع سقف المطالب ويتوسع نطاق الاحتجاجات، بينما يمكن أن ينحسر الزخم إذا تم فتح قنوات حوار جادة وتنفيذ إصلاحات ملموسة.
اقرأ أيضًا: “شيرين عبدالوهاب” تثير الجدل في ختام مهرجان “موازين” بالمغرب.. ماذا حدث؟