منوعات

“إِشكاليّة هَان 한 恨” تمتازُ الثقافة الكورية بِحُزنٍ ونَدمٍ عَميقين غير قابلين للتَّفسير.. أَم أنَّ هذه مجرّد صورة نمطيّة شَائعة؟

مينسو كانغ

ترجمة: عبير عبد الواحد

بِصفتي مُقيمًا كوريًّا في الولايات المتحدّة، اعتراني الذهول والارتباك على حدٍّ سواء من النجاح الأخير الذي أحرزتهُ الثقافة الكورية الشّعبية في البلاد. عندما أتيتُ للمرة الأولى إلى الولايات المتحدة في مُنتصف الثمانينات، وعلى الرّغم من التقدّم الاقتصاديّ الكبير لكوريا الجنوبيّة في العقود السّابقة، فإن غالبيّة الأميركيين الذين التقيتُ بهم كانَ لا يزال لديهم الانطباعُ بأنَّ وطني هو بلدٌ فقير من بلدان العالم الثالث، يُنتِجُ سلعًا رخيصة ولكنها رديئة، وكانوا غالبًا ما يعتقدون أنهُ يقع في جنوب شرق آسيا، وفي بعض الأحيان يخلطونَ بينه وبين فيتنام.

ولكن الآن طلّابي في الجامعة وسط الولايات المتحدة حيثُ أُدرِّس يستمعونَ بشغفٍ إلى موسيقى البوب الكوريّة «ما زلتُ أندهشُ عندما أُشغِّل المذياع على محطّة محلية وأسمع الأغاني بكلمات كورية»، في حين أن العديد من أصدقائي الأميركيين هم مُشاهدون مُلتهمون للدراما الكورية ومُتحمِّسون لها. في عام 2020 رُشِّحَ الفيلم الكوري طُفيلي “Parasite” لعام 2019 لِستِّ جوائز أوسكار، نالَ منها أربع جوائز، بما في ذلك جائزة “أفضل فيلم”، ليكون أوّل فيلم بلغة أجنبية يفوز بذلك. وفي العام الذي يليه، رُشِّحَ فيلم ميناري “Minari” لعام 2020 لِستِّ جوائز أوسكار أيضًا، وهو فيلم عن الأميركيين من أصول كوريّة، بالإضافة إلى فوز الممثلة المخضرمة يون يو- جونغ، وهي وجهٌ مألوف للكوريين الجنوبيين، بجائزة أفضل مُمثلة مُساعِدة. وفي عام 2021 أصبح البرنامج التلفزيوني “لُعبة الحَبّار Squid Game” البرنامج الأعلى مشاهدة على نتفليكس في الولايات المتحدة، وفي عدّة بلدان أخرى. وقد أكون بدوري استفدتُ من هذا التَّطور بصورة متواضعة، حيثُ بِيعت النُّسخة الكلاسيكيّة من ترجمتي لرواية “قصة هونغ غيل دونغ 2016″ من عصر مملكة جوسون القديمة، والتي تحكي قصة بطل خارج على القانون مُشابهٍ لروبن هوود، وهو موضوع عدد من الأفلام والدراما الكوريّة، وباتت قراءتهُ إلزامية في كثير من فصول الكلّيات والمدارس الثانوية.

سَاهمَت هذه الأعمال في زيادة الاهتمام بالثقافة الكورية بصورة عامة، مما أتاحَ الفرصة للكُتَّاب الكوريين الأميركيين للظهور كَمُفسّرين لكلّ ما يتعلّق بالثقافة الكورية. وقد استُحضِرَ مفهوم الـ”هان” في كتاباتهم باعتبارهِ مفتاحًا جوهريًّا لفهمِ الشخصية الكورية، فضلًا عن ثقافتها وفنونها بالمجمَل. إن الـ”هان 한” مصطلح يُفتَرضُ أنهُ لا يُمكنُ ترجمتهُ وغير قابلٍ للشّرح، ويُشيرُ إلى شعورٍ كوريٍّ فريدٍ مِن نوعهِ، مُتَّسِمٍ بالحزنِ العميق والنّدمِ والاستياء والغضب، ومشاعرَ سلبية أخرى مُتشابكة داخل الفردِ وفي الشّعبِ ككل. ولقد زُعِمَ أنَّ الكوريين المعاصرين ورثوا هذا المفهوم مِن تقاليد راسخة، بوصفها ذاكرة عاطفيّة جَمعيّة لتجاربِ أسلافهم مع الصدمات التاريخية، بما في ذلك الكثير من الغزوات الأجنبية على مرّ العصور. وكثيرًا ما وردَ ذِكر الـ«هان» في وسائل الإعلام الأميركية أيضًا.

من الأمثلة المبكرة على ذلك، حلقة تعود إلى عام 2003 من المسلسل التلفزيوني “الجناح الغربي /The West Wing”، التي تدورُ حول عازف بيانو كوري شمالي زائر يسعى للانشقاق والفرار إلى الولايات المتحدة. وعندما يتعذَّر عليه تحقيق هدفه، يُظهِر العَرض أنّ البطل مُترعٌ بالـ”هان”، وهو حزنٌ بليغ جدًّا لدرجة أن الدموع تنحبسُ في المُقَل. يقول الراحل أنتوني بوردين في برنامجه عن الطّهي والسَّفر “أماكن مجهولة 2013-2018”: “لإلقاء نظرة خاطفة على غياهب قلب النَّفس الكوريّة.. فمن الأجدى التعرّف على مفهوم “هان”.. إنهُ مفهوم يصعبُ على غير الكوريين استيعابهُ تمامًا”. واستُحضِرَ هذا المفهوم أيضًا في مراجعات المجلّات لِفيلم “طفيّلي/Parasite” و”لُعبةُ الحبّار/ Squid Game”، وإن لم تُستخدَم الكلمة مُباشرة.

عندما يذكر مترجمو مُنتجات الثقافة الكوريّة كالأفلام والبرامج التلفزيونية، الـ”هان” فإنهم يُشيرونَ بذلك إلى العاطفة المكثفة والحادّة في تلك الأعمال، وخاصة مشاعر الحزن والندم والسّخط والغضب المرتبطة بالمفهوم. على سبيل المثال، يبدأ فيلم «طُفيّلي» بعائلة من المخادعين الذين يستهدفونَ عائلة غنيّة، ولكن مخططهم يتحول إلى مأساة مع انفجار متأجج بالغضب من الاستياء الطبقيّ. كما يتميّز برنامج «لُعبة الحبّار» باليأس المُحزِن لأشخاصٍ تعجُّ حياتهم بالفوضى العارمة إلى حدٍّ يجعلهم على استعداد لخوضِ مخاطر الموت بإرادتهم في سلسلة من الألعاب السّادية، من أجل فرصة ضئيلة للخلاص. من بين الأفلام الكورية الشهيرة الأخرى، يمكننا الإشارة إلى حزن وغضب الرجل المسجون لِسبب غير مفهوم في فيلم “الفتى العجوز/ Oldboy” لعام 2003، الزوجة المجني عليها والمُصابة بصدمة نفسية في فيلم “سيّدة الانتقام/Lady Vengeance” لعام 2005، يتعيّن على الرعايا الاستعماريين التواضع أمام أسيادهم اليابانيين والمتعاونين معهم في فيلم “الخادمة/The Handmaide” لعام 2016، والشاب الفقير الذي يخسر فتاة يُحبّها لصالح رجلٍ ثريّ في فيلم “احتراق/Burning» لعام 2018″.

من وجهة نظر الـ”هان” يبدو أنَّ هذه المشاعر تمثّلُ الموضوع المشترك في جميع الأعمال. إنّ هذا الافتراض موضع تساؤل، ولأن الـ”هان” باتَ مصطلحًا لا مفرّ منه عند توضيح كل الأمور الكوريّة، فإنه من الأهميّة بمكان استكشاف أصله ومعانيه الدقيقة. وفي خاتمة المطاف، من الضروري أن نسأل ما إذا كانَ هذا المصطلح فعلًا مصطلحًا مفيدًا في فهم الثقافة الكوريّة.

على امتداد معظم القرن العشرين، لعبَ الـ”هان” دورًا كبيرًا في تعريف الذّات الكورية. صار مفهومًا ثقافيًّا مهمًّا على نحوٍ خاصّ ابتداءً من الستينات عندما شرعت كوريا الجنوبية ببذل جهودٍ متضافرة للتغلّب على مآسي الماضي القريب: الاستعمار من قبل الإمبراطورية اليابانية من سنة 1910 ولغاية 1945؛ التقسيم القسري للبلاد إلى شمالٍ وجنوب في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية؛ والدّمار النّاجم عن الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953. وحتى بعد أن احتلّت كوريا الجنوبية مكانتها في السَّاحة العالمية كقوّة اقتصادية ناشئة، ظلّت وصمة الـ”هان” ماثلة. لم يكتفِ «هان» بالإشارة إلى الحزن والغضب المتأتي عن الصدمات التي طالت الناس على إثر الأحداث التاريخية، بل وصفَ أيضًا السُّبُل الفريدة التي حملوا بها تلك التجارب وتعاملوا معها. في النهاية، جاء “هان” للدّلالة على نوعٍ من الاستثنائيّة الكورية، التي تُعرَّف بالقوة والمرونة في مواجهة الحزن والألم المتجذّرين.

استحوذت فكرة الـ”هان” المجازية على الخيال والأدب الكوريّ. في المجال الثقافيّ، زعمت شخصيّات أدبية رائدة مثل باك كيونجني 1926-2008، والشاعر كو أون 1933، وغيرهما كثيرون، بأن «هان» هو المبدأ الجمالي المركزي في الفنّ والأدب الكوري، ويمكن أن ينطبق حتى على المنتجات الإعلامية الشعبية مثل الدراما التلفزيونية والأفلام. وعند شرح المصطلح لغير الكوريين، صارَ أمرًا شائعًا على أنهُ لا يمكن فهم الشعب الكوري دونَ فهم الـ«هان»، مع الإدّعاء في الآن ذاته أن الكوريين فقط هم من يمكنهم إدراكهُ حقًّا.

بلغَ تأثير الـ«هان» ذروته مع إصدار فيلم “سيوباينجي/ Seopyeonje” لعام 1993 للمخرج الشَّهير إيم كوون تايك، ويتناول الفيلم حكاية فنّ الغناء والسرد التقليدي “بانسوري”، وهو عملٌ مفعمٌ بجماليات الـ”هان”. كانَ الفيلم نجاحًا محليًّا رائجًا، والأعلى ربحًا حتى ذلك الوقت، إلا أنهُ أثبتَ أيضًا أنهُ آخر هتاف لأهمية “هان” الثقافية.

شَهِدَت فكرة “هان” تراجعًا كبيرًا في الأهمية الثقافية، حتى في كوريا الجنوبيّة نفسها.

عندما تنتقل فكرة ثقافية مجتمعية من بلد “كوريا الجنوبية” إلى المهاجرين من ذلك المكان إلى بلدٍ آخر “ونعني هنا: الأميركيون الكوريّون”، يقعُ تأخير حتميٌّ بالإضافة إلى عملية ترجمة قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تحريف. يحدثُ هذا غالبًا عبر الأجيال، عندما يتوارث الفكرة أشخاص لا يُجيدون لغة أجدادهم. تُقدِّم مسألة “هان” مثالًا جيّدًا على هذه العملية.

في السنوات الأخيرة، اعتمدَ كثيرٌ من الكوريين الأميركيين فكرة الـ”الهان” لتعريف هويّتهم ووصف تجاريهم الحياتية وتراثهم. يقولون إنَّ “هان” يوضّح الشخصية الكورية وحضارتها في وسائل الإعلام الرئيسة. وَيظهر المفهوم على نحو مُتكرّرٍ في الروايات المكتوبة بأقلام كوريين أمريكيين، ومؤخّرًا في رواية باتريشيا بارك «ري جين» 2015، التي تُعيد تصوّر قصة جين إير لشارلوت برونتي 1847 في مدينة نيويورك المعاصرة مع بطلة الرواية الأميركية من أصل كوري. في هذا العمل، يوصفُ “هان” غير القابل للترجمة، بأنهُ شعورٌ بـ”الألم الحارق المحتَدِم الذي يسري في الدماء، نتيجة التعرّض للظلم”. وفي كتاب “جيه كاسبيان كانغ” غير المتخيَّل “الأميركيون الأكثر وحدة” 2021، الذي يدور حولَ وضع الأميركيين من أصولٍ آسيوية في المجتمع والثقافة الأميركية، يوصفُ “هان” بأنّهُ «حالة كوريّة يُقنِع فيها المنكوب نفسه بأنَّ العالم قد أدارَ ظهرهُ له».

ومع ذلك، يبدو أنَّ قلّة من الأميركيين الكوريين يدركون أنّ فكرة «هان» قد شَهِدَت تراجعًا كبيرًا بالأهمّية الثقافية في كوريا الجنوبية نفسها منذُ أواخر التسعينات، وصولًا إلى حدِّ فقدان الأهمية الآن. مع تحقيق الازدهار والديمقراطية، لم يعد يبدو مناسبًا بعد الآن فكرة وجود طابع جوهريّ يُعرَف بالحزن العميق نتيجة الصدمات والإمكانات غير المحققة. بالطبع يعاني سكان البلاد من التفاوت الاقتصادي، مثلما تجلّى ذلك ببراعة فنية مجازية في “لعبة الحبّار” و”طُفيّلي”، ومن عدم المساواة بين الجنسين، كما فُصِّلَ ذلك تفصيلًا مؤلمًا في رواية “تشو نام جو” النسوية المثيرة للجدل “كيم جي يونغ، مولودة عام 1982” 2016؛ صدرت ترجمتها للإنجليزية عام 2020. إنهم على دراية بالوضع المتأزّم المستمر مع كوريا الشّمالية، إلى جانب قضايا نوعيّة الحياة النابعة من الثقافة التنافسية المُرهِقة والإدمان على العمل “يُطلقون عليها أحيانًا تسمية “جحيم جوسون”.

ولكن بالنظر إلى الإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المذهلة التي تحققت في الماضي القريب، لم يعُد شعب كوريا الجنوبية يشعر بأنه محكوم عليه دومًا بوصفهِ ضحايا سلبيين للتاريخ. لم تزل كلمة «هان» تُذكر من حين إلى آخر في الثقافة الشعبية وتُستخدَم في اللغة العامية، لا سيما في الإشارة إلى ما يُعرف باسم «فتيات الراحة» أو نساء المتعة، وهُنَّ ضحايا الاسترقاق الجنسي على يد جنود الاحتلال الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية. ولكن بالنسبة لمعظم الكوريين الجنوبيين المعاصرين، يبدو أن الفكرة الأشمل لـ”هان” باعتبارها سِمة تعريفية تتلاشى تدريجيًّا وكأنها مفهوم رجعيّ من الماضي. لذلك من المحتمل أنهم مُندهشين من أنّ الكوريين الأميركيين ما زالوا يستخدمون هذا المصطلح لِشرح الثقافة الكورية المعاصرة للأميركيين.

وعلى أيّة حال، فإنَّ انعدام أهمية “هان” الحديثة بالكاد تكون السبب الرئيس للتردد قبل استخدامه مرة أخرى. إنَّ البحث في أصل مفهوم الـ”هان” يكشفُ عن تاريخٍ مُربكٍ للغاية، وهو تاريخٌ متورّطٌ في أيديولوجية الإمبراطورية اليابانية، والقومية العرقيّة، وردود الفعل المتحيّزة جنسيًّا على النهوض بحقوق المرأة.

لدى إلقائي نظرة على الأصل التاريخي لكلمة “هان”، يذهلني على الفور المصدر غير الكوري للكلمة ومعناها. منذ العصور القديمة، تَشرَّبَ الكوريون الثقافة الصينية واندمجت في ثقافتهم، بما في ذلك الكثير من الكلمات في لغتهم. قدّرَ العلماء أن ما يصل إلى ستين بالمئة من الكلمات الكورية هي من أصل صيني “اللغة الصينية- الكورية”، على الرغم من أن حوالي 35 بالمئة فقط منها تُستخدم على نطاق واسع في اللغة اليومية. لفظة “هان” مُشتقة من كلمة هين Hen وهي شائعة الاستخدام في اللغة الصينية الحديثة بنفس المعاني العامة لكلمة “الاستياء”.

“yuanhen 怨恨”، و”الكراهية chouhen, 仇恨”، و”الندم huihen, 悔恨”. وبالطبع أصلها الصيني لا ينفي كونها كلمة كورية، على غرار كثير من الكلمات الإنجليزية من أصلٍ فرنسي من العصور الوسطى، ولكن المفارقة تكمن في الاعتقاد أن المصطلح الصِّيني الكوري يشير إلى مفهوم كوري جوهري مُتَفرِّد. علاوة على ذلك، ليس هناك دليل واحد على أنّ أيّ شخص قبل القرن العشرين اعتقدَ أن الكلمة تحمل معنى خاصًّا بالشخصية الكورية، بعبارة أخرى، بُنيَت الفكرة بأكملها بأنَّ الكوريين هم بالأساس شعب الـ«هان» في العصر الحديث.

الفكرة نفسها لها جذورٌ في أيدولوجية الإمبراطورية اليابانية، وقد استُخدِمَت لتبريرِ استعبادِ الكوريين واستغلالهم. مع توسّع إمبراطورية اليابان، توصّلَ المدافعون عن فكرة الاستيلاء على كوريا إلى مفهوم “نايسن إيتاي/ naisen ittai” “والذي يعني حرفيًّا: اليابان وكوريا جسدٌ واحد”. استندَ المفهوم إلى الأسطورة التاريخية القائلة بأنَّ الشعبين الياباني والكوري ينحدران من نفس الأصل العرقي، سوى أن اليابان كانت قادرة على التقدّم عبر المراحل الطبيعية لتطوّر الحضارة، وبلغت الحداثة في خاتمة المطاف، بينما أصاب كوريا الركود بسبب الفساد واستبداد طبقتها الحاكمة المتخلِّف، مع إخلاصها المدموغ بالعبودية للثقافة الصينية.

كانَ من واجب اليابانيين القدوم ومدّ يد العون لأبناء عمومتهم المساكين، والعمل على تحضيرهم وتثقيفهم، بواسطة الوصاية الإمبراطورية. تعود جذور الفكرة إلى النظريات الغربية حولَ الجوهرية العِرقيّة، التي تَبنَّتها اليابان، وعدّلتها ثم استخدَمَتها لأغراضها الخاصة. وعلى الرغم من الطبقة الخيّرة التي عَلَت فكرة نايسن إيتاي/الجسد الواحد، فقد باتت الأساس لعنصرية علنية وخبيثة تّجاه رعايا الإمبراطورية الكوريين.

في العصرِ الحَديث، استُخدِمَ مُصطلح الـ”هان” في مديح النِّساء اللّواتي يُكابدنَ أحزانهُنَّ بِصمت.

إن كانَ هناك شخصٌ يمكن تعريفهُ على أنه الأب لِما سوفَ يُسمّى لاحقًا بِالـ«هان»، فهو ليسَ كوريًّا بل الفنّان الياباني والمُنظِّر الفَنّي ياناغي مونيوشي “1889-1961”. لقد كَرِهَ ياناغي تأثير التحديث والتّصنيع على الفنِّ والثقافة العامة في اليابان. على الرغم من أنهُ كانَ مُناهضًا شديد اللهجة للإمبريالية وسياسية السيطرة على كوريا، فقد ساهمَ عن غير قصد في المشروع الإمبريالي، وذلك بإيمانهِ بالأسطورة التاريخية “نايسن إيتاي”، والاستفاضة بالكلام عن الحزن المتأصل الذي يعيشهُ الشعب الكوري بسبب وضعه المحزن والمؤسف. ونظرًا لأنّ كوريا كانت مكانًا متخلِّفًا وبدائيًّا للغاية، فقد أنتجَ عامّة الناس أعمالًا فنية “صناعة الفخّار بصورة أساسية”، ذات جمال غير مصقول ولكنهُ أصيلٌ وطافحٌ بالحزن العميق. وكما شرح ياناغي مونيوشي بالتفصيل في مقالهِ “الفنّ الكوري 1922″، فإنّ جزءًا كبيرًا من المصائب التي ألَمَّت بالشّعب الكوريّ كانت نتيجة غزوات القوى الأجنبية المتكرّرة لِشبه الجزيرة على مَرّ الزمان. تلقّى الحرفيّون كلّ المشاعر السلبية من معاناتهم ووجهّوها إلى الفنّ، مُبتكرين بذلك تأثيرًا ساميًا أطلقَ عليه اسم “جمال الحزن” “هياي نو بي”. وبذلك كانَ «ياناغي» أوّلَ من أوردَ فكرة أن الكوريين هم شعبٌ يُعرَّف بِحُزنه.

إنّ فكرة وجود الطابع الكوري الذي شَكّلتهُ الغزوات الأجنبية هي أسطورة حديثة أخرى، ولا تزال متداولة حتى اليوم. كانت شبه الجزيرة الكورية في الواقع عرضة لسلسلة من النكبات المروِّعة خلال القرن العشرين، بدءًا من الاستعمار الياباني عام 1910. ولكن في الحقبة السابقة أوان حكم سلالة جوسون «1392-1897»، وأثناء سيادة مملكتها التي دامت لأكثر من 500 عام، تعرّضت كوريا لهجومين أجنبيين بارزين فقط؛ غزو اليابان سنة 1592 وسنة 1598، ثمّ غزو المانشو سنة 1627 وسنة 1636. وفي حين أن تلك الأحداث كانت بلا شكّ فظيعة وصادمة، إلا أن وقوع حدثين من هذا القبيل خلال 500 عام لا يُشكِّلان «غزوات مستمرة». وعلى سبيل المقارنة، يمكن للمرء في هذا الصدد النَّظر في عدد المرات التي تَعرَّضت فيها شبه الجزيرة الإيطالية للغزو منذ القرن الرابع عشر، أو حتى بولّندا أو الهند.

القوميون الكوريون الذين قاتلوا من أجل الاستقلال أثناء الحقبة الاستعمارية، ثمَّ عَمِلوا على تشييد أمّة جديدة بعد التحرير، كانوا من المُجدِّدين الذين لم يكن لديهم مصلحة في استعادة النظام الملكي القديم، وأرستقراطية «يانغبان». وفي نقدهم للطبقة الحاكمة في سلالة جوسون، كانَ من المنطقي أيديولوجيًّا بالنسبة لهم تبني الرواية الإمبريالية حول التخلّف والركود في البلاد قبل الاستعمار. حتى أنهم تبنّوا نظرية «ياناغي» حول الحزن العميق المتجذِّر في الشّعب الكوري النَّاجم عن العيش في ظلّ طُغيان أسيادهم الإقطاعيين وفَسادهم.

بينما استخدم الفنان الياباني ياناغي لفظة «هياي «悲哀»، والتي تعني الحزن»، فضّل القوميون الكوريون استخدام «هان 한»، وهي كلمة غامضة إلى حدٍّ ما في عهد سلالة جوسون، بدأت بالظهور على نحوٍ متواتر خلال الحقبة الاستعمارية. ابتداءً من ستينات القرن العشرين، جنحَ المثقفون والفنانون إلى أبعد من ذلك، حيثُ منحوا فكرة «هان» قيمة أكبر باعتبارها العلامة الحقيقية الدالة على الشخصية الكورية الأصلية التي صاغتها معاناة الماضي العظيمة. وصارت هذه النسخة من «هان»، التي أكدت على القوّة الداخلية، مفهومًا قوميًّا عرقيًّا، تُشيرُ إلى الفرادة المطلقة للشخصية الكورية وثقافتها. وهكذا راحت الحضارة الكورية والفن الكوري والأدب الكوري والشخصية الكورية والخصائص الوطنية الكورية تُفسَّر جميعًا من زاوية الـ«هان».

في سبعينات القرن العشرين، باتت فكرة الـ«هان» راسخة، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار الجنسانية المقلِقة. لقد أشار باحثون في الأيديولوجيا الإمبريالية مثل آن ماكلينتوك إلى أنّ المواطن الخاضع للسلطة الاستعمارية يجري تأنيثه دومًا، ويُبرَز على أنهُ ضعيفٌ وغير عقلاني وبدائي وطفولي وغير ذكي، وبحاجة دومًا إلى الحكم القويّ العقلاني الذي يمتاز به أسيادهم الإمبرياليين الذكور. وبمجرّد أن غادرَ اليابانيون الذين اعتنقوا الفكرة شبه الجزيرة، وتبنّى الكوريون فكرة أن شعبهم يُعرَّف بالـ«هان»، أُنِّثَ المفهوم بكل معنى الكلمة من خلال فكرة أنّ النساء هنّ الحاملات المثاليات للمفهوم. وعُبِّرَ عن ذلك في «تجميل» حزن النساء، والذي صارَ مجازًا شائعًا في الثقافة.

قبل بضع سنوات، ترجمتُ رواية من عهد سلالة جونسون، بعنوان «سجّل فضيلة الملكة إنهيون، السيّدة مين»، والكتاب مأخوذ «بِتَصرُّف» عن أحداث وقعت في البلاط الملكي في القرن السابع عشر، وينطوي على ثلاثية حب بين الملك وزوجته الفاضلة، ومَحظيّته الشريرة التي تَحيك المؤامرات لتحلّ محلّ الملكة. شرحتُ القصّة من حيثُ الكيفية التي يتصرّف بها المجتمع البطريركي «الأبوي»، إذ تُمدَح المرأة التي تقبل المعاناة بصمت وخنوع، وذلك بواسطة ولائها لشخصيات السلطة الذكورية، بينما تُشوَّه صورة المرأة التي تطمح إلى تحسين مصيرها عن طريق توكيد ذاتها والسعي وراء طموحاتها، فتُطعَن ويُحطُّ من قدرها وتُوصمُ بالمغرورة الشّائنة. مع استمرار انتشار هذه الفكرة في العصر الحديث، استُخدِمَ مصطلح الـ«هان» للثناء على النساء اللواتي يكابدنَ أحزانهن بصمت.

إلا أنَّ مدح النساء لقبولهن الموقف التبعيّ الخاضع في المجتمع باتَ غير لائقٍ في كوريا الجنوبية اليوم، حيثُ تتمتعُ النساء بإمكانية الحصول على التعليم، وتختار غالبيّتهن مُتابعة تحقيق طموحاتهن من خلال العمل. وبالتالي، صارَ استخدام مفهوم «هان» للدعوة إلى التمييز الجنسي الخبيث والمتقهقر على نحوٍ متزايد، أحد أسباب تراجعه. كما أخبرتني باحثة نسويّة ذات مرة: كي تزدهر النسوية في كوريا، يجب أن يموت «هان». ما تتطلّبهُ اللحظة الحالية هو «تجميل» جمال شفاء المرأة، ومقاومتها، وتمكينها.

عندما يكون للكلمة تاريخٌ إشكاليّ، من المهمّ تدوين الملاحظات. كمثل كلمة «هان» خضعت كلمة «هيستيريا» لعدد من التغييرات المهمة بمرور الزمن. في تصوّرها اليوناني المصري القديم، وُصِفَت بأنها مرض نسائيٌّ ناتج عن انفصال الرحم «الرحم المتجوّل». ثم أُعيدَ إحياء المصطلح في العصر الحديث المبكر «بين القرنين 15 و18» على أنهُ شكلٌ من أشكال الكآبة العميقة. وفي آواخر القرن التاسع عشر، اتّخذت الكلمة منحىً قبيحًا. في ذلك الوقت، سعى طبيب الأعصاب الفرنسي «جان مارتان شاركو» للبحث عن سبب فيزيولوجي للسلوك غير الطبيعي الذي يتراوح بين الاكتئاب والتصرف العنيف إلى الشلل والكاتاتونيا «أو الجامود». وعلى الرغم من اعتقاد شاركو بأن الرجال والنساء على حدٍّ سواء عرضة للهيستيريا، فقد كانت مرتبطة عمومًا بالأنوثة. وأخيرًا، نفى تلميذ شاركو، سيغموند فرويد، الأساس الفيزيويولجي للهيستيريا، محوِّلًا إياها إلى حالة نفسيّة بالكامل.

وفي مجرى القرن العشرين، رفضت المؤسسات الطبية والنفسية «الهيستيريا» بوصفه مصطلحًا تشخيصيًّا. فلقد لاحظوا عالميًّا المعاناة والآلام الكبيرة التي تسببت بها هذه التّسمية لعددٍ لا يُحصى مِن المرضى، غالبيّتهم العُظمى من النساء، الذين شُخِّصَت حالاتهم على أنها نوبات هيستيرية، وتعرضوا لشتّى أنواع العلاجات التدخلية والمُسيئة والمُضِرَّة. ومع أن المصطلح ما يزال قيد الاستخدام العامّي اليوم، وبصورة رئيسة في صيغة «هيستيريا جماعية»، فإن أولئك الذين يدركون بُعدهُ التاريخي يعتبرون مصطلح «هيستيريا» مصطلحًا سامًّا ملوّثًا بتاريخه المزعج وبكراهيته للنساء وبأضراره الكبيرة بالمطلَق.

إنَّ تاريخ الـ«هان» إشكاليٌّ مثل تاريخ الـ«هيستيريا»، مما يُثير التساؤل عن سَبب رغبة أيّ شخص يُدرك ماضيه في الاستمرار باستخدامه، حتى بعد إعادة تعريفه ومحاولة إعطائه معنى جديدًا ومختلفًا، لتخليصهِ من دلالاته التاريخية السلبية، ومن إرثه الإمبريالي والعنصري والعرقي وتحيّزه الجنسي. منذُ أن اختلقَ مروجوّ البروباغندا اليابانية فكرة أن الكوريين هم شعبٌ يُعرَّفُ بحزنهِ المتأصِّل، عمدَ كثيرٌ من الناس إلى ربطِ كثير من المعاني المتباينة بهذه الفكرة إلى أن استحالت مزيجًا مشوّشًا من الأفكار، بنفس الطريقة التي صارت بها الـ«هيستيريا» مُصطلحًا لا معنى له يدلُّ على أي شخص، عادة امرأة، يظهرُ سلوكًا عاطفيًّا شديدًا.

يُصِرُّ بعض الأشخاص على أن «هان» هو فكرة كورية متفرّدة لا يمكن إلا للكوريين فهمها كما ينبغي. وهي قد تكون مفيدة في تفسير كلّ ما هو كوريٌّ تمامًا مثل مصطلح «الفرديّة الصارمة أو الوعرة» التي تُبيّن كلّ ما هو أميركي، أو «السّاموراي» في التعبير عن كلّ ما هو ياباني. وصحيحٌ أنّ جميع الكوارث والصدمات قد قدّمت للكوريين بئرًا فيّاضة من التجارب العاطفية القوية التي يمكنهم أن ينهلوا منها. إلا أنّ العاطفة الجياشة لا تنفردُ بها الرواية الكورية فحسب، وإن مفهوم نوع محدد من الحزن/ والندم/ والإحباط/ والغضب الذي لا يشعرُ به سوى الكوريين لهوَ مفهومٌ عبثيٌّ سخيف.

ثمَّ إنَّ مفتاح فَهم سَبب نجاح الثّقافة الشّعبية الكوريّة يكمنُ في طبيعتها الهجينة.

لذا، إذا كانت فكرة «هان» غامضة للغاية ومشوّشة وغير مترابطة بحيثُ يتعذّر تفسير روح الأفلام والبرامج التلفزيونية الكورية الحديثة، فما السبب وراء شهرتها العالمية؟ في اعتقادي، إنَّ الجاذبيّة تكمنُ في نهجٍ ثقافي إبداعي هجين، يمتاز بثقافات متعددة، والذي برعَ فيه الكوريون الجنوبيون بصفة خاصة أثناء سعيهم لتحقيق الثروة المحلية، والاحترام الوطني والدولي.

عند انتهاء الحرب الكورية عام 1953، كانت كوريا الجنوبية – وهي دولة صغيرة ليس لديها موارد طبيعية قيّمة تُذكَر – واحدة من أفقر الدول في العالم، حيثُ سوَّت القنابل المراكز الحضرية والصناعية بالأرض، وأُصيبَ الناس بصدمة بسبب الانقسام والحرب. وانطلاقًا من هذا الوضع المزري، كانَت الطريقة الوحيدة التي ارتَجَت بها البلاد تحقيق قدرٍ ضئيل من الازدهار هي من خلال التصنيع السريع والمشاركة في التجارة العالمية. بدأ هذا المسعى بصورة جدّية في الستينات، في ظل ديكتاتوريات الشركات وعلى ظهور الطبقة العاملة. في البداية، أنتجت كوريا الجنوبية سلعًا رخيصة وسيئة الجودة للتصدير، ولكن بحلول الثمانينات ارتَقَت صناعة البلاد إلى منتجات أكثر تعقيدًا مثل الإلكترونيات والسيارات والسُّفن، وبعد ذلك صنَّعَت أشباه الموَصِلّات والهواتف المحمولة ومُستحضرات التجميل الفاخرة. بعد تحقيق الثروة والديمقراطية في أواخر الثمانينات، بُذِلَتْ جهودٌ مُتضافرةٌ لتصدير المنتجات الثقافية الكورية.

خلال التسعينات، كانت العبارة الشائعة المتعلّقة بالمشروع هي: “الكوريّ الأكثر أصالة أكثر عالميّة”، ما يعني أنَّ مفتاح تقديم الثقافة الكورية بنجاحٍ في الخارج ليس من خلال التقليد العبوديّ للفنّ الأجنبي، وإنمّا مِن خلال تقديم ما هو كوريٌّ أصيل.

لقد تبيَّن أن الصيغة كانت نصف صحيحة فقط. إذ أخفقَ الفيلم الكوري المثالي المُفتَرَض، والكاسح محلّيًّا “سيوباينجي/ Seopyeonje” في جذبِ كثيرٍ من الاهتمام في الخارج. يكمنُ نجاح الثقافة الشعبية الكورية بعد ذلك في تقديم روايات ذات أهمية محلية للجمهور في الخارج. تَحقّق ذلك من خلال التركيز على الموضوعات العالمية مثل الحبّ عبر الحدود المحرَّمة أو الإحباط من عدم المساواة الاجتماعية، وتقديمها من خلال إتقان أحدث أساليب التصوير والسرد. لذا فإنَّ فيلم «طفيلي» وبرنامج “لعبة الحبَّار” يدوران حولَ الصراع الطبقي في كوريا الجنوبية المعاصرة، لكن إلمام الصنّاع بأعراف الإعلام الغربي أتاحَ لهم رواية القصص بطرقٍ يمكن لجمهور أي بلد رأسمالي فهمها وحتّى التعرّف عليها. وبالمثل، نجحَ فيلم “المضيف/ The Host” لعام 2006 و”قطار إلى بوسان/ Train To Busan” لعام 2016 باستنساخ النمط الغربي من فيلم الوحوش أو الزومبي، ولكن ضمن إطار كوريّ مُشتَمل على موضوعات كوريّة.

في حالة «قطارٌ إلى بوسان»، الذي يدورُ حولَ أشخاص على متن القطار يحاولون النجاة من تفشّي الزومبي، يبدو نقد الأنانية وفقدان المجتمع واضحين وضوحًا تامًّا. لم يستمتع المشاهدون العالميون بالسرد فحسب، بل استمتعوا أيضًا بِجدِّة بيئة أجنبية. تجاوبَ المشاهدون الغربيون مع فكرة النجاة والبقاء استنادًا إلى إحساس بالمجتمع، بدلًا من الحاجة إلى انتصار الفرد. بعبارة أخرى، إنّ ما جعلَ هذه الأفلام جذّابة لغير الكوريين لم يكن مجرّد التكرار لأنماط الأفلام الغربية، بل دمج الجماليات الكورية مع الجماليات الغربية. وهنا من الصعب لقول إنَّ الشعبية التي حظيت بها عند المشاهدين الأمريكيين لها علاقة بالعواطف المرتبط بـ«هان».

فإذن، إنّ سرّ فهم نجاح الثقافة الشعبية الكورية يكمنُ في طبيعتها الهجينة، في إبراز العناصر الكورية والغربية والدولية، مما يخلقُ تأثيرًا آسِرًا يجمع بين المألوف والجديد/ والغريب/ والأجنبي في آنٍ معًا. لقد أثبتَ الكوريّون الجنوبيون مهارة استثنائية في هذا النهج؛ لأنّ العثور على مكانٍ لمنتجات بلادهم في السوق العالمية بواسطة التكيُّف، كانَ شيئًا قد تعيَّنَ عليهم القيام بها منذُ بداية جهودهم لتحقيق الرَّخاء المحليّ والاحترام الدوليّ.

في الآونة الأخيرة، كتبَ عدد من الكتّاب الأميركيين الكوريين على نحوٍ جميل وجذّاب عمّا يعنيه “هان” لهم، خاصة في بناء هويّتهم بوصفهم كوريين أميركيين. إلا أنهم تجنّبوا إلى حدٍّ كبير الأصول التاريخية المثيرة للقلق، والاستخدامات الإشكاليّة للمصطلح في الماضي. وإنني لأدعو الناس إلى النظر في القصة كاملةً لكي يتمكنوا من اتّخاذ قرارات مُستنيرة حولَ ما إذا كانَ المصطلح يستحقّ الحفاظ عليه باعتباره أي شيء سوى قطعة تاريخية أثرية من الأفضل تركها في الماضي.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى