سياسةالعالم العربي

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

الترند العربي – متابعات

منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، لم تعد الأرقام مجرد إحصاءات جامدة، بل تحوّلت إلى شواهد دامغة على واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في العصر الحديث. ومع بلوغ حصيلة الشهداء 70,354 شهيدًا، إلى جانب أكثر من 171,030 جريحًا، يقف العالم اليوم أمام مشهد يتجاوز حدود السياسة والنزاع العسكري ليصل إلى جوهر الكرامة الإنسانية وحق الحياة ذاته.

تشير المعطيات الميدانية إلى أن هذه الحصيلة الثقيلة لم تأتِ نتيجة أيام أو أسابيع من التصعيد، بل ثمرة أكثر من عامين من القصف المتواصل والحصار الخانق والتدمير المنهجي للبنية التحتية المدنية في القطاع. أطفال ونساء وكبار سن، عائلات أبيدت بالكامل، وأحياء سُويت بالأرض، في مشهد يومي بات جزءًا من الحياة القسرية لسكان غزة.

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية
نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

أرقام تتصاعد رغم اتفاق وقف إطلاق النار

على الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، إلا أن الوقائع على الأرض تُظهر صورة مختلفة تمامًا. فقد بلغ عدد الشهداء منذ ذلك التاريخ وحده 367 شهيدًا، في مؤشر واضح على هشاشة الاتفاق وعدم التزام قوات الاحتلال به.

مصادر طبية فلسطينية أكدت أن خمسة شهداء وعددًا من المصابين وصلوا إلى مستشفيات القطاع إثر قصف إسرائيلي استهدف مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا شمال غزة، وهما منطقتان تعانيان أصلًا من كثافة سكانية عالية ودمار واسع طال المساكن والبنية التحتية خلال الشهور الماضية.

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية
نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

تحت الركام.. مأساة لا تنتهي

في شوارع غزة وأزقتها، لا تزال فرق الإنقاذ والطواقم الطبية تعمل في ظروف شبه مستحيلة. عمليات انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض المنازل المدمرة مستمرة، في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في المعدات الثقيلة، وأجهزة البحث والإنقاذ، والوقود اللازم لتشغيل الآليات.

كثير من العائلات لا تعلم حتى اللحظة مصير أبنائها، مع وجود آلاف المفقودين الذين يُرجّح أنهم ما زالوا تحت الركام أو في أماكن لم تصلها فرق الإنقاذ بعد. التحلل البطيء للجثث، وغياب الإمكانيات الطبية اللازمة للتعامل مع هذا الواقع، يضيف بعدًا آخر للمأساة الإنسانية.

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية
نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

القطاع الصحي.. انهيار كامل تحت الضغط

من بين أكثر القطاعات تضررًا، يبرز القطاع الصحي كأحد أبرز الضحايا غير المباشرين للعدوان. المستشفيات تعمل بأضعاف طاقتها الاستيعابية، وغالبًا دون كهرباء مستقرة أو إمدادات كافية من الأدوية والمستلزمات الطبية.

أطباء وممرضون يعملون لساعات طويلة دون توقف، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بينما تُجرى العمليات الجراحية في ظروف بالغة الصعوبة، وأحيانًا دون تخدير كافٍ. الإصابات البالغة الناتجة عن القصف الجوي، والانفجارات، والأنقاض، تُخلّف إعاقات دائمة لآلاف المصابين، ما ينذر بأزمة صحية طويلة الأمد في مجتمع يعاني أصلًا من الحصار.

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية
نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

الأطفال والنساء.. الثمن الأفدح

تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الشهداء والجرحى هم من الأطفال والنساء، وهو ما يسلط الضوء على الطابع غير المتكافئ للعدوان. أجيال كاملة من الأطفال حُرمت من أبسط حقوقها في التعليم والأمان، وتعيش اليوم بين الخوف والنزوح وفقدان الأهل.

النساء، من جانبهن، يتحملن أعباء مضاعفة، بين رعاية الجرحى، وفقدان المعيل، وتأمين لقمة العيش في بيئة تكاد تنعدم فيها مقومات الحياة الأساسية. كثيرات أصبحن معيلات لأسر بأكملها بعد استشهاد الأزواج أو الأبناء.

نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية
نزيف مفتوح تحت القصف.. أرقام الشهداء في غزة تتجاوز كل الحسابات الإنسانية

نزوح داخلي ومعاناة يومية

العدوان المتواصل أدّى إلى موجات نزوح داخلية واسعة، حيث أُجبرت مئات الآلاف من العائلات على ترك منازلها، واللجوء إلى مدارس أو مراكز إيواء مكتظة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الكريمة.

المياه الصالحة للشرب نادرة، والغذاء شحيح، والخدمات الصحية شبه غائبة في كثير من مناطق النزوح. ومع حلول فصل الشتاء، تتفاقم المعاناة بسبب البرد، وتسرب المياه، وغياب وسائل التدفئة، ما يهدد بزيادة أعداد الوفيات غير المباشرة بسبب الأمراض وسوء التغذية.

المجتمع الدولي.. بيانات إدانة بلا أثر

رغم صدور عشرات البيانات الدولية التي تُعرب عن القلق أو الإدانة، فإن الواقع على الأرض لا يعكس أي تغيير ملموس. المطالبات بوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين، لا تزال تصطدم باعتبارات سياسية معقدة، ما يترك المدنيين في غزة يدفعون الثمن وحدهم.

منظمات إنسانية دولية حذّرت مرارًا من أن الوضع في غزة بات خارج السيطرة، وأن استمرار التصعيد ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، قد تمتد آثارها لعقود قادمة.

أبعاد إنسانية تتجاوز اللحظة الراهنة

ما يحدث في غزة ليس مجرد حدث عابر في نشرات الأخبار، بل مأساة مركّبة ستترك ندوبًا عميقة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والنفسي للقطاع. آلاف الأطفال الذين فقدوا ذويهم، وآلاف الجرحى الذين سيعيشون بإعاقات دائمة، ومجتمع بأكمله يواجه مستقبلًا غامضًا في ظل غياب الأفق السياسي والحلول الجذرية.

إعادة الإعمار، إن حدثت، لن تكون مجرد عملية بناء حجر، بل محاولة شاقة لترميم مجتمع محطم نفسيًا واجتماعيًا، يحتاج إلى سنوات طويلة من الدعم والرعاية.

غزة اليوم.. سؤال مفتوح أمام الضمير العالمي

مع كل رقم جديد يُضاف إلى حصيلة الشهداء، يزداد السؤال إلحاحًا: إلى متى سيستمر هذا النزيف؟ وإلى أي حد يمكن للعالم أن يواصل الاكتفاء بالمراقبة عن بعد؟

غزة اليوم ليست فقط بقعة جغرافية محاصرة، بل مرآة قاسية لاختبار القيم الإنسانية في زمن الصراعات. أرقام الشهداء والجرحى قد تُدوَّن في التقارير، لكن الألم اليومي الذي يعيشه السكان يتجاوز كل الأرشفة، ويبقى شاهدًا حيًا على مأساة لا تزال فصولها تُكتب بالدم.

ما عدد الشهداء في غزة حتى الآن؟
بلغ عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة 70,354 شهيدًا منذ اندلاعه.

كم عدد الجرحى نتيجة العدوان؟
وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 171,030 جريحًا، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

هل توقّف القصف بعد اتفاق وقف إطلاق النار؟
رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، استمر القصف، وبلغ عدد الشهداء بعده 367 شهيدًا.

ما أبرز المناطق التي استُهدفت مؤخرًا؟
من أبرز المناطق التي تعرضت للقصف مؤخرًا مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

ما أبرز التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ؟
تعاني فرق الإنقاذ من نقص حاد في المعدات، والوقود، والموارد البشرية، ما يعوق عمليات انتشال الجثامين والتعامل مع المصابين.

كيف هو وضع القطاع الصحي في غزة؟
القطاع الصحي شبه منهار، حيث تعمل المستشفيات فوق طاقتها، وسط نقص كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والكهرباء.

ما تأثير العدوان على الأطفال؟
الأطفال يشكّلون نسبة كبيرة من الضحايا، ويعانون من فقدان الأهل، النزوح، الصدمات النفسية، وحرمانهم من التعليم والحياة الطبيعية.

هل توجد تحركات دولية فعّالة لوقف العدوان؟
حتى الآن، تقتصر التحركات الدولية على بيانات إدانة ومطالبات، دون إجراءات ملموسة تنهي معاناة المدنيين بشكل فعلي.

اقرأ أيضًا: ثلاثية تحسم العبور.. الأردن يفرض كلمته في كأس العرب ويبلغ ربع النهائي بثقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى