العالم يخوض أزمة “مخاض” جديدة
أمجد المنيف
أكد الكاتب الصحفي والمدير العام لمركز سمت للدراسات “أمجد المنيف” في مقال له أن العالم يخوض أزمة مخاض جديدة خلال الفترة الحالية، مشيرًا أن العالم سيشهد تغيرات كبيرة في الفترات المقبلة.
وأوضح المنيف في مقاله، أنه منذ فترة أعلن عدد من الأندية الأوروبية الكبيرة رسميًا، إطلاق “دوري السوبر”، وهي مسابقة خاصة تهدف إلى منافسة دوري أبطال أوروبا، كإعلان حرب على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي تعهد بمعاقبة الأندية ولاعبيها لاحقًا، مشيرًا أن الجميع انشغل بردة فعل الفيفا الرسمية، لكنها تجاهلوا المصادر التي تحدثت عن منح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، “جياني إنفانتينو”، الضوء الأخضر لرؤساء تلك الأندية المشاركة في “السوبر ليج” لتأسيس تلك البطولة.
وأشار إلى أنه بالتوازي، تمامًا، تأتي ثورة العملات الرقمية لتحاول إلغاء ما تصفه بـ”سيطرة وتحكم البنوك المركزية”، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية، نهاية العام الماضي تقريبًا، عن تخطيطها لقانون جديد يهدف إلى تنظيم العملات الرقمية، في أول محاولة لفرض الإشراف التنظيمي على هذه التقنية الناشئة، وقالت الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي وقتها إن “مستقبل الخدمات المالية رقمي”، ولكن من المهم التخفيف من “أي مخاطر محتملة”، موضحًا أن الرئيس الأميركي “جو بايدن”، أطلق قبل أسبوعين تقريبًا، مشروع دولار رقمي، في إطار جهود واسعة النطاق لفرض ضوابط على قطاع العملات المشفرة، وفقًا لما أعلن البيت الأبيض.
وأضاف أن من أبرز مظاهر التغول التقني، المكانة والأهمية المتزايدة التي يكتسبها الذكاء الاصطناعي الذي يمكن اعتباره موردًا قيمًا في حياتنا اليومية، لا خلاف الآن على أن المستقبل، أو على الأقل معلمه الرئيس، يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي، كرأس حربة في الثورة التقنية التي شهدها العالم خلال العقود الأخيرة، مشيرًا إلى إن تبعات الانتشار الكبير للذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، تحتم على من يرغب أن يحجز لنفسه موطئ قدم في العالم الجديد، أن يخوض غمار هذا المجال التقني، ويواكبه، بل ويتقدم الصفوف، وإلا سيصبح جزءًا من الماضي.
وواصل المنيف حديثه مؤكدًا أن تزايد التقنية في المجال العسكري أسفر عن ظهور ما يُعرف بـ”الجيش الذكي الصغير”، أحد أسس بناء هذا الجيش الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات لزيادة قدرات المقاتلين، والتقدم التكنولوجي في التصنيع الحربي، أيضًا، صناعة الترفيه هي الأخرى ليست بمنأى عن تحديات المستقبل، التي اختلفت تمامًا عن تحديات ما قبل بضع سنوات، ففي هوليوود مثلاً، وبعد أن كانت القرصنة هي الكابوس المزمن، ظهرت تحديات مثل جائحة كورونا وتبعاتها، وظهور المنصات مدفوعة الأجر، وتقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality)؛ كل ذلك يحتم على العاملين في الصناعة ملاحقة التطور.
وأتم حديثه مستعرضًا السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هل هذه التخمينات مجرد إغراق في نظرية المؤامرة، أم أن العالم قرر فعلاً إعادة البناء.. وفصل المعسكر الشرقي عن الغربي، والاستقطاب التام، حتى تصل لمرحلة التبعية والمقاطعة، أم كل ما نراه مجرد أضغاث أحلام؟!.. أنا أيضًا لست متأكدًا.