منوعات

العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف

الترند العربي – متابعات

في مشهد ثقافي يعكس الحضور المتنامي للمملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، احتفل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية باليوم العالمي للغة العربية داخل مقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف، في خطوة تحمل دلالات ثقافية وسياسية ومعرفية عميقة، وتؤكد أن اللغة العربية لم تعد حاضرة في المحافل الدولية بوصفها لغة رسمية فحسب، بل باعتبارها وعاءً حضاريًا ومعرفيًا فاعلًا في صناعة الخطاب العالمي.

العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف
العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف

احتفال أممي برسالة لغوية سعودية

نُظِّمت الفعالية بالتعاون بين مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والبعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، وحملت عنوانًا يعكس روح المرحلة:
“مسارات مبتكرة للغة العربية: السياسات والممارسات من أجل مستقبل لغوي أكثر شمولًا”، وذلك خلال يومي 09 و10 ديسمبر 2025، الموافقين 18 و19 جمادى الآخرة 1447هـ.

هذا العنوان لم يكن اختيارًا عابرًا، بل يعكس توجهًا سعوديًا واضحًا نحو الانتقال بالعربية من نطاق الاحتفاء الرمزي إلى فضاء السياسات اللغوية الفاعلة والممارسات التطبيقية داخل المؤسسات الدولية.

العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف
العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف

حضور دولي يعكس أهمية الحدث

شهدت الفعالية مشاركة واسعة من ممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والجهات الثقافية العاملة في جنيف، ما منح الحدث بعدًا أمميًا يتجاوز النطاق العربي التقليدي. هذا الحضور يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية التعدد اللغوي، ودور اللغة العربية في إثراء الخطاب الدبلوماسي والثقافي العالمي.

رسالة المجمع… العربية لغة عالمية لا هامشية

في كلمته، التي أُلقيت نيابةً عنه، أكد الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي أن هذا الاحتفال يأتي امتدادًا لجهود المجمع في توسيع أثر اللغة العربية داخل المؤسسات الدولية، ورفع مستوى الوعي العالمي بقيمتها الثقافية والمعرفية.

وشدد على أن المجمع يعمل من خلال مبادرات رائدة على تعزيز التعاون الدولي في خدمة اللغة العربية، وترسيخ مكانتها في المحافل الأممية والمجالات الدبلوماسية والثقافية، ضمن رؤية منهجية تجعل العربية شريكًا في صياغة المعرفة لا مجرد أداة ترجمة.

العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف
العربية في قلب القرار الأممي… مجمع الملك سلمان يحتفي بلغتنا العالمية في مقر الأمم المتحدة بجنيف

العربية… أكثر من لغة رسمية

رغم اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة منذ عام 1973، إلا أن التحدي الحقيقي ظل يتمثل في تفعيل استخدامها العملي داخل المنظمات الدولية، سواء في الوثائق أو الخطابات أو البرامج الثقافية. وجاء احتفال جنيف ليعيد تسليط الضوء على هذا التحدي، ويطرح حلولًا واقعية لتعزيزه.

حلقة نقاشية ترصد التحديات والفرص

تضمن برنامج الاحتفال حلقة نقاشية متخصصة بعنوان:
“حضور اللغة العربية في المنظمات الدولية”، شارك فيها ممثلون عن منظمات دولية مختلفة، وناقشت محاور عدة، أبرزها
– واقع استخدام العربية في المؤسسات الدولية
– العقبات التنظيمية والتقنية التي تواجهها
– آليات دعم الترجمة والتحرير باللغة العربية
– دور الدول الأعضاء في تمكين العربية أمميًا

هذا النقاش فتح الباب أمام مقترحات عملية لتعزيز حضور العربية، بعيدًا عن الطرح النظري أو الخطابي.

المعرض الثقافي… العربية بوجهها الحديث

لم يقتصر الاحتفال على الندوات والكلمات الرسمية، بل صاحبه معرض ثقافي متكامل عُرضت فيه مبادرات مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ومشروعاته العلمية والمعرفية، بما يعكس تطور أدوات خدمة اللغة في العصر الرقمي.

المعرض قدّم صورة حديثة للعربية، مستخدمًا وسائط تفاعلية وتقنيات رقمية تُبرز حيويتها وقدرتها على التكيف مع متطلبات العصر، بعيدًا عن الصورة النمطية الجامدة التي لازمتها في بعض الأوساط.

مشروعات تُجسد الرؤية اللغوية السعودية

سلّط المعرض الضوء على منتجات علمية ومعرفية تعكس تنوع العربية وامتدادها الحضاري، بدءًا من المعاجم الرقمية، مرورًا بالمبادرات التعليمية، وصولًا إلى البرامج البحثية التي تهدف إلى تطوير السياسات اللغوية وتعزيز المحتوى العربي عالميًا.

وقد بدا واضحًا أن المجمع لا يكتفي بدور أكاديمي تقليدي، بل يعمل كمؤسسة استراتيجية تُسهم في صناعة التأثير اللغوي الدولي.

اللغة والسياسة… علاقة لا تنفصل

يأتي هذا الاحتفال في لحظة عالمية تشهد نقاشًا متصاعدًا حول التنوع اللغوي والعدالة المعرفية داخل المنظمات الدولية. فاللغة ليست أداة تواصل فقط، بل عنصر قوة ناعمة، ووسيلة لتمثيل الهويات والثقافات داخل مراكز اتخاذ القرار.

ومن هذا المنطلق، فإن حضور العربية في مقر الأمم المتحدة بجنيف يحمل بُعدًا سياسيًا وثقافيًا يعكس رؤية المملكة لدور اللغة كجسر حضاري لا كحاجز.

السعودية… مشروع لغوي يتجاوز الحدود

تُعد هذه الفعالية امتدادًا لمسار طويل تقوده المملكة لتعزيز مكانة اللغة العربية عالميًا، سواء عبر دعم المؤسسات اللغوية، أو من خلال إدماج العربية في المبادرات الدولية متعددة الأطراف.

ويأتي دور مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية كأحد أهم الأذرع المؤسسية لهذا المشروع، جامعًا بين البحث الأكاديمي، والعمل الميداني، والشراكات الدولية.

العربية في المنظمات الدولية… تحديات واقعية

رغم الاعتراف الرسمي بالعربية، إلا أن استخدامها في المنظمات الدولية لا يزال يواجه تحديات، من أبرزها
– محدودية الكوادر المتخصصة
– ضعف المحتوى العربي في بعض البيئات الأممية
– الاعتماد المفرط على لغات أخرى في المراسلات غير الرسمية
– التحديات التقنية في الترجمة الفورية والتحرير

وقد سعى الاحتفال إلى وضع هذه التحديات على الطاولة، لا بوصفها عوائق، بل بوصفها فرصًا للتحسين.

من الاحتفال إلى الفعل

ما يميز احتفال جنيف أنه لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل منصة لإطلاق نقاشات عملية حول السياسات والممارسات اللغوية. وهذا ما يتماشى مع عنوان الفعالية الذي ركز على المستقبل الشامل للغة العربية داخل المنظمات الدولية.

العربية والرقمنة… رهان المستقبل

إحدى الرسائل الجوهرية التي حملها المعرض والنقاشات هي أهمية التحول الرقمي في خدمة اللغة العربية، سواء عبر الذكاء الاصطناعي، أو تقنيات الترجمة الآلية، أو المحتوى التفاعلي. وهذا التحول يُعد مفتاحًا رئيسيًا لضمان حضور العربية في الفضاءات الدولية الحديثة.

اللغة كجسر حضاري

أكد المشاركون أن تعزيز استخدام العربية لا يخدم الناطقين بها فقط، بل يسهم في إثراء الحوار بين الثقافات، ويمنح المجتمعات غير العربية نافذة أوسع لفهم التاريخ والفكر والثقافة العربية الإسلامية.

الاحتفال في سياق الأممية

اختيار مقر الأمم المتحدة في جنيف لم يكن محض صدفة؛ فجنيف تُعد إحدى أهم عواصم الدبلوماسية متعددة الأطراف، واحتضانها لهذا الحدث يمنح اللغة العربية بعدًا أمميًا يعزز حضورها في دوائر القرار الدولي.

رسالة للداخل والخارج

يحمل هذا الاحتفال رسالة مزدوجة
للداخل، تؤكد أن اللغة العربية مشروع استراتيجي يحظى بدعم رسمي ومؤسسي
وللخارج، مفادها أن العربية شريك فاعل في الثقافة العالمية المعاصرة

المملكة والريادة الثقافية

يندرج هذا الحدث ضمن مسار أوسع تسعى فيه المملكة إلى تعزيز الريادة الثقافية إلى جانب الأدوار الاقتصادية والسياسية، في انسجام واضح مع توجهاتها الاستراتيجية طويلة المدى.

العربية… هوية ومستقبل

في زمن العولمة، يصبح الدفاع عن اللغة ليس تعصبًا ثقافيًا، بل حماية للتنوع الإنساني. ومن هنا، جاء احتفال مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في جنيف ليؤكد أن العربية ليست لغة الماضي فقط، بل لغة المستقبل أيضًا.

ما الهدف من احتفال مجمع الملك سلمان في جنيف؟
تعزيز حضور اللغة العربية في المؤسسات الدولية، ورفع الوعي العالمي بمكانتها الثقافية والمعرفية.

من الجهات المنظمة للحدث؟
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالتعاون مع البعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة في جنيف.

ما أبرز فعاليات الاحتفال؟
حلقة نقاشية حول حضور العربية في المنظمات الدولية، ومعرض ثقافي تفاعلي.

لماذا يُعد الحدث مهمًا؟
لأنه يربط اللغة العربية بالسياسات والممارسات الأممية، ويؤكد دورها كلغة عالمية فاعلة.

كيف يخدم هذا الحدث مستقبل اللغة العربية؟
من خلال دعم السياسات اللغوية، وتوسيع الاستخدام العملي للعربية داخل المنظمات الدولية.

اقرأ أيضًا: السياحة تقود اقتصاد المستقبل… 500 مليون وظيفة عالميًا والسعودية ترفع السقف إلى 15% من الناتج المحلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى