حُمّى العدوى!
فاطمة العدلاني
التقليد الأعمى محو وطمس هوية شخصية فكاد يجن شخص يعي معنى أن يمحي نفسه هكذا أمر لا يُعقل! يقول إمرسون “التقليد هو حالة من الانتحار”، إحدى صيحات الموضه التابعه لشخص أو مجموعة لا يصفهم أي شيء غير أنهم أشخاص “بشر” مثلنا تقترح أن الموضة هذا العام اللون الأرجوازي، فيذهب الكل لشراء اللون الأرجوازي حتى لا يُصبح غير مواكب للموضة وإن كاد يعلم أن لا هناك لون أرجوازي في الوجود سوى أنه خليط عدة ألوان سيئة نتج عنه لون أسوأ منهم جميعًا، تقترح العام الذي يليه أن السروال مقطوع فيذهب الجميع لشراء السروال ممزق! يقترحون العام الذي يليه أن لا حجاب كما المعتاد وأنه سيكون قطعة مربوطة للخلف تشبه حجاب الجدة في البيت حين تُصاب بالصداع! العجيب أن الكل مقتنع وغير معترض! لقد ذهبوا لشراء ذلك كله أيضًا بمبلغ وقدره، إنه على الموضة ألا تفهم! في حين لو أقنعت أحدهم أن هذه الغرائب لا تروق لك لاتهمك بالجنون ولأصبحت شاذًا عن القاعدة التي يفرضها قانون التبعية، والذي يخشى أن تفترق عنه كل تابع للقطيع! تخيل أن تناقش نفس العقلية في أمر هام تحتاج فيه لمشورة ورأي! ستصاب بالجنون حتمًا إنهم بلا رأي يا عزيزي لا تتنازل عن كونك أنت لأنه ليس استنساخًا فرديًا ليس من الممكن أن يكون هناك تكرار للشخصيات فلا تسمح لنفسك أن تكون سوى أنت، ليس مهمشًا أن تتغاضى عن كونك أنت، لأنك ستُصاب بالجنون من فرط التفكير إن أردت الفوز برضا الآخرين.. ستنكمش عفويتك مع أول صفعة خاطر، ستحاول لجم انطلاقتك مرة بعد أخرى ثم تكتشف أنك لم تعد منخرطًا في الحياة لأنك متحفظ! سيتهمونك بتفاهة أهدافك إن كنت ما زلت تخطط لها علي الحائط وما إن تقع بسهم صائب ستنهال عليك التهاني وسيشهدون لعلمهم من قبل بوعدك لمستقبل باهر، ستتقوي وستكون الداعم الأول لنفسك حتى لا تكون هشًا سهلًا تنكسر وعلى نتاجه أيضًا سيتهمونك بالغرور، كل جهه تختار أن تكون لها رضا لن ترضي أحد، ستصبح يومًا وأنت شخص آخر لا تعلمه ولا يجتمع عليه من أردت أن يتفقوا له، ولن ترضي عنه أنت نفسك. كن عفويًا إن أردت، كن متحفظًا إن أردت، كن شغوفًا لأفكارك وإن كنت وحدك من تؤمن بها، كن أنت
اختر أن تكون أنت فقط.
يقول آرثر ” نحن نتخلي عن ثلاثة أرباع أنفسنا لكي نصبح مثل الآخرين!”