حسم عراقي متأخر يقود إلى ربع النهائي.. أسود الرافدين يعبرون السودان بثنائية في كأس العرب
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية اتسمت بالصبر والانضباط التكتيكي، نجح منتخب العراق في حجز مقعده رسميًا في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب FIFA قطر 2025، بعدما تفوّق على نظيره السوداني بهدفين دون رد، في المواجهة التي جمعتهما مساء السبت على ملعب 974، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الرابعة، ليؤكد حضوره القاري كأحد المرشحين البارزين لمواصلة المشوار.
الانتصار العراقي لم يكن سهلًا، ولم يأتِ مبكرًا، بل احتاج إلى انتظار الدقائق الأخيرة من اللقاء، حيث ظهرت الخبرة، وترجمت السيطرة الهادئة إلى أهداف حاسمة، أنهت آمال المنتخب السوداني، ومنحت العراق الصدارة والتأهل قبل جولة من ختام دور المجموعات.
شوط أول بلا أهداف وصراع تكتيكي مغلق
دخل المنتخبان المباراة بحسابات متباينة، فالعراق كان يدرك أن الفوز يعني التأهل المبكر، بينما رفع السودان شعار الفرصة الأخيرة بعد تعثره في الجولة الأولى. هذا التباين انعكس على إيقاع المباراة، حيث طغى الحذر في النصف الأول، مع محاولات متقطعة من الجانبين لاختراق التكتلات الدفاعية.
المنتخب العراقي امتلك الأفضلية النسبية في الاستحواذ، لكنه اصطدم بدفاع سوداني منظم، أغلق العمق، وفرض رقابة صارمة على مفاتيح اللعب، في حين اعتمد “صقور الجديان” على المرتدات السريعة، التي افتقدت الدقة في اللمسة الأخيرة. ورغم الفرص المحدودة هنا وهناك، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، في نتيجة عكست توازن الحذر أكثر من توازن الأداء.
التبديلات تصنع الفارق في الشوط الثاني
مع بداية الشوط الثاني، بدا واضحًا أن الطاقم الفني للعراق قرأ المشهد جيدًا، فزاد من النسق الهجومي تدريجيًا، مع المحافظة على التوازن الدفاعي. الضغط العراقي تزايد مع مرور الدقائق، بينما بدأ الإرهاق يظهر على لاعبي السودان، الذين حاولوا الصمود وإبقاء النتيجة مفتوحة لأطول وقت ممكن.
الدقيقة 81 كانت لحظة التحول الحاسمة، حين نجح مهند علي في كسر الصمت، بعد تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، استقرت في الشباك، مانحًا العراق هدف التقدم، ومحررًا زملاءه من ضغط الانتظار. الهدف جاء ثمرة ضغط متواصل، وتحرك ذكي داخل المنطقة، أكد الحس التهديفي العالي للمهاجم العراقي.
ضربة قاضية تنهي أحلام السودان
لم يكتفِ المنتخب العراقي بهدف التقدم، بل واصل ضغطه مستفيدًا من ارتباك الدفاع السوداني بعد الهدف الأول. وبعد ثلاث دقائق فقط، وتحديدًا في الدقيقة 84، استغل أمجد عطوان خطأً دفاعيًا واضحًا، ليضيف الهدف الثاني، الذي قضى عمليًا على آمال السودان في العودة أو تعديل النتيجة.
الهدف الثاني منح أسود الرافدين أريحية كبيرة في الدقائق المتبقية، حيث أحسن اللاعبون إدارة الوقت، وأغلقوا المساحات، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا فوزًا عراقيًا ثمينًا، وتأهلًا مستحقًا إلى الدور ربع النهائي قبل الجولة الأخيرة.
صدارة مستحقة وحسابات المجموعة
بهذا الفوز، رفع منتخب العراق رصيده إلى 6 نقاط، متصدرًا ترتيب المجموعة الرابعة، ليضمن بطاقة العبور إلى ربع النهائي دون انتظار نتائج الجولة الثالثة. في المقابل، تجمّد رصيد المنتخب السوداني عند نقطة واحدة، لتصبح حظوظه في التأهل معقدة، ومرهونة بنتائج الجولة الأخيرة وفارق الأهداف.
وتأتي الجزائر في المركز الثاني برصيد 4 نقاط، بينما بقي رصيد البحرين خاليًا من النقاط، ما يجعل الجولة الثالثة حاسمة في تحديد ترتيب المجموعة، وإن كان العراق قد حسم موقفه مبكرًا، واضعًا نفسه في موقع مريح قبل مواجهة قوية منتظرة أمام الجزائر.
قراءة فنية لأداء المنتخب العراقي
الأداء العراقي في هذه المباراة عكس نضجًا تكتيكيًا ملحوظًا، حيث أظهر الفريق قدرة على الصبر، وعدم الاندفاع، وانتظار اللحظة المناسبة للحسم. المنظومة الدفاعية حافظت على تماسكها، ولم تسمح للسودان بتهديد حقيقي، فيما برزت دكة البدلاء كعنصر حاسم، عبر التبديلات المؤثرة في الثلث الأخير من اللقاء.
كما أظهر اللاعبون شخصية قوية، خاصة بعد مرور وقت طويل دون تسجيل، وهو ما يحسب للجهاز الفني الذي حافظ على هدوء الفريق، ولم يغير نهجه بشكل عشوائي، بل اعتمد على التصعيد التدريجي حتى تحقيق الهدف.
السودان.. أداء قتالي وواقع صعب
على الجانب الآخر، قدّم المنتخب السوداني أداءً قتاليًا، خاصة في الشوط الأول، حيث نجح في مجاراة العراق وإغلاق المساحات، لكنه عانى في الشوط الثاني من تراجع البدني وقلة الحلول الهجومية. ورغم الروح العالية، فإن الفوارق في الخبرة والعمق الفني كانت واضحة في لحظات الحسم.
الهزيمة تضع السودان أمام تحدٍ كبير في الجولة الأخيرة، إذ باتت فرصه في التأهل ضعيفة، وهو مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية، وانتظار تعثر منافسيه، في مجموعة أثبتت أنها من أكثر مجموعات البطولة تنافسًا.
الجولة الثالثة.. مواجهات الحسم والترتيب
ومن المقرر أن تُقام الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة يوم الثلاثاء المقبل، حيث يلتقي العراق مع الجزائر في مواجهة مرتقبة لتحديد صدارة المجموعة بشكل نهائي، فيما تجمع المباراة الثانية البحرين مع السودان، في لقاء يحمل طابع الفرصة الأخيرة، خاصة لصقور الجديان.
هذه المواجهات ستحدد شكل الأدوار الإقصائية، وتمنح صورة أوضح عن ملامح المنافسة في ربع النهائي، حيث يسعى كل منتخب لتحسين موقعه وتجنب المواجهات الأصعب في المراحل المقبلة.
كأس العرب 2025.. تنافس يتصاعد
بطولة كأس العرب في نسختها المقامة في قطر تواصل تقديم مباريات مشحونة بالتنافس، مع تفاوت في الأساليب وتنوع في المدارس الكروية. والمنتخب العراقي، بهذا التأهل المبكر، يرسل رسالة قوية لبقية المنافسين، مفادها أن أسود الرافدين حاضرون بقوة، وقادرون على الذهاب بعيدًا إذا ما واصلوا الأداء المنضبط نفسه.
في المقابل، تثبت البطولة مرة أخرى أن الحسم لا يكون دائمًا في البدايات، بل في القدرة على إدارة التفاصيل الصغيرة، واستغلال اللحظات الحاسمة، كما فعل العراق أمام السودان.
كيف تأهل منتخب العراق إلى ربع النهائي؟
تأهل بعد فوزه على السودان بهدفين دون مقابل، ورفعه رصيده إلى 6 نقاط في صدارة المجموعة.
من سجّل أهداف العراق في المباراة؟
سجّل مهند علي الهدف الأول في الدقيقة 81، وأضاف أمجد عطوان الهدف الثاني في الدقيقة 84.
أين أُقيمت المباراة؟
أُقيمت على ملعب 974 في قطر.
ماذا تعني هذه النتيجة للعراق؟
تعني التأهل المبكر إلى الدور ربع النهائي قبل الجولة الأخيرة من دور المجموعات.
ما موقف السودان بعد الخسارة؟
تجمد رصيد السودان عند نقطة واحدة، وأصبحت فرصه في التأهل صعبة ومعقدة.
ما المواجهات القادمة في المجموعة؟
يلتقي العراق مع الجزائر، والبحرين مع السودان، في الجولة الثالثة والأخيرة.
فوز عراقي في التوقيت المثالي، وحسمٌ يعكس الخبرة والشخصية، ليواصل أسود الرافدين حضورهم القوي في كأس العرب، بانتظار اختبارات أشد صعوبة في الأدوار القادمة.
اقرأ أيضًا: رحيل في بيتٍ كريم.. الديوان الملكي ينعى والدة الأمير مشعل بن بدر بن سعود ويتلقى التعازي بالدعاء
