فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربيمنوعات

الزمن يكرر نفسه

فاطمة العدلاني

ماذا سيحدث حين يكون كل شيء مُتوَقعًا؟
. تستيقظ من النوم تدري أن اليوم سيمر كأمس مع اختلافٍ طفيف في المشاهد والعبارات
تخشي أن يمر اليوم فتتذكره غدا.. تخيل أن تخشي مرور ما هو مار.. ماذا يفعل المرء حين يدرِ جيدًا أن الايام ذواهب حتى رأى اليوم ماض والغد حاضر! حقبة زمنية مختلفة لا يصل إليها الا زاهدا.
ماذا يفعل المرء حين يرى نفسه بعد عشرون عاما من الآن وهو ناظرا لصور من اليوم ويُدار على عينيه مشاهد اللحظة الحالية.. كيف يكون حال من يُعَّلق في أذنه كلمات الامس في المستقبل …الأمر أشبه بمن يري مشاهد كاريكاتيرية يراها للمرة العشرون!! مضحك أليس كذلك!
تنتهي بك فترة الدراسة كما يجب أن تنتهي، أصدقاء طفولة، مدرسة، جامعة، جيران، نادي، معارف، بشر في كل مكان يملأ أفكارك يقتلك الحنين لكل من أظهر لك جانبه المضيء في الماضي ثم تتذكر من لم يكونوا أهلا للثقة وتبتسم لبكاؤك على مواقف لا تكاد تتذكر تفاصيلها جيدًا.
كيف كانت ربكتك لأول امتحان بالكلية! كم استغرق وقتا منك تجهيزا لأول يوم بالجامعة! كم تدفع من المال لتعود بك ذكريات في لقطة بصورة كان حقا بها الضحك من القلب!
ثم تتخرج ويملأ اليأس قلبك حين تبحث عن عمل وتدر أن بعض الأمور لا تؤخذ الا بالقوة حين ترى أن تقديرك ما هو إلا لوحة شرف في صالة بيتكم المعزز!
شعور فرحة أول يوم عمل في مكان تستحقه بعد بحث شاق ثم سريعا ما تزهد به!
يمر عُمرك سريعا عليك في لمحة البصر وأنت تنصح ابنك أنه لا شيء يستحق أن يبالي به وأن ما عليه الا السعي فقط وهو يخبرك أنك لا تفهمه بحجة أنك لم تمر بما يمر به، لقطة من الماضي وأنت تُخبر والدك نفس العبارة مضحك حقا.
مخيف أن يكون الإنسان غير واعِ جيدا بما حوله نعم أتفق لكن اتضح أنه مُربك بشكل أسوء أن يكون المرء على دراية بكل ما هو ممكن الحدوث ومتوقع له! لحظة يموت فيها عنصر المفاجأة من الزمن حتى وإن كانت مفاجأة الصدمة من السيء حين يكون الأسوء متوقعا!
حتى أن كل مراحل الحياة يراها ويتوقعها قبل بدايتها ولا يندهش منها كأنه يعيش للمرة الثانية.. كارثة أن تكون كل مشاهد الفرح والحزن مألوفة ومعتادة وسواء ان كانت لنا أو للغير فالمشاهد كلها متكررة.. كأننا ما نحن الا ممثلون نعيش فيلما مصورا من قبل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى