منتخب مصر يبدأ رحلة استعادة المجد الإفريقي أمام زيمبابوي.. التاريخ حاضر والطموح أكبر
الترند العربي – متابعات
يدخل منتخب مصر مواجهة زيمبابوي في افتتاح مشواره بكأس أمم أفريقيا 2025 وهو يحمل على كتفيه تاريخًا ثقيلًا من الأمجاد القارية، وسجلًا استثنائيًا جعله “زعيم القارة السمراء” بلا منازع، في اختبار يبدو على الورق مائلًا لصالح الفراعنة، لكنه في حسابات البطولة لا يخلو من تعقيد وضغوط البدايات.
على ملعب “أدرار” بمدينة أكادير المغربية، تتجه الأنظار مساء الاثنين إلى اللقاء الذي يفتتح به المنتخب المصري مشواره في المجموعة الثانية، في بطولة تستضيفها المغرب حتى 18 يناير، وسط طموحات جماهيرية عريضة بعودة الكأس الغائبة منذ أكثر من عقد.

بداية المشوار.. أهمية النقاط الأولى
لا يخفى على المتابعين أن مباريات الافتتاح في البطولات الكبرى تحمل طابعًا خاصًا، فهي لا تمنح النقاط فقط، بل ترسم الإيقاع النفسي والفني لبقية المشوار. منتخب مصر يدرك جيدًا أن أي تعثر مبكر قد يضعه تحت ضغط إضافي، خاصة في مجموعة لا تخلو من منافسين يملكون الطموح والقدرة على الإزعاج.
الانتصار في مواجهة زيمبابوي يمثل خطوة أولى نحو تثبيت الهيبة، وتأكيد الجدية في المنافسة على اللقب، خصوصًا أن المنتخب يدخل البطولة تحت شعار “لا بديل عن التتويج”، بعد سنوات من الاقتراب دون معانقة الكأس.

التاريخ ينحاز للفراعنة
في لغة الأرقام، تبدو الكفة مائلة بوضوح لصالح منتخب مصر. المواجهة المرتقبة ستكون الرقم 14 بين المنتخبين في التاريخ، حيث حقق الفراعنة الفوز في 8 مباريات، مقابل 4 تعادلات، بينما لم تعرف زيمبابوي طعم الانتصار سوى مرة واحدة فقط، تعود إلى تصفيات كأس العالم 1994.
هذا التفوق لا يقتصر على عدد الانتصارات، بل يمتد إلى الحصيلة التهديفية، إذ سجل المنتخب المصري 21 هدفًا في شباك زيمبابوي، مقابل 11 هدفًا فقط تلقاها.

ذكريات أمم أفريقيا.. تفوق متجدد
التاريخ القاري يمنح الفراعنة دفعة معنوية إضافية. فقد التقى المنتخبان مرتين في نهائيات كأس أمم أفريقيا، ونجح منتخب مصر في حسم المواجهتين لصالحه. الأولى كانت في نسخة تونس، حين فاز الفراعنة بنتيجة 2-1 في مباراة شهدت عودة قوية بعد تأخر مبكر. والثانية جاءت في افتتاح نسخة 2019 بالقاهرة، حين سجل محمود حسن تريزيجيه هدف الفوز، ليمنح الجماهير المصرية بداية مثالية في بطولة استضافتها البلاد.
هذه الذكريات تعزز من الثقة، لكنها في الوقت ذاته تفرض مسؤولية مضاعفة، لأن التاريخ وحده لا يكفي لعبور الحاضر.

محمد صلاح.. الرقم الصعب
يبقى محمد صلاح العنوان الأبرز في تشكيلة المنتخب المصري. نجم ليفربول، وهداف الفراعنة في السنوات الأخيرة، يحمل على عاتقه آمال جماهيرية عريضة، ليس فقط بما يقدمه من أهداف، بل بما يمثله من ثقل قيادي داخل الملعب وخارجه.
صلاح ساهم بـ11 هدفًا في مشاركاته السابقة بكأس أمم أفريقيا، بين أهداف وتمريرات حاسمة، ويأمل أن يكون لهذه النسخة طابع مختلف، خاصة بعد أن عاندته البطولات الماضية، سواء بخسارة النهائي أو الخروج الدرامي.
وجوده في مواجهة زيمبابوي يمثل عنصر ترهيب حقيقي لدفاع المنافس، خصوصًا مع سجله اللافت أمامهم، حين سجل “هاتريك” تاريخيًا في تصفيات كأس العالم 2014.
حسام حسن.. عودة الروح الهجومية
يقود منتخب مصر في هذه النسخة حسام حسن، أحد أكثر الأسماء ارتباطًا بالكرة المصرية، سواء كلاعب أو مدرب. فلسفة “العميد” تعتمد على الجرأة الهجومية، والضغط العالي، واستغلال المهارات الفردية، وهو ما قد يمنح المنتخب شكلًا مختلفًا عما اعتاد عليه في النسخ الأخيرة.
حسام حسن يملك أيضًا تجربة شخصية أمام زيمبابوي، إذ خاض أربع مباريات ضدهم كلاعب، ويدرك جيدًا طبيعة هذا المنافس، ونقاط قوته وضعفه، ما يمنحه أفضلية تكتيكية في الإعداد للمواجهة.
قوة هجومية متنوعة
لا يعتمد المنتخب المصري على اسم واحد فقط. بجانب محمد صلاح، يضم الخط الأمامي عناصر قادرة على صناعة الفارق، مثل عمر مرموش، الذي يعيش فترة تألق في أوروبا، ومصطفى محمد، المهاجم القوي بدنيًا، إلى جانب محمود حسن تريزيجيه، وأحمد مصطفى زيزو، وإمام عاشور.
هذا التنوع يمنح الجهاز الفني مرونة تكتيكية، ويصعّب مهمة الدفاعات المنافسة في مراقبة مصدر الخطورة.
الخبرة الدفاعية وحارس القلعة
على المستوى الدفاعي، يعوّل المنتخب على عناصر خبرة، في مقدمتهم محمد الشناوي، حارس المرمى الذي يمتلك سجلًا حافلًا في البطولات الكبرى، ويجيد التعامل مع الضغوط.
الحفاظ على شباك نظيفة في المباراة الافتتاحية سيكون هدفًا مهمًا، ليس فقط من الناحية الفنية، بل لبناء الثقة في الخط الخلفي، خاصة أن المنتخب المصري عانى في بعض الفترات السابقة من أخطاء دفاعية كلفته كثيرًا.
زيمبابوي.. خصم لا يستهان به
رغم التفوق التاريخي لمصر، فإن منتخب زيمبابوي لا يدخل المواجهة بلا طموح. مشاركته الحالية هي السادسة في تاريخه بكأس أمم أفريقيا، ويسعى لكسر عقدة الخروج المبكر من دور المجموعات، وهو إنجاز لم يحققه من قبل.
المنتخب الزيمبابوي يعتمد على مجموعة من اللاعبين الذين يملكون خبرة قارية، في مقدمتهم نوليدج موسونا، الذي يستعد لدخول التاريخ كأول لاعب من بلاده يشارك في أربع نسخ من البطولة.
دوافع المفاجأة
منتخبات الصف الثاني غالبًا ما تدخل مواجهات الكبار بلا ضغوط، وهو ما يجعلها أكثر تحررًا على المستوى الذهني. زيمبابوي تدرك أن أي نتيجة إيجابية أمام مصر ستُعد إنجازًا، وقد تفتح أمامها باب المنافسة في المجموعة.
كما أن المنتخب الزيمبابوي سبق له تحقيق فوز تاريخي واحد في أمم أفريقيا، وكان في الجولة الأخيرة، ما يمنحه أملًا في تكرار المفاجأة، ولو بصيغة مختلفة.
عقدة البدايات في شمال أفريقيا
رغم التاريخ العريق، لا يخلو سجل منتخب مصر من بعض العقد. فقد خرج من دور المجموعات في ثلاث نسخ أقيمت في شمال أفريقيا، وهو ما يجعل مواجهة أكادير محاطة بالحذر.
في المقابل، يمتلك الفراعنة سجلًا قويًا في المباريات الافتتاحية، بنسبة فوز بلغت 67%، ما يعزز الثقة بقدرتهم على تجاوز البداية بأمان.
الطموح يتجاوز الدور الأول
الحديث داخل معسكر المنتخب لا يقتصر على مباراة زيمبابوي فقط، بل يمتد إلى الهدف الأكبر، وهو المنافسة على اللقب السابع، واستعادة الكأس التي غابت منذ ثلاثية 2010.
الجهاز الفني يدرك أن البطولة تُحسم بالنفس الطويل، لكن البداية القوية تظل حجر الأساس لأي مشوار ناجح.
الجماهير المصرية.. انتظار طويل
تعيش الجماهير المصرية حالة ترقب كبيرة، بين الأمل في جيل قادر على إعادة الأمجاد، والخوف من تكرار سيناريوهات الإخفاق القريب. مباراة زيمبابوي ستكون أول اختبار حقيقي لهذا الجيل، ورسالة أولى عن قدرته على تحمل الضغوط.
قراءة تكتيكية للمواجهة
من المنتظر أن يفرض منتخب مصر أسلوبه منذ الدقائق الأولى، بالاستحواذ والضغط، ومحاولة تسجيل هدف مبكر يربك حسابات المنافس. في المقابل، قد يعتمد منتخب زيمبابوي على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة، مستغلًا المساحات خلف الأظهرة.
الحسم سيكون مرتبطًا بمدى صبر الفراعنة، وقدرتهم على استغلال الفرص، وتجنب الاندفاع غير المحسوب.
المباراة بوابة الثقة
في بطولات كبرى مثل كأس أمم أفريقيا، كثيرًا ما تكون المباراة الأولى بوابة للثقة أو مصدرًا للقلق. فوز منتخب مصر سيمنحه دفعة قوية قبل بقية مشوار المجموعة، بينما أي تعثر قد يعقّد الحسابات مبكرًا.
متى تُقام مباراة مصر وزيمبابوي؟
تقام مساء الاثنين على ملعب “أدرار” بمدينة أكادير المغربية.
كم مرة التقى المنتخبان تاريخيًا؟
التقى المنتخبان 13 مرة سابقًا، وهذه المواجهة هي الرقم 14.
من يتفوق في سجل المواجهات؟
منتخب مصر يتفوق بـ8 انتصارات مقابل 4 تعادلات وفوز وحيد لزيمبابوي.
ما أبرز نجوم منتخب مصر في البطولة؟
محمد صلاح، عمر مرموش، مصطفى محمد، محمود حسن تريزيجيه، زيزو، ومحمد الشناوي.
هل سبق لزيمبابوي الفوز على مصر في أمم أفريقيا؟
لا، لم تحقق زيمبابوي أي فوز على مصر في نهائيات كأس أمم أفريقيا.
ما هدف منتخب مصر من البطولة؟
المنافسة على اللقب السابع، واستعادة الكأس الغائبة منذ 2010.
في النهاية، يدخل منتخب مصر مواجهة زيمبابوي وهو يحمل تاريخًا يفرض عليه الانتصار، وطموحًا جماهيريًا لا يقبل إلا بالبداية القوية. فهل تكون أكادير شاهدًا على انطلاقة واثقة نحو المجد، أم أن البطولة ستبدأ برسالة تحذير مبكرة؟ الإجابة ستكون على المستطيل الأخضر، حيث لا يعترف التاريخ إلا بمن يكتبه من جديد.
اقرأ أيضًا: بأكثر من 8 مليارات دولار في 109 دول.. كيف أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة عنوانًا عالميًا للعطاء السعودي؟


