شلل جوي في العاصمة الهندية.. الضباب يربك مطار دلهي ويلغي عشرات الرحلات
الترند العربي – متابعات
شهد مطار إنديرا غاندي الدولي في العاصمة الهندية دلهي حالة من الارتباك الواسع في حركة الطيران، بعد أن تسبب الضباب الكثيف الذي غطى أجواء المدينة في إلغاء 110 رحلات جوية، وتأخير أكثر من 370 رحلة أخرى، في واحدة من أكثر موجات التعطيل تأثيرًا منذ بداية فصل الشتاء، ما أعاد إلى الواجهة أزمة الطقس الموسمية التي تواجهها المطارات الهندية سنويًا.
الضباب، الذي يُعد ظاهرة متكررة في شمال الهند خلال أشهر الشتاء، أدى إلى انخفاض حاد في مستوى الرؤية، ما أجبر سلطات الطيران على اتخاذ إجراءات احترازية صارمة حفاظًا على سلامة المسافرين والطواقم الجوية، وسط شكاوى واسعة من المسافرين وتعطّل آلاف الخطط والارتباطات.

تفاصيل الإلغاءات والتأخيرات
أعلنت إدارة مطار دلهي أن الإلغاءات شملت 59 رحلة وصول و51 رحلة مغادرة، في حين تأخرت أكثر من 370 رحلة أخرى عن مواعيدها المحددة، نتيجة الظروف الجوية غير الملائمة. وأوضحت أن القرار جاء بعد تقييم مستمر لحالة الرؤية على المدارج، والتي هبطت إلى مستويات لا تسمح بهبوط أو إقلاع آمن في عدد من الفترات الزمنية.
وبحسب بيانات موقع تتبع الرحلات الجوية “فلايت رادار 24”، بلغ متوسط تأخير رحلات المغادرة نحو 26 دقيقة، مع تسجيل تأخيرات أطول في بعض الرحلات الدولية، خاصة تلك القادمة من أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

الضباب الشتوي.. أزمة موسمية متكررة
تعاني دلهي، ومعها عدد من المدن الهندية الكبرى، من ظاهرة الضباب الكثيف خلال فصل الشتاء، نتيجة التقاء الرطوبة العالية بانخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى التلوث الهوائي المرتفع، الذي يزيد من كثافة الضباب ويطيل مدة بقائه.
وتتحول هذه الظاهرة سنويًا إلى تحدٍ حقيقي أمام قطاع الطيران، حيث تتكرر حالات الإلغاء والتأخير، ما يضع شركات الطيران وإدارة المطارات تحت ضغط كبير، خاصة خلال مواسم السفر المزدحمة.

تأثير مباشر على آلاف المسافرين
تسبب التعطيل المفاجئ في تكدّس أعداد كبيرة من المسافرين داخل صالات المطار، وسط محاولات من شركات الطيران لإعادة جدولة الرحلات أو توفير بدائل، فيما اضطر بعض الركاب إلى الانتظار لساعات طويلة، أو تغيير مسارات سفرهم بالكامل.
وأفاد مسافرون بأن ضعف التواصل في بعض الأحيان زاد من حالة الارتباك، خصوصًا للرحلات الدولية التي ترتبط بمواعيد ترانزيت دقيقة، ما أدى إلى فقدان رحلات متابعة وإلغاء حجوزات فندقية وخطط عمل وسفر.
شركات الطيران أمام اختبار صعب
وجدت شركات الطيران نفسها أمام تحدٍ تشغيلي كبير، حيث تطلّب الوضع إعادة توزيع الطائرات والطواقم، والتعامل مع التزامات قانونية تجاه المسافرين، سواء من حيث التعويضات أو إعادة الحجز.
وأكدت مصادر في قطاع الطيران الهندي أن مثل هذه الظروف ترفع التكاليف التشغيلية بشكل ملحوظ، خاصة عندما تتكرر على مدار عدة أيام متتالية، كما تؤثر على سمعة شركات الطيران في مؤشرات الالتزام بالمواعيد.
إجراءات السلامة أولوية قصوى
شددت إدارة مطار دلهي على أن جميع القرارات المتعلقة بالإلغاء أو التأخير تستند بالدرجة الأولى إلى اعتبارات السلامة، مؤكدة أن تشغيل الرحلات في ظروف رؤية منخفضة للغاية قد يشكل خطرًا جسيمًا، حتى مع توفر أنظمة الهبوط الآلي المتقدمة.
وأشارت إلى أن بعض الطائرات غير مجهزة للعمل وفق الفئة الثالثة من أنظمة الهبوط الآلي، ما يفرض قيودًا إضافية خلال موجات الضباب الكثيف.
أنظمة الهبوط الآلي.. حل جزئي
رغم أن مطار دلهي يُعد من أكثر المطارات تجهيزًا في الهند من حيث أنظمة الهبوط الآلي، إلا أن فعالية هذه الأنظمة تبقى مرتبطة بعوامل عدة، من بينها نوع الطائرة، وخبرة الطاقم، وكثافة الضباب، ومدى استقرار الأحوال الجوية.
وتسعى السلطات الهندية منذ سنوات إلى توسيع استخدام هذه الأنظمة وتدريب الطيارين عليها، إلا أن التحدي الأكبر يظل في التلوث الهوائي الذي يزيد من تعقيد المشكلة.
الضباب والتلوث.. علاقة معقدة
يرى خبراء الأرصاد أن الضباب في دلهي لا يمكن فصله عن مستويات التلوث المرتفعة، حيث تعمل الجسيمات العالقة في الهواء على تكثيف الضباب وإطالة أمده، ما يجعل تأثيره على الرؤية أشد مقارنة بمدن أخرى ذات ظروف مناخية مشابهة.
وتعيد هذه الأزمة النقاش حول السياسات البيئية في الهند، وضرورة معالجة جذور التلوث، وليس فقط التعامل مع نتائجه الموسمية.
انعكاسات اقتصادية أوسع
لا يقتصر تأثير تعطيل الرحلات على المسافرين فقط، بل يمتد إلى قطاعات اقتصادية أخرى، مثل السياحة، وسلاسل الإمداد، والشحن الجوي، حيث يؤدي تأخير الرحلات إلى تعطيل وصول البضائع والمواد الحساسة زمنيًا.
كما تتأثر الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على دلهي كمحور إقليمي لحركة موظفيها، ما يضيف بعدًا اقتصاديًا أوسع لأزمة تبدو في ظاهرها جوية فقط.
تجارب سابقة تؤكد التحدي
شهدت الأعوام الماضية حوادث مشابهة، حيث سجل مطار دلهي في بعض فصول الشتاء أرقامًا قياسية في عدد الرحلات المتأخرة والملغاة، ما دفع السلطات إلى إطلاق برامج خاصة لإدارة العمليات خلال موسم الضباب، تشمل جداول طيران مرنة وخطط طوارئ تشغيلية.
ورغم التحسن النسبي في بعض المواسم، إلا أن ما حدث اليوم يؤكد أن التحدي لا يزال قائمًا بقوة.
رسائل تطمين للمسافرين
دعت إدارة المطار المسافرين إلى متابعة تحديثات الرحلات بشكل مستمر عبر تطبيقات شركات الطيران والمطار، والتواصل المباشر مع شركات الطيران قبل التوجه إلى المطار، لتجنب فترات انتظار طويلة.
كما أكدت أن فرق العمل تواصل العمل على مدار الساعة لتقليل آثار التعطيل وإعادة الحركة الجوية إلى طبيعتها فور تحسن مستوى الرؤية.
الشتاء لم ينتهِ بعد
يحذر خبراء الطقس من أن موجات الضباب قد تتكرر خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار الأجواء الباردة، ما يعني أن قطاع الطيران في دلهي قد يواجه مزيدًا من الاضطرابات، ما لم تشهد الظروف الجوية تحسنًا ملحوظًا.
ويضع ذلك المسافرين وشركات الطيران أمام واقع يتطلب تخطيطًا مرنًا واستعدادًا دائمًا للتغييرات المفاجئة.
ما سبب إلغاء وتأخير الرحلات في مطار دلهي؟
السبب الرئيسي هو الضباب الكثيف الذي أدى إلى تدني مستوى الرؤية بشكل لا يسمح بهبوط وإقلاع آمن للطائرات.
كم عدد الرحلات التي تأثرت؟
تم إلغاء 110 رحلات، وتأخير أكثر من 370 رحلة أخرى.
هل يؤثر الضباب سنويًا على مطار دلهي؟
نعم، تُعد هذه الظاهرة موسمية ومتكررة خلال فصل الشتاء في شمال الهند.
هل يمتلك المطار أنظمة هبوط آلي؟
يمتلك مطار دلهي أنظمة متقدمة، لكن استخدامها يعتمد على نوع الطائرة وتجهيزها وخبرة الطاقم.
ماذا يُنصح به المسافرون في مثل هذه الحالات؟
يُنصح بمتابعة تحديثات الرحلات، والتواصل مع شركات الطيران، وتجنّب التوجه المبكر للمطار دون تأكيد حالة الرحلة.
اقرأ أيضًا: من الرباط إلى حلم اللقب.. المغرب يفتتح كأس الأمم الإفريقية بثنائية تؤكد الجاهزية
