صحة

موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

الترند العربي – متابعات

منذ سنوات يشهد العالم انفجارًا في تداول المعلومات الطبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الجانب الأخطر في هذه الموجة هو انتشار خرافات تتعلق بأسباب السرطان، تُزرع في وعي ملايين الناس دون سند علمي، وتثير الذعر والقلق والارتباك الصحي. وفي تقرير موسع نشره موقع “تايمز ناو”، أكد خبراء الأورام والباحثون أن معظم ما يُشاع على المنصات الرقمية لا يمتّ للواقع بصلة، وأن العلم أثبت بوضوح أن جزءًا كبيرًا من هذه الادعاءات لا يعدو كونه مبالغات أو سوء فهم لآليات عمل التقنيات والأغذية والمواد اليومية. ويشير التقرير إلى أن المشكلة لم تعد في الخرافة ذاتها، بل في تأثيراتها الاجتماعية والنفسية، إذ تؤدي هذه المعلومات الخاطئة إلى اتخاذ قرارات صحية خاطئة، والامتناع عن علاجات ضرورية، والانجراف وراء منتجات بديلة غير فعالة، بل وقد تكون ضارة في بعض الحالات. وفي هذا السياق، يسعى التقرير إلى إعادة الأمور إلى نصابها، عبر عرض أشهر 9 خرافات تتعلق بالسرطان، وتفنيدها وفق الأدلة العلمية الحديثة، بما يعزز الوعي الصحي ويحدّ من الهلع المنتشر بين السكان.

موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان
موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

الميكروويف وتهمة التسبب بالسرطان

من أشهر الخرافات المتداولة على الإنترنت أن “أفران الميكروويف تُحوّل الطعام إلى مواد مسرطنة”. هذه الفكرة ارتبطت منذ عقود بفكرة الإشعاع وخوف الناس من الأجهزة الكهربائية، لكن الخبراء يؤكدون أن موجات الميكروويف هي طاقة منخفضة لا تملك القدرة على تفكيك الروابط الكيميائية داخل الطعام، وبالتالي لا يمكنها توليد مواد مسرطنة. وتوضح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أن الأجهزة المنزلية تخضع لمعايير صارمة تمنع أي تسرب إشعاعي ضار، وأن العبوات المخصصة للاستخدام في الميكروويف لا تحتوي على مركبات تتفاعل مع الحرارة لتكوين مواد مسرطنة. ويشير التقرير إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الجهاز نفسه، بل في استخدام عبوات غير مخصصة للحرارة، مما قد يؤدي إلى ذوبانها أو تسرب مواد ضارة — وهذه ليست علاقة بالسرطان تحديدًا، بل بسوء الاستخدام.

موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان
موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

الهواتف المحمولة وسرطان الدماغ

تظل الهواتف المحمولة في قلب الجدل الصحي، إذ يعتقد كثيرون أن الإشعاع المنبعث منها يعزز نمو أورام الدماغ. لكن البيانات البحثية المجمعة على مدى 30 عامًا تكشف أن معدلات الإصابة بسرطان الدماغ لم تتغير منذ بداية انتشار الهواتف الذكية. وتشير مراكز مكافحة الأمراض (CDC) إلى أن الموجات الصادرة من الهواتف ليست من النوع المؤيّن، أي أنها لا تمتلك الطاقة الكافية لإحداث تغيرات جينية في الخلايا البشرية، وهو الشرط الأساسي لنشوء السرطان. كما لم تتمكن أي دراسة طويلة المدى من إثبات علاقة سببية مباشرة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بأورام الدماغ. ورغم ذلك، يوصي الخبراء باستخدام السماعات أو مكبر الصوت لدى الأشخاص الذين يخشون الإشعاع، لتخفيف القلق وليس لوجود خطر فعلي مثبت.

موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان
موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

المحليات الصناعية.. اتهامات قديمة بلا سند

بدأت خرافة المحليات الصناعية حين ظهرت دراسة خمسينية على الفئران ربطت بين مادة السكارين وسرطان المثانة. لكن دراسات لاحقة للمعهد الوطني للسرطان أثبتت أن النتائج لا تنطبق على البشر، وأن الفئران المستخدمة كانت تمتلك خصائص كيميائية فريدة لا توجد لدى الإنسان. اليوم تُعتبر المحليات، مثل الأسبارتام والسكرالوز، آمنة عند استهلاكها وفق الحدود المسموح بها. ومع ذلك، يؤكد العلماء أن الإفراط في استهلاك هذه المنتجات قد يكون ضارًا لأسباب أخرى، مثل التأثير على صحة الأمعاء أو زيادة الإقبال على السكريات، لكنه لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. ويشير التقرير إلى أهمية الاعتماد على مصادر غذائية طبيعية وخفض السكريات عمومًا، مع عدم الانجراف وراء الذعر غير المبرر المتعلق بالمحليات.

موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان
موجة خرافات تربك الناس: العلم يكشف الحقيقة وراء أكثر الادعاءات رعبًا عن أسباب السرطان

الأشعة السينية.. بين الضرورة والتهويل

تثير الأشعة السينية مخاوف لدى كثيرين بسبب علاقتها التاريخية بالإشعاع. لكن الجرعة المستخدمة في تصوير العظام أو الصدر هي جرعة منخفضة جدًا، تُعادل كمية الإشعاع الطبيعي التي يتعرض لها الإنسان خلال شهر واحد فقط. وتشير الجمعية الأمريكية للأشعة إلى أن احتمالية تسبب الأشعة التشخيصية بسرطان تكاد تكون معدومة عندما تُستخدم وفق المعايير الطبية، وأن عدم إجراء الفحص الضروري أخطر بكثير من التعرض لمستوى إشعاعي منخفض. ويشير التقرير إلى أن الخطر لا يظهر إلا في حالات التعرض الشديد المتكرر بلا ضرورة، وهو أمر لا يحدث في السياق الطبي الحديث الذي يخضع لبروتوكولات صارمة.

صبغات الشعر.. جدل عمره عقود

من أكثر الخرافات انتشارًا الزعم بأن صبغات الشعر تسبب السرطان، خاصة سرطان المثانة والثدي. لكن الدراسات التي امتدت لسنوات طويلة لم تُثبت وجود علاقة مباشرة. وتشير الأبحاث إلى وجود “خطر طفيف” فقط لدى مصففي الشعر المحترفين الذين يتعرضون للمواد الكيميائية بشكل يومي ولسنوات طويلة، وليس لدى المستخدم العادي. كما أن صناعة مستحضرات التجميل الحديثة بدأت منذ الثمانينيات بإضافة تركيبات أكثر أمانًا، بعدما كان بعضها يحتوي على مركبات ثبت ضررها. ويؤكد التقرير أن الاعتدال في الاستخدام واتباع تعليمات المنتج وتجنب الصبغات منخفضة الجودة يكفي لتقليل جميع المخاطر المحتملة.

حمالات الصدر المعدنية.. خرافة بلا دليل

انتشرت شائعة أن حمالات الصدر ذات السلك المعدني تعيق تدفق الدم أو تمنع تصريف السموم من الثدي، مما يؤدي إلى تراكم المواد المسرطنة. لكن الدراسات الطبية دحضت هذه الادعاءات تمامًا، مؤكدةً أن السلك المعدني مجرد عنصر ميكانيكي لا علاقة له بالأنظمة اللمفاوية. وتشير الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أن ارتداء حمالة الصدر لا يؤثر على احتمالية الإصابة بالسرطان بتاتًا، وأن الفكرة نفسها مبنية على تصور خاطئ لآلية عمل الجسم البشري.

مزيلات العرق والسرطان.. أسطورة متجددة

لطالما انتشرت الشائعات التي تزعم أن مزيلات العرق تسبب سرطان الثدي بسبب الألومنيوم أو المواد المعطرة. لكن جميع المنظمات الصحية الكبرى — بما فيها FDA والجمعية الأمريكية للسرطان — تؤكد عدم وجود أي دليل علمي يربط بين هذه المنتجات والسرطان. وتوضح الدراسات أن المواد المستخدمة لا تدخل إلى الجسم بتركيزات قادرة على التسبب بضرر جيني أو خلوي. ومع ذلك، يوصي الخبراء الأشخاص ذوي البشرة الحساسة باستخدام منتجات خالية من الروائح لتجنب التهيج الجلدي، لكن هذا لا علاقة له بالسرطان.

ألوان الطعام الاصطناعية.. بين القلق العلمي والمبالغة الشعبية

تخضع الألوان الاصطناعية، مثل Red 40 وYellow 5، لرقابة مشددة قبل السماح باستخدامها في الأغذية. وقد أثبتت الدراسات أن هذه الأصباغ آمنة عند استهلاكها ضمن الكميات اليومية المحددة. لكن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى ارتباط محتمل بين الإفراط في استهلاكها ومشكلات سلوكية لدى الأطفال، مثل فرط النشاط، دون علاقة مثبتة بالسرطان. ويشدد التقرير على أهمية الاعتدال، خصوصًا في المنتجات المصنعة التي تحتوي على مزيج من السكريات والدهون، وهي عوامل مرتبطة فعليًا بزيادة مخاطر بعض أنواع السرطان.

سرطان الرئة لا يصيب غير المدخنين؟ خرافة خطيرة

تُعد هذه واحدة من أكثر الخرافات التي تُعرض حياة الناس للخطر. فبينما يُعد التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة، إلا أن المرض قد يُصيب غير المدخنين لأسباب متعددة، من بينها التعرض للتدخين السلبي، تلوث الهواء، بعض العوامل الوراثية، أو التعرض لغاز الرادون. وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 15% من حالات سرطان الرئة عالميًا تحدث لدى غير المدخنين، ما يجعل الكشف المبكر ضروريًا حتى لمن لا يدخنون. ويشدد الأطباء على ضرورة الابتعاد عن تدخين الآخرين، وقياس معدل الرادون في المنازل بالعالم الغربي، حيث يُعد أحد أهم مسببات السرطان غير المرتبطة بالتدخين.

كيف تنتشر الخرافات الصحية؟

يعود انتشار هذه المعلومات إلى عدة عوامل، منها القلق الصحي المتزايد في المجتمعات، وعدم ثقة البعض في الشركات الدوائية، وتحول وسائل التواصل إلى مصدر المعلومات الأول لدى كثيرين. وتنتشر الخرافات بوتيرة سريعة بسبب سهولة مشاركة المنشورات المثيرة والتي تعتمد على التخويف بدلًا من التوعية. ويرى الخبراء أن الحل يكمن في تعزيز الثقافة الصحية والاعتماد على مصادر موثوقة قبل مشاركة أي معلومة.

هل تسبب أفران الميكروويف السرطان؟
لا، لم يثبت علميًا وجود أي علاقة بين الميكروويف والسرطان عند استخدامه بشكل صحيح.

هل الهواتف المحمولة خطرة على الدماغ؟
لا توجد أي دراسة أثبتت علاقة مباشرة بين الهواتف المحمولة وأورام الدماغ.

هل يجب تجنب المحليات الصناعية؟
يمكن استخدامها ضمن الحدود الطبيعية، ولا ارتباط مؤكد بينها وبين السرطان.

هل صبغات الشعر تسبب السرطان؟
لا توجد علاقة مثبتة، والخطر — إن وجد — يطال مصففي الشعر المبالغين في التعرض.

هل مزيلات العرق تزيد خطر سرطان الثدي؟
لا، جميع الأدلة العلمية تنفي أي علاقة.

اقرأ أيضًا: تحذيرات طبية جديدة: الباراسيتامول ليس آمنًا كما يعتقد الملايين حول العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى