2023 في هوليوود.. عام «الباد بوي فريند»
رهام صالح
عندما انتشر خبر مشاركة جريتا جيرفيج، في كتابة وإخراج فيلم عن باربي عام 2020، توقع معجبوها أنها ستعالج مواضيع الاستهلاك والوعي الجسدي التي تشجع عليها الدمى. وهذا ما فعلته بالفعل. لكن إحدى المفاجآت العديدة التي قدمها فيلم «باربي» هي أن الاهتمام الأساسي لأعلى فيلم في قائمة الإيرادات لعام 2023 انصبّ على سوء معاملة الرجال للنساء.
يبدو كين «ريان جوسلينغ» المتملق لطيفًا في البداية، لكن عندما ترفض باربي «مارجوت روبي» إقامة علاقة رومانسية معه، بشكل أساسي لأنها لا تعرف ما هي العلاقة الرومانسية، ينتقم بطريقة جنونية. يتآمر هو وزملاؤه من كينز لغسل دماغ جميع باربيات وتحويلهن إلى فتيات تافهات خاضعات، ويخططون لإعادة كتابة دستور أرض باربي ليمنحوا أنفسهم القوة العظمى.
رغم اختيار جريتا جيرفيج زاوية جريئة وغير مألوفة، لم تكن الوحيدة التي استكشفت هذا الموضوع. مع مرور عام 2023، أصبح واضحًا أن صانعي الأفلام في كل مكان كانوا مشمئزين من نموذج الرجل المتعالي، المفترس، صاحب العقلية الضيقة. على شاشة السينما، كان هذا هو عام «الباد بوي فريند».
في أسبوع واحد من شهر أكتوبر، تمتع المشاهدون الأميركيون بخيار مشاهدة ثلاثة أفلام جديدة تتناول نفس الموضوع: «Cat Person» و«Fair Play» و«The Royal Hotel».
في فيلم «Cat Person» للمخرجة سوزانا فوغل، وبطولة إميليا جونز في دور طالبة تتحرش برجل ثلاثيني «نيكولاس براون»، لتكتشف لاحقًا أنه بعيد كل البعد عن شخصيته الساحرة في الرسائل النصية. يجعلها تشعر بعدم الارتياح، لكنها أيضًا تشعر أنه يجب عليها أن تمضي في أي شيء يريده. وعندما ترفضه، يتفاعل بطريقة تشبه شخصية «كين» في فيلم «باربي»، بإرسال رسائل نصية مسيئة لها.
أما في فيلم كلوي دومونت الجديد «Fair Play»، فيلعب فيبي دينيفور وألدن إهرنريتش دور زوجين مرتبطين حديثًا يعملان في نفس الشركة الاستثمارية في وول ستريت. وعندما تحصل هي على الترقية التي كان يأمل بها، يدعي أنه سعيد من أجلها، لكن الغيرة والغضب سرعان ما يسيطران عليه.
وبالنسبة إلى «The Royal Hotel»، تلعب جوليا جارنر وجيسيكا هينريك في فيلم كيتي جرين دور فتاتين أميركيتين تتجولان بالحقائب وتعملان كنادلات في حانة نائية بأستراليا خلال الصيف. لقد تم تحذيرهم: «يجب أن تتحملي القليل من الاهتمام الذكوري». وهذا يعني أنه يتعين عليهما تقبل الإساءة المعادية للنساء باعتبارها مزاحًا، والتحرش الجنسي من الرجال الذين يتعثرون في غرفهن بعد إغلاق الحانة.
«Anatomy of a Fall»، الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في شهر مايو، هو دراما في قاعة المحكمة ممزوجة بغموض جريمة قتل، ولكنه أيضًا صورة لزواج ينهار لأن الزوج يشعر بالغيرة من نجاح زوجته.
أول ظهور رائع لمولي مانينغ ووكر كمخرجة في «How to Have Sex»، وهو دراما بريطانية عن بلوغ سن الرشد تُجبر فيها تلميذة مراهقة (ميا ماكينا بروس) على فقدان عذريتها أمام صبي بغيض أثناء إجازتها في اليونان.
أما فيلم «Priscilla» للمخرجة صوفيا كوبولا، وهو فيلم سيرة ذاتية لبريسيلا وإلفيس بريسلي، فهو قصة فتاة صغيرة يسيطر عليها رجل كبير السن قوي.
حتى فيلم «Poor Things» للمخرج يورجوس لانثيموس يتبع نفس النمط. هو عبارة عن خيال جامح تدور أحداثه في أوروبا الفيكتورية، ومع ذلك يتشابه كثيرًا مع فيلم «باربي». لا تملك بطلتا الفيلمين أي معرفة بالعالم الحقيقي «في حالة فيلم «Poor Things»، تم استبدال دماغ إيما ستون البالغ بدماغ طفل»، وهذا الجهل يمكّنهما، في البداية، من السير فيه بثقة ساذجة. لكن طريق كلتا المرأتين يعرقله رجال يائسون للسيطرة عليهما، ويغضبون عندما لا يُسمح لهم بذلك.