منوعات

فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي

الترند العربي – متابعات

تشهد ولاية واشنطن الأميركية واحدة من أخطر موجات الفيضانات في تاريخها الحديث، بعدما ارتفع منسوب نهر سكاجيت إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزًا الأرقام القياسية المسجلة خلال العقود الماضية، وسط تحذيرات رسمية من اتساع رقعة الأضرار وتهديد عشرات الآلاف من السكان بالإجلاء القسري. المشاهد القادمة من شمال وغرب الولاية عكست حجم الكارثة، حيث وصلت المياه إلى أسطح المنازل، وغمرت المزارع والطرق، وأجبرت فرق الطوارئ على تنفيذ عمليات إنقاذ معقدة باستخدام القوارب والطائرات المروحية.

فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي
فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي

نهر سكاجيت يكسر الأرقام القياسية

بحسب بيانات رسمية صادرة عن مقاطعة سكاجيت، يُتوقع أن يبلغ منسوب الفيضان في مدينة كونكريت نحو 46.13 قدمًا، بينما يصل إلى 42.13 قدمًا في مدينة ماونت فيرنون، وهي أرقام تتجاوز بشكل واضح أعلى مستويات مسجلة سابقًا. للمقارنة، كان الرقم القياسي السابق في عام 2021 عند 38.93 قدمًا في كونكريت و33.11 قدمًا في ماونت فيرنون، ما يوضح حجم القفزة الخطيرة في منسوب المياه خلال أيام قليلة فقط.

هذا الارتفاع السريع وضع السلطات المحلية أمام سباق مع الزمن، خصوصًا أن العديد من المناطق المتضررة تقع ضمن نطاق الفيضانات المئوية، أي تلك التي يُفترض أن تحدث مرة واحدة كل مئة عام، لكنها باتت تتكرر بوتيرة أسرع في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.

فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي
فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي

منازل مغمورة حتى الأسطح

الصور الجوية التي التقطتها طائرات الدرون كشفت مشاهد صادمة لمياه الفيضان وهي تغمر الأحياء السكنية بالكامل، وتصل إلى أسطح المنازل في مناطق مثل هاميلتون ومحيطها. هذه المشاهد لم تعد استثناءً، بل تحولت إلى واقع يومي لسكان المقاطعات الشمالية، حيث اختفت الطرق، وتعطلت شبكات الكهرباء، وغمرت المياه الممتلكات الخاصة والعامة.

في بعض المناطق الزراعية، تضررت مساحات واسعة من المزارع، ما ينذر بخسائر اقتصادية كبيرة تطال القطاع الزراعي، الذي يُعد من الركائز الأساسية لاقتصاد الولاية.

فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي
فيضانات واشنطن تُغرق المدن… المياه تلامس الأسطح والولاية تعيش أسوأ اختبار مناخي

عمليات إنقاذ مائية في سباق مع الوقت

مع تدهور الأوضاع، كثّفت فرق الطوارئ عمليات الإنقاذ المائي، التي شملت استخدام القوارب السريعة وطائرات الهليكوبتر التابعة للحرس الوطني. وأعلنت السلطات إنقاذ عشرات الأشخاص العالقين، بينهم من لجأ إلى أسطح السيارات أو المنازل بعد أن حاصرتهم المياه بشكل مفاجئ.

في مقاطعة سنوهوميش وحدها، جرى إنقاذ 33 شخصًا خلال ساعات، بينما رُصدت حالات عالقة أخرى في مقاطعة سكاجيت، ما دفع السلطات إلى رفع حالة التأهب القصوى تحسبًا لسيناريوهات أكثر تعقيدًا.

إجلاء جماعي يهدد 100 ألف شخص

تشير التقديرات الرسمية إلى أن ما يصل إلى 100 ألف شخص قد يواجهون خطر الإجلاء في حال استمر ارتفاع منسوب المياه. وقد صدرت أوامر إخلاء إلزامية في عدة مناطق منخفضة، مع فتح مراكز إيواء مؤقتة لاستقبال المتضررين.

السلطات المحلية دعت السكان إلى الالتزام الفوري بتعليمات الإخلاء، محذّرة من أن التأخر قد يعرّض الأرواح للخطر، خصوصًا مع توقع استمرار ارتفاع منسوب بعض الأنهار خلال الـ 24 إلى 48 ساعة المقبلة.

حاكم واشنطن: لا تستهينوا بالفيضان

حاكم ولاية واشنطن بوب فيرغسون شدد في تصريحاته على أن فيضان هذا العام لا ينبغي الاستهانة به، رغم أن الفيضانات ليست ظاهرة نادرة في الولاية. وأكد أن ما يجري حاليًا يتجاوز السيناريوهات التقليدية، ويتطلب استجابة استثنائية من جميع الجهات.

وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة، وأن الأولوية القصوى هي حماية الأرواح، تليها حماية البنية التحتية الحيوية قدر الإمكان، في ظل ظروف مناخية معقدة وسريعة التغير.

أمطار خفيفة… وتأثير متأخر وخطير

المفارقة اللافتة في هذه الكارثة أن الأمطار الحالية توصف بالخفيفة والمتفرقة، إلا أن تأثيرها جاء متأخرًا وخطيرًا بسبب تشبّع التربة بالمياه، وذوبان الثلوج في المناطق الجبلية، ما أدى إلى تدفق كميات ضخمة من المياه نحو الأنهار.

خبراء الأرصاد أشاروا إلى أن بعض الأنهار لم تبلغ ذروتها بعد، وأن مستويات المياه ستظل مرتفعة بشكل خطير لفترة قد تمتد يومين إضافيين، ما يضاعف المخاوف من توسع رقعة الفيضانات.

سوماس… ذاكرة جرح لم يلتئم

تستحضر هذه الكارثة ذكريات مؤلمة لسكان بلدة سوماس، التي تضرر نحو 75% من منازلها خلال فيضانات عام 2021. واليوم، يخشى السكان تكرار السيناريو نفسه، في ظل مؤشرات توحي بأن فيضان هذا العام قد يكون أكثر شدة واتساعًا.

الكثير من العائلات التي أعادت بناء منازلها بعد كارثة 2021 تجد نفسها مجددًا أمام اختبار قاسٍ، يعيد طرح تساؤلات حول جدوى الحلول المؤقتة في مواجهة ظواهر مناخية متكررة.

التغير المناخي في قلب المشهد

يرى خبراء المناخ أن ما تشهده واشنطن ليس حادثًا معزولًا، بل جزء من نمط عالمي متصاعد من الظواهر الجوية المتطرفة. ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات ذوبان الثلوج، وتغير أنماط الأمطار، كلها عوامل تسهم في رفع مخاطر الفيضانات.

ويحذّر المختصون من أن تجاهل هذه المؤشرات قد يؤدي إلى كوارث أشد في المستقبل، ما يستدعي إعادة النظر في سياسات التخطيط العمراني، وإدارة الموارد المائية، والبنية التحتية في المناطق المعرضة للخطر.

خسائر اقتصادية وبنية تحتية مهددة

إلى جانب الخسائر البشرية المحتملة، تواجه الولاية خسائر اقتصادية كبيرة، تشمل تضرر الطرق والجسور، وتعطل شبكات النقل، وخسائر زراعية وصناعية. هذه الأضرار قد تمتد آثارها لعدة أشهر، وربما سنوات، في حال لم تُعالج جذريًا.

السلطات الفيدرالية تراقب الوضع عن كثب، مع احتمالية إعلان مناطق منكوبة لتسهيل تقديم الدعم المالي والفني للمتضررين.

مستقبل غامض وتحذيرات مستمرة

مع استمرار ارتفاع منسوب الأنهار، تبقى الساعات المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأزمة. التحذيرات لا تزال قائمة، والاستعدادات تتواصل على أعلى مستوى، في وقت يترقب فيه السكان أي مؤشرات على انحسار المياه.

ما يحدث في واشنطن اليوم يضع ملف التغير المناخي وإدارة الكوارث الطبيعية في صدارة النقاش العام، ويؤكد أن الاستعداد للمستقبل لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة.

ما سبب ارتفاع منسوب نهر سكاجيت بهذا الشكل القياسي؟
يرجع ذلك إلى تشبّع التربة بالمياه وذوبان الثلوج في المناطق الجبلية، إضافة إلى الأمطار المتراكمة، حتى وإن كانت خفيفة حاليًا.

هل الفيضانات الحالية أخطر من فيضانات 2021؟
تشير الأرقام إلى أن منسوب المياه تجاوز مستويات 2021، ما يجعل فيضان 2025 أكثر خطورة من حيث الارتفاع والاتساع المحتمل.

كم عدد الأشخاص المهددين بالإجلاء؟
تقدّر السلطات أن ما يصل إلى 100 ألف شخص قد يواجهون خطر الإجلاء في حال استمرار ارتفاع المياه.

هل ما زالت عمليات الإنقاذ مستمرة؟
نعم، عمليات الإنقاذ المائي والجوي مستمرة على مدار الساعة في عدة مقاطعات متضررة.

ما دور التغير المناخي في هذه الكارثة؟
يلعب التغير المناخي دورًا رئيسيًا في زيادة وتيرة وشدة الفيضانات عبر تغيير أنماط الأمطار وذوبان الثلوج.

هل من المتوقع انحسار المياه قريبًا؟
بحسب خبراء الأرصاد، ستظل بعض الأنهار عند مستويات خطيرة لمدة 24 إلى 48 ساعة على الأقل قبل أي تحسن محتمل.

اقرأ أيضًا: عرض يهز أوروبا… هل يغيّر محمد بن سلمان مستقبل برشلونة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى