آفات العصر
عمر غازي
بمرور الوقت، تتطور الثقافات وتتغير المجتمعات، وتتقدم الأمم، ومع هذه التحولات، تظهر العديد من التحديات والأفكار الجديدة التي يجب أن نتعامل معها.
في عصرنا الحالي، يتقدم العالم من حولنا؛ بينما نحن نواجه بعض الآفات التي تحجب الرؤية، وتعمينا عن رؤية الطريق، وفي تقديري الشخصي تتمثل هذه الآفات بشكل رئيس في أحادية الرؤية، وثنائية الاستقطاب، وهوس التصنيف، وحمى الترند.
أحادية الرؤية
هي أولى هذه الآفات، وأحد مظاهر الانحراف الفكري، ويمكن تحديد هذا المفهوم بأنه رؤية القضايا والمشكلات من منظور واحد فقط وعدم القدرة على التكيف مع التعددية في الفهم والاتجاهات. يعتبر الفكر الأحادي إقصائيًا للمختلف ويمنع التعايش مع الآخر ولا يقبل التعددية الثقافية.
ينتج عن هذا النوع من الفكر رفض كل ما هو جديد وإيجابي، ويجعل من صاحبه غير قادر على التكيف مع التطورات العالمية، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة والإرهابية.
ثنائية الاستقطاب
تطغى هذه الآفة في مجتمعاتنا، وتتمثل في الانقسام الحاد بين فئتين معاديتين، مثل اليمين واليسار، الشرق والغرب، الحديث والتقليدي، باختصار إما أن تكون معي أو ضدي ونقيضي، هذا الاستقطاب يقلل من التفاعل البناء ويثير التوتر والصراع بدلاً من التفاهم والحوار.
هوس التصنيف
نحن نميل إلى تقسيم الأشياء إلى فئات وأقسام، سواء كانت الأشخاص، الأفكار، أو حتى الأماكن.
الأشياء التي يمكن تصنيفها بسهولة، قد تستميلنا لأنها تجعل العالم يبدو أكثر ترتيبًا وقابلية للفهم، ولكن هذا التصنيف يمكن أن يؤدي إلى التبسيط الزائد والتحيز.
حمى الترند
وربما تكون آفة الآفات في الوقت الراهن، وهو جنون الترند متابعةً، وصناعةً، وهذه الآفة تتزايد بشكل مستمر إلي حد الصرع، فأصبح السفهاء والتافهون مشاهير، وأصبحت صناعة التفاهة رائجة لتحقيق الشهرة، والانتشار ولو عن طريق الفضائح وعلى حساب السمعة، دون حدود، نظرًا لما أصبحت تدره من مال على أصحابها من خلال عائد المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي.
وأخيرًا؛ الاعتراف بوجود هذه الآفات هو نصف الحل، ولكن للأسف الشديد سنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة لأسباب كثيرة يطول شرحها هنا.