لا تظلموا “كورونا”!
سلامة رفاعي هلال
أحيانًا، بِدافع الخوفِ، نَمنحُ أشياءًا بطولة لا تَستحقُّها؛ الكورونا على سبيل المثال!
فيروس خَطير بلا شك، وقاتل في بعض الحالات، وحَريٌّ بنا اتقاؤه ما استطعنا، لكن التمادي في خشيته يحوّله من مُجرَّد فيروس إلى كابوس!
هذا العالم محفوفٌ بالأخطار، ومَظَانِّ الألم، ومَزالقُ الخوفِ، هذه هي طبيعة الحياة الدنيا، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من أجلها، أن نتمنّى الدار الآخرة ونسعى في سعيها.
لا شيءَ يُمكنهُ أن يُحرِّر الإنسان من المخاوف التي تنتابه، إلا إدراكهُ لآليةِ حدوثِ المقادير، حينما يكتب الله أنّ فُلانًا سيتألم ألمًا قدره كذا -على افتراض أن هناك وحدة لقياس الألم- فإنه سيتألم ما كُتِبَ له من مقدار الألم، قد يتألمه من “الكورونا” أو مِن عِلّة أخرى، أو فجيعة، أو خيبة، أو من فقد … الخيارات جمّة، المهم أنّ نصيبه من الألم آتيه لا محالة، قد يصادف أن ينال أحدهم نصيبه المُقدَّر من الألم بالكورونا، وينال آخر نصيبه بفقدان عزيزٍ مثلًا، الجوهر واحد وإن اختلف السبب، وكما قال الشاعر:
ومَن لم يمُت بالسيف مات بغيره * تعددت الأسبابُ والموت واحدُ.
مُوفَّقٌ مَن يعرُج مِن التعرّف على السبب، إلى التعرّف على المُسبِّب؛ رب الأسباب جلَّ وعلا.