الترند العربي – متابعات

مع دخول الشتاء بقسوته المعتادة، وتزايد برودة الطقس وتقلّبات الجو، ترتفع معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية، وعلى رأسها التهاب الشعب الهوائية الذي يأتي في الصدارة بسبب شيوع أعراضه بين مختلف الفئات العمرية. ويعد هذا الالتهاب أحد أبرز التحديات الصحية في فصل الشتاء، إذ تؤثر تغيرات الطقس على أداء الجهاز التنفسي وتجعله أكثر عرضة للعدوى والمهيجات المختلفة. وتتعاظم أهمية فهم طبيعة هذا المرض، أسبابه، أعراضه، طرق التعامل معه، ووسائل الوقاية منه، خصوصًا مع ازدياد حالات الإصابة عالميًا خلال المواسم الباردة.

ما هو التهاب الشعب الهوائية؟ تعريف طبي موسع

التهاب الشعب الهوائية هو حالة تهيج والتهاب تصيب الأنابيب الهوائية المسؤولة عن نقل الهواء داخل الرئتين وخارجهما. وعندما تلتهب هذه الأنابيب، تنتفخ بطانتها وتفرز كميات إضافية من المخاط، ما يؤدي إلى ضيق في مجرى الهواء، وإلى ظهور أعراض مزعجة مثل السعال والصفير وضيق التنفس. وبحسب التقارير الطبية، فإن الالتهاب قد يكون حادًا يستمر لفترة قصيرة، أو مزمنًا يمتد لأشهر ويعود بشكل متكرر.

ويفسّر الاختصاصيون أن الشعب الهوائية بطبيعتها حساسة للغاية لأي التهابات أو مهيجات، ومع انخفاض درجات الحرارة ودخول الفيروسات في دورة انتشار موسعة، يصبح احتمال إصابتها أكبر، خاصة لدى كبار السن والمرضى المزمنين والمدخنين.

أنواع التهاب الشعب الهوائية.. الحاد والمزمن

ينقسم المرض إلى نوعين رئيسيين، لكل منهما خصائصه وطرق التعامل معه:

التهاب الشعب الهوائية الحاد

وهو الشكل الأكثر شيوعًا، ويظهر غالبًا بعد نزلات البرد والإنفلونزا ويستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ويصاحبه عادة:

• سعال مستمر ينتج عنه مخاط
• احتقان وضغط في الصدر
• حمى خفيفة وأعراض تشبه الزكام
• إرهاق عام وصعوبة في التنفس أحيانًا
  ويعد هذا النوع محدود المدة ولا يترك آثارًا طويلة، لكنه يحتاج لعناية دقيقة لضمان عدم تطوره.

التهاب الشعب الهوائية المزمن

حالة أكثر خطورة وطويلة الأمد، وتُعرَّف بأنها سعال يومي مترافق مع مخاط لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر سنويًا، ولمدة عامين متتاليين.
ويرتبط غالبًا بالتدخين أو التعرض لمهيجات قوية مثل الغبار والمواد الكيميائية.
ويعد أحد مكونات داء الانسداد الرئوي المزمن COPD، الذي يعتبر من أمراض الرئة الخطيرة عالميًا.

الأعراض.. ما الذي يجب مراقبته؟

الأطباء يحذرون من تجاهل الأعراض، خاصة أن بعضها قد يرتبط بأمراض تنفسية أخرى أكثر خطورة.
أبرز الأعراض تشمل:

• سعال مستمر قد يزداد سوءًا في الليل
• مخاط بألوان مختلفة (رمادي، أصفر، أخضر)
• سماع صوت صفير أثناء التنفس
• ارتعاشات خفيفة أو قشعريرة
• آلام عامة في الجسم
• صعوبة في التنفس عند بذل مجهود
• ضغط وانقباض في منطقة الصدر

الأطفال وكبار السن قد تظهر عليهم أعراض أكثر شدة، وقد تتطور سريعًا إلى التهاب رئوي إذا لم يتم علاجها.

أسباب المرض.. لماذا يزداد في الشتاء؟

ترجع الزيادة الملحوظة في حالات التهاب الشعب الهوائية خلال الشتاء إلى مجموعة من الأسباب البيئية والصحية:

الفيروسات الموسمية

تشير الدراسات إلى أن أغلب الإصابات سببها الفيروسات ذاتها التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا. وفي الشتاء تنتشر هذه الفيروسات بسرعة أكبر بسبب البقاء في الأماكن المغلقة وقلة التهوية.

تأثير الطقس البارد

الهواء البارد والجاف يسبب تهيجًا مباشرًا للشعب الهوائية، ما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب.

التدخين والسجائر الإلكترونية

الدخان يحتوي على مواد سامة تلحق ضررًا مباشرًا ببطانة الشعب الهوائية وتزيد من خطر الالتهاب المزمن.

الحساسية والربو

الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية لديهم حساسيات أكبر تجاه المهيجات التي قد تسبب نوبات التهاب شعب حادة.

الفئات الأكثر عرضة للإصابة

تزداد المخاطر لدى:

• المدخنين
• كبار السن فوق 60 عامًا
• الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات
• أصحاب المناعة الضعيفة
• مرضى الربو والحساسية
• العاملين في بيئات ملوّثة أو مليئة بالغبار

متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟ علامات لا يجب تجاهلها

رغم أن المرض في كثير من الأحيان بسيط، إلا أن بعض العلامات قد تكون مؤشرًا لمشكلة أكبر:

• استمرار السعال لأكثر من 3 أسابيع
• خروج دم مع البلغم
• ضيق تنفس شديد أو صفير قوي
• ارتفاع حرارة شديد
• أعراض التهاب رئوي محتملة
• ألم مستمر في الصدر
  وصول الحالة لهذه المرحلة يتطلب علاجًا عاجلًا لتجنب المضاعفات.

العلاج.. خيارات متعددة حسب الحالة

لكل نوع من المرض علاجه الخاص:

علاج الالتهاب الحاد

عادة لا يحتاج إلى مضادات حيوية لأن أسبابه فيروسية.
العلاج يشمل:

• الراحة
• الإكثار من السوائل
• مسكنات الألم
• استنشاق بخار الماء للمساعدة على تفكيك المخاط
• أدوية موسعة للشعب عند الحاجة

علاج الالتهاب المزمن

يتطلب خطة طويلة الأمد تشمل:

• الإقلاع عن التدخين
• أدوية موسعة للشعب الهوائية
• بخاخات الستيرويد
• إعادة التأهيل الرئوي
• المضادات الحيوية عند حدوث عدوى بكتيرية مصاحبة

الوقاية.. نصف العلاج

الوقاية من التهاب الشعب الهوائية ممكنة عبر استراتيجيات بسيطة لكنها فعالة للغاية:

• الابتعاد تمامًا عن التدخين
• الحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا
• غسل اليدين بشكل متكرر
• ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة
• ترطيب الهواء داخل المنازل
• ممارسة الرياضة لتعزيز صحة الرئتين

كيف يختلف التهاب الشعب الهوائية عن الالتهاب الرئوي؟

كثيرون يخلطون بين المرضين، لكن الفرق جوهري:

• التهاب الشعب الهوائية يصيب الممرات الهوائية فقط
• الالتهاب الرئوي يصيب أنسجة الرئة نفسها
  كما أن الالتهاب الرئوي أخطر عادة ويحتاج إلى علاج طبي مباشر.

تأثير المرض على جودة الحياة

الإصابة المتكررة أو المزمنة يمكن أن تؤثر على:

• القدرة على ممارسة الرياضة
• النوم بسبب السعال الليلي
• النشاط البدني العام
• الحالة النفسية نتيجة الإرهاق المستمر

ما المدة التي يستغرقها التهاب الشعب الهوائية للشفاء؟

النوع الحاد عادة يختفي خلال أسبوعين إلى ثلاثة، بينما المزمن قد يستمر لعدة أشهر ويتطلب علاجًا مستمرًا.

هل المضادات الحيوية مفيدة دائمًا؟

لا، لأنها لا تعالج الفيروسات. تُستخدم فقط إذا أشار الطبيب لوجود بكتيريا.

هل يمكن أن يتحول الالتهاب الحاد إلى ربو؟

لا يتحول مباشرة، لكنه قد يزيد من حساسية الشعب لدى من لديهم قابلية لذلك.

هل ممارسة الرياضة مسموحة أثناء المرض؟

الرياضة الخفيفة ممكنة، لكن يجب التوقف فورًا إذا حدث ضيق نفس أو إرهاق شديد.

هل السعال الطويل يعني وجود مشكلة خطيرة؟

ليس دائمًا، لكنه قد يكون مؤشرًا على التهاب مزمن أو ربو أو التهاب رئوي، خاصة إذا تجاوز 3 أسابيع.

اقرأ أيضًا: طرد غير مسبوق في الليغا: حكم سابق يخرج بالبطاقة الحمراء من زميله في مشهد استثنائي